::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

اقترب السباق من نهايته ...

بقلم : ديمة محمد ديب هديب  

دائماً في السباقات الكبيرة يكون لكلِ فردٍ من أفراد السباق خطة ومنهج يتبعه، فمنهم من يخبأ طاقته لآخر السباق فلا يلحق الركب في النهاية ،ومنهم من يبذل كلَّ جهده في أول السباق فيصل إلى نهايته وقد تعب وأصابه الملل والإرهاق؛ والمصيب منهم من يوزع نشاطه على فتراتِ السباق فيبدأ بهمةٍ ونشاط ،ثم يتابع سيره على وتيرةٍ واحدة من الجدِّ فإذا لاح له كأس الفوز واقترب من الانتصار لمعت عيناه واتقدت عزيمته وبلغ كل جهده حتى يأخذ الثمرة الطيبة التي تعب لأجلها.. هذا كله في السباقات الدنيوية أما في السباقات الأخروية فالمتسابق المصيب فيها من لا يعرف له اليأس طريقاً فهو يعلم أن السلعة غالية.. والسفر شاق.. والطريق وعر طويل.. لكن في هذا الطريق رحمات من الرحمان الرحيم ..وعطيات من المنان العظيم.. ونفحات من الكريم المجيب.. فيسعى جاهداً لنيلها والتعرض لها فإذا لاحت مواسم الطاعات اشتاق لها اشتياق الأرض العطشى لحبات المطر تروي عطشها.. اشتياق العبد التائب للعودة إلى مولاه والتذلل بين يديه والبكاء على بابه ،فإذا أحس بانقضاء هذه الأوقات واقتراب رحيلها شمَّر وعقد العزم على العمل من جديد وفي ذهنه هدفٌ بعيد وثمرةٌ طيبة لن ينالها إلا بالعمل الجاد الدؤوب ولديه الآن فرصة ذهبية.. فها هوذا يلمح إعلاناً عن مسابقةٍ عظيمة لكل المسلمين على ظهر هذه الأرض.. بالتأكيد لن يضيع هذه الفرصة؛ ويتفكر في هذه المسابقة يا ترى ما هي !!وما جوائزها!! فيرى اكتتاب في الجنة بعبادة ألف شهر.. وعتق رقبته من النار.. ومغفرةٌ لجميع الذنوب والآثام ..ودعاءٌ مستجاب.. ورحمةٌ من الرحيم الدَّيان.. ونزول ملكٌ عظيم من الملائكة قد اشتاق له كثيراً.. ففكر متسابقنا الهمام في أمرٍ هام وعقد العزم على نجاحه بإتمام وهو فعلاً أمرٌ من الأمور العظام؛ فهو يريد ان يُسرَّ هذا الملك مع أنه ما رآه.. فهو لا يأتي إلاَّ مرةً واحدة كل عام.. فهو يأتي في ليلة جليلة عظيمة  يتفقد أمور القرآن الذي أُنزل بواسطته على سيدنا وحبيبنا  محمد صلى الله عليه وسلم ويرى تطبيقات هذا القرآن في حياتنا..

 ياترى هل يقارن بيننا وبين الصحابة رضوان الله عليهم في وقوفهم عند حدود هذا القرآن وقولهم سمعنا وأطعنا!!

 يا ترى هل يبحث عنا في المساجد ويجدنا في الأسواق!!

 يا ترى هل يبحث عنا أمام شاشات التلفاز فيجدنا مرابطين هناك في غير مكان الرباط!!

 يا ترى ماذا يقول وهل سينقل عن أهل هذا الزمان مثلما كان ينقل عن خير القرون وصفوة الناس !!

...لا أدري!!...

 فهذا محتاج إلى وقفةٍ صادقة ونظرةٍ فاحصة.. فالله سبحانه مطلع على كل شيء ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وقد أعطانا هذه الليالي العظيمة - وليلة القدر خاصة- كي يطاع فيها وسالمنا بهذه الليلة وجعلها لنا سلاما حتى مطلع الفجر وجعل عبادتها بألف شهر وأنزل الملائكة وملك الوحي لعظيم قدر هذه الليلة عند الله، وهو كريم.. مالك الملك ذو الجلال والإكرام ... فملك الملوك إذا وهب لا تسألنََّ عن السبب ...

 فها هو المتسابق الجاد يجدد النية لرب العباد قبل نهاية المعاد.. كي يحصل على المراد بفك الرقاب ونيل الجنات من ربِّ الأرباب فها هو السباق قد قارب على الانتهاء و الفضل فيه بالتأكيد سيكون لمن صدق فوصل ففاز ونجح..

اللهم اجعلنا ممن اشترك في هذا السباق بصدق واخلاص فوصل إلى الهدف بنجاح وثبات وتبقى الجائزة هناك في أعلى الجنات .. نسأل الله القبول ..

آمين

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2828

 تاريخ النشر: 26/09/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 963

: - عدد زوار اليوم

7447703

: - عدد الزوار الكلي
[ 33 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan