ملخص خطبة الجمعة للشيخ محمد خير الطرشان
بقلم : إدارة التحرير
ملخص خطبة الجمعة للشيخ محمد خير الطرشان
في جامع العثمان
12/رمضان/1429هـ
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
{يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28].
{هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْـمُسْلِمِينَ} (الحج: 78).
التيسير مقصد من مقاصد هذا الدِّين، وصفة عامة للشريعة في أحكامها وعقائدها، وأخلاقها ومعاملاتها، وأصولها وفروعها؛ فربُّنا بمنِّه وكرمه لم يكلِّف عباده بالمشاقّ . قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : « إنَّ الدِّيْنَ يُسْرٌ ، ولن يُشادَّ الدِّيْنَ أحدٌ إلاَّ غلَبَهُ » .
وصَحَّ عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّه " ما خُيِّرَ بين أمرَينِ إلاَّ اختارَ أيسَرَهُما ما لم يكن إِثْما ً" .
فالتَّكاليفُ الإسلاميَّةُ ليس فيها شيءٌ من الحَرَج والشِّدَّة والمَشقَّة ، كما أنَّه ليس في أحكام القرآن شيءٌ مِمَّا يَعْسُرُ على النَّاس وتَضِيْقُ به صُدُورُهُم . وهذا ما تَدُلُّ عليه آياتُ الصِّيام ، قال تعالى : « ..فمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فلْيَصُمْهُ ومَن كان مَريضاً أو على سَفَرٍ فعِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ ، يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُريدُ بِكُمُ العُسْرَ ... » .
الإسلامُ أقام أحكامِهِ على التَّيسير ورَفْعِ الحَرَج ودَفْعِ الضَّرَر، مُنْتهِجاً فيها أُصولَ التدرُّج في التَّشريع ، مُراعاةً للطَّبيعة البشريَّة ، مُشرِّعاً مِن التَّكاليف ما تَحتمِلُهُ طاقةُ المُكلَّف ، وذلك مِن سماحة الدِّين واعتِدالِهِ ووَسَطيَّتِهِ : « لا يُكلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَها لها ما كَسَبَتْ وعليها مَا اكتَسَبَتْ » [البقرة/286].
فالله ـ تعــالى ـ لا يكلِّـف الـناس بما يطيـقون، بـل بمـا هـو في وُسْعهم، وتأمَّل قوله عزَّ وجلَّ: " لا يكلف الله نفساً إلاَّ وُسْعَهَا "، كيف تجد تحته أنهم في سِعَة ومنحة من تكالـيفه، لا في ضـيق وحرج ومشـقة؛ فـإن الوُسْـع يقتـضي ذلـك .
اليسر في الخطاب الإسلامي:
وإنَّ مِن أبرزِ مُقوِّماتِ اليسر في الإسلام : سماحةُ الخِطابِ الدِّيْنيِّ ، القائمِ على التَّحبُّبِ والتَّبشيرِ بالخير، وعلى التدرُّجِ في التَّشريعِ ومُسايَرَةِ الفِطْرة ، وعلى العَفْوِ والمُجاوزةِ والمَرْحَمة . قال تعالى : « وبَشِّرِ المُؤمنينَ بأنَّ لَهُم مِن الله فَضْلاً كبيراً » [الأحزاب/47] ، وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لمُعاذِ بنِ جَبَلٍ وأبي موسى الأشعريِّ رضي اللهُ عنهما لَمَّا أرسلَهُما إلى اليمن: « يَسِّرا ولا تُعسِّرا ، وبَشِّرا ولا تُنفِّرا » .
اليسر في التكاليف الشرعية:
وأمَّا التدرُّجُ في التشريع ومُسايَرَةُ الفِطْرة فهما من سماحة التَّكليف ومُرُونتِهِ، قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : « إنَ هذا الدِّينَ مَتينٌ فأوْغِلوا فيه بِرِفْقٍ » .
اليسر في العبادة:
العِبادةُ في الإسلام تمتازُ باليُسْرِ والسُّهولةِ ، وسُرعانَ ما يحصُلُ بها للمُتعبِّد الطُّمأنينةُ والسّكينة، قال تعالى: « الَّذينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلاَ بذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ » [الرَّعد/28].
وقال - صلى الله عليه وسلم - : «إن خير دينكم أَيْسره، إن خير دينكم أَيْسره، إن خير دينكم أَيْسره» وفي لفظٍ: «إنكم أمة أُريد بكم اليُسْر». أخرجه الإمام أحمد بسندٍ صحيح.
ومن معاني اليسر :
ومنها: أن يجد المؤمن في العمل لذّة روحية، حتى إنه ليكاد ينسى ما فيه من مشقة.
وإذا حلَّت الهداية قلباً نشطت للعبادة الأعضاءُ
التعليقات:
1 |
 |
|
مرات
القراءة:
5295 |
 |
|
تاريخ
النشر: 20/09/2008 |
 |
|
|
|
|
|