::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

لك الله يا غزة ...

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 

الكلمات تقف عاجزة عن التعبير عن الواقع المرير الذي يعيشه إخواننا في غزة وهم يمثلون مفهوم الصمود الحقيقي ... و آن لنا أن نعترف بتقصير و إهمال العرب والمسلمين لخاصرة الأمة العربية والإسلامية الجنوبية  .

غزة ، وماذا ينفع البكاء !! وماذا تجدي قصائد الرثاء !!

غزة يا رمز الصمود والإباء !! تعلمنا منك من أطفالك ونسائك وشيوخك معنى الصبر و الصمود والتضحية والفداء .

لك الله يا غزة ... باعوك بوعود وهمية ، وشعارات زائفة ، وشربوا نخب دماء أطفالك كؤوسَ ذُلٍّ تفوح منها رائحة المؤامرة والخيانة ...

ماذا بوسعنا أن نفعل ؟

سؤال يتردد كثيراً على ألسنة أبناء العروبة والإسلام وبناتهما المتحرقين على الواقع الأليم والمرير الذي نشاهده ونحن ننعم بالدفىء خلف شاشات عملاقة تنتقل بنا من ساحة طرب إلى غناء إلى مجون إلى مسلسلات ماجنة إلى ...

ماذا نفعل ؟ ماذا نقدم ؟

لقد تسارع بعض أبناء العرب والمسلمين إلى الدعاء والصلاة والصوم ، وأرسلوا رسائل عبر الهواتف النقالة لتوحيد الدعاء والاجتماع على الصيام والصلاة في وقت واحد ...

وماذا غير ذلك ؟ لا تزال الدماء تسيل ، وشباب أمتنا يذبحون واحداً تلو الآخر !!

نعم إخوتي ، بوسعنا أن نرسم خطة متكاملة نسعى إلى تحقيقها ، وبذلك نقاوم عجز بعض القادة والزعماء الصامتين المختبئين في جحور الذل ، المتمترسين وراء أوهام زائفة ، لم تجلب لهم سوى اللعنات والشتائم التي نسمعها من الشعوب المتألمة عبر شاشات الفضائيات ومن خلال الإذاعات العربية .

أولاً : وقبل كل شيء ، علينا أن نتمثل حقيقة قول الله تعالى : ﴿ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139  (آل عمران) .

فإذا حققنا مفهوم الإيمان الصحيح فستبقى لنا العزة والمَنعَة إن شاء الله تعالى .

ثانياً  : بيَّن لنا الفقهاء أهمية دعاء القنوت عند النوازل، فلنفزع إلى الله تعالى في صلواتنا ، لعل الله تعالى يستجيب دعاء الصادقين منا .

ثالثاً : لننظر إلى أولئك المرابطين على أنهم المعنيون بقول سيدنا رسول الله رسول الله صلى الله عليه و سلم المروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء ، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا: يا رسول الله، و أين هم ؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس " . فإن سقط منهم الشهداء فإلى الجنة إن شاء الله تعالى ، و إن ثبتوا على ما أصابهم فلنتعلم منهم دروساً في الثبات على الحق .

 رابعاً : ليعمل كلٌّ منا ضمن دائرة استطاعته واختصاصه واهتمامه ، فرجل القانون مثلاً من واجبه أن يسعَى لدى المحافل المحلية والدولية لإدانةِ هذه الإبادة الجماعية والمحرقة النازية التي يمارسها العدو الصهيوني تحت غطاء الطامعين بسلطة الأوهام .

ورجل الإعلام يمكنه المشاركة بالكلمة المقروءة أو المرئية أو المسموعة.. في نقل وفضح ما يجري من مؤامرات المتواطئين .

ورجال الدعوة يعملون على تعبِئة الأمة لنصرة المستضعفين والمقهورين .

والمواطن العادي يمكنه أن يشارك في مسيرات الاحتجاج ومظاهرات الغضب ، كما يمكنه أن يبادر إلى أقرب بنك للتبرع بالدم لصالح الجرحى في المشافي الفلسطينية ، ليعوض بذلك عدم قدرته على الجهاد بنفسه في أرض فلسطين .

و أخيراً تعالوا بنا نقرأ قصيدة الدكتور عبد الرحمن العشماوي ونتأمل في معانيها العظيمة لعلها تحرك من لم يتحرك منا بعد :

  

أخي في الله أخبرني متى تغضبْ ؟

إذا انتُهِكت محارمنا

إذا نُسِفَت معالِمُنا ولم تغضبْ

إذا قُتِلَت شهامَتُنا إذا ديسَت كرامتنا

إذا قامت قيامَتُنا ولم تغضبْ

فأخبِرني متى تغضبْ ؟

إذا نُهِبَت موارِدُنا إذا نُكِبَت معاهِدُنا

إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى

وظلت قدسنا تُغصبْ

ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ ؟

إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ ؟!

رأيت هناك أهوالاً

رأيت الدم شلالاً

عجائز شيَّعت للموت أطفالاً

رأيت القهر ألواناً وأشكالاً

ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ ؟

رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب

ولم تغضبْ

فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!

إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى

فلا تتعبْ

 

 التعليقات: 6

 مرات القراءة: 4501

 تاريخ النشر: 28/12/2008

2008-12-31

دعاء الأصفياء / فلنعشْ في سبيل الله.

السّلام عليكم* جزاكم الله خيراً على هذا الإرشاد والتّحفيز. أودّ التّعليق على نقطة في البند الرّابع: "ليعمل كلٌّ منا ضمن دائرة استطاعته واختصاصه واهتمامه.......... ليعوض بذلك عدم قدرته على الجهاد بنفسه في أرض فلسطين ." هذا توجيه مهمّ جدّاً، ويذكّرني بكلمة يقولها الدّكتور راتب النّابلسي، معناها: "هؤلاء الشّباب يموتون في سبيل الله، وما أكثر من مات في سبيل الله، ولكنّنا نريد الآن من يعيش في سبيل الله." فلنعش في سبيل الله ما دمنا أحياء، ولنسأل الله أن يعيننا على تقديم كلّ ما يمكننا تقديمه ممّا يرضيه... لكن لي تعليق بسيط على نقطة في تعليق الأخ صبحي جزاه الله خيراً: تعليقكم مسدّد وصائب كما باقي التّعليقات، لكن هناك كلمة ربّما يفهمها البعض بمعنى غير الّذي تريدون إيصاله، الدّعاء هو أقوى سلاح، فعلينا التّسلّح به وبالإيمان، ومن ثمّ الخروج إلى الجهاد، يعني عوضاً عن قولنا: "نحن مدعوون لبلورة آليات فاعلة على أرض الواقع؛بدل التباكي والدعاء"لنقل: مع الدّعاء، لا بدلاً عنه، فأقوى ما بأيدينا الدّعاء، وكوننا عاجزين عن الحركة بأجسادنا، لنتحرّك بقلبنا ولساننا*

 
2008-12-31

صبحي

السلام على كل العاملين في موقع رسالتي ، وعلى المتصفحين الرائعين الذين يغنون بمداخلاتهم مواضيعه وصفحاته: غزة! جريحة...ذبيحة ! تئن من الجوع والألم ... لكنها لا تستسلم. ونحن نشاركهم معاناتهم ، حسب الاستطاعة؛ فالعين بصيرة ، واليد قصيرة لكن اللسان طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل! القرار بيد الحكام ؛ فهم المسؤولون عن تدبير الأمور وتسييرها ، ونحن مأمورون بالسمع والطاعة!.......... وليس بينهم معتصم يغضب. فيلبي نداء الحرّة... ليس بينهم رشيد يرد بالفعل على كلب الروم .........ليس بينهم ناصر يعلن استرداد الحق ، ويكون مستعداً للاحتمال الأسوء.......ليس بينهم هنانو ولاخراط ولاسلطان ولاصالح.... فقد عجزت نساؤنا أن يلدن مثل خالد!......العجز الذي نعاني منه في بلاد العرب والإسلام يعود لسببين: - الحكام الذين لم يعودوا يهتمون بقضايا الأمة ، ويمارسون غطرستهم وقهرهم على شعوبهم لمنعها من أي تحرك؟!... - الأمهات اللواتي زرعن الخوف والجبن في نفوس أبنائهن وأزواجهن فأين أسماء ذات النطاقين وموقفها الشهير أمام جسد ابنها عبد الله المصلوب؟!..وأين نسيبة التي تقول مافعل رسول الله؟ ولايهمها ماأصاب زوجها وأخاها وابنها ...وتقول : كل مصاب بعدك يارسول الله جلل!... أين الخنساء التي تتشرف باستشهاد أولادها الأربعة؟ وأين ....وأين .....وأين.... نحن مدعوون لبلورة آليات فاعلة على أرض الواقع؛بدل التباكي والدعاء ، ولنترك هذه الوسائل الدفاعية لمستضعفي الأمة، ولنفكر نحن بتفعيل الوسائل الهجومية؛ فهذه معركتنا جميعاً إن كنا شرفاء وأحراراً، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.......... والسلام على من قال وفعل!!!.................

 
2008-12-31

بنان

هنيئاً لك يا أمة الإسلام بشائر سيد البشر صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال ( وهم بالمدينة حبسهم العذر ) صحيح بخاري . وفي حديث آخر {عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت إنه مذهوب به فاتبعته بصرى فعمد به إلى الشام الا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام } إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح .وفي حديث في مسند الإمام" أبي يعلى" { عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة}

 
2008-12-30

محب الشام

جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ : محمد خير الطرشان ...وإن ردة الفعل السريعة في جل او كل العواصم العربية والإسلامية لهي شاهد على ان هذه الأمة تحتفظ بطاقات كبيرة وأنها على استعداد دائم لصرفها في الذي يبنغي أن تصرف فيه . لكنها طاقات مواردها مالم تحفظ وتتجدد ستتعرض للاستنزاف. وللمرء أن يتساءل عن مصادر بناء القيم ومصادر هدمها من كل الذين يجعلون إعلامنا وتعليمنا و أعمالنا الأدبية والفنية مصادمة لهويتنا . اين الذين يهللون ويعولون على المنظمات الدولية الحقوقية وغيرها ويجتهدون في إقناعنا أنهم من الطهر والنقاء الملائكي بحيث إذا قالوا وجب تصديقهم وإذا قرروا وجب تنفيذ مقرراتهم؟ فها هي جريمة غزة تفضح مكاييلهم المختلفة، وإزدواجية خطاباتهم!! ... وفي الأخير نقول هل ينصت من يعنيهم الأمر إلى صيحات المتظاهرين، وإلى مضامين الشعارات التي يرددونها، ففيها تحديد للجهات الشريكة في الجريمة: الجاني والداعم والصامت!! ولأنا لا نتوقع من الجاني إلا عدوانا ، و لا نتوقع من الداعم إلا طغيانا، فعلى الصامتين والمترددين أن يقولوا للجميع ''الله مولانا ولا مولى لكم '' وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمون "

 
2008-12-30

h.d

بسم الله الرحمن الرحيم .قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) سورة الأحزاب. الصبر الصبر ، الثبات الثبات يا أهل غزة! إنكم لمنصورون بإذن الله، فالله مولانا ومولاكم، والكافرون لا مولى لهم ، شهداؤكم في الجنة بإذن الله وقتلاهم في النار. وكأن لسان حال إخواننا في غزة يناجي مولاه ويبث إليه شكواه قائلاً بقول من قال : إلهي قد غدوت هنا سجينا*لأني أنشد الإسلام دينا*** وحو لي إخوة بالحق نادوا* أراهم بالقيود مكبلينا***فقيد وموت في سبيل الله خير ألف مرة من قيود الذل والخيانة في سبيل الشيطان. نسأل الله لنا ولهم وللمسلمين جميعاً فرجاً عاجلاً قريباً بإذنه.

 
2008-12-30

سهير أومري

أخي المشرف العام: صدقني قد غضبنا غضبنا وبكينا... بكينا على واقع نحن فيه.... على ذل ومهانة نعيش فيها تحوط بنا من كل ناحية.... نحن نعلم ماذا ينتظر أولئك الصابرين الصامدين من جنات ونعيم ولكن نبكي على أنفسنا على عجزنا وتقصيرنا على قلة حيلتنا نتأسف على تلك الدماء التي يبذلونها ثمناُ لأمن نعيش فيه ثمناً لدفء ننعم فيه ثمناً لنوم هانئ نتمتع فيه ثمناً لطعام لذيذ يملأ بطوننا وشراب عذب يروي أجوافنا ثمناً لضحكات أطفالنا ثمناً لأحلامنا وأمانينا أجل إنها دماء أهل غزة... نحن نعيش وننعم بحياتنا وهم يدفعون عنا الحساب... واقعنا واقع مرير يندى له الجبين أهل غزة يذبحون ونحن نحضر لاحتفالات رأس سنة!! أهل غزة يذبحون ونحن نغوص في مهاترات وسجالات لا غرض منها إلا التكبيل والتحبيط وانتقاص الآخرين ومنعهم من دفع عجلة الأمة!!! صدقني إنه واقع مرير.. إن أحدهم في غزة يتلقى رصاصة أو شظية فينتقل في لحظة من حياة مريرة إلى سعادة أبدية أما نحن فكل يوم تتلقى قلوبنا رصاصات الذل والخزي والعار فتموت ألف مرة دون أن تتوقف عن نبضها... ماذا عساي أن أقول عبارات الألم لن تنتهي ولكن أقسم على كل من اتصف بالعروبة أو كان عربياً كما أقسم على كل من دان بشهادة التوحيد ألا يسمح لأحاسيسه ومشاعره أن تتبلد بدعوى ماذا نفعل لهم؟ أقسم عليكم ألا تديروا ظهوركم وتمضوا في شؤونكم تفرحون وتمرحون تحضرون لحفلات رأس السنة وتعدون الولائم وتبحثون بين القنوات الفضائية على الأغاني الهابطة والمسرحيات والسهرات الفنية... فالمؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.... فكيف تُقلع عيني وتبقى أذني سعيدة تستمع الأغاني ثم تطرب فيقوم جسدي ليتمايل فرحاً ونشوة!!! من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم... لنلتزم بمحاسبة أنفسنا ونصرة الله في أماكننا في مواقعنا ولنجاهد لرفعة ونصرة أمتنا غير مبالين بكل من وضع في طريقنا المعوقات أو حاول تكبيلنا عن تحقيق أهدافنا... أطلت كثيراً ولكنها زفرات قلب يتألم ثم يحاول أن يهيل على الغيوم السود في صدره هواء نقياً لعله يبدد هذه الغيوم ويفسح بينها لأشعة الأمل والتصميم بالعبور لعلها تتحول إلى طاقة لا تقف في وجهها أعاصير ولا تحدها حواجز أو حدود.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 535

: - عدد زوار اليوم

7400579

: - عدد الزوار الكلي
[ 60 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan