::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

بل هم أضل سبيلا

بقلم : بتول  

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ للَّهِ تَعَالى مائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الجِنِّ والإِنْسِ وَالبَهَائمِ وَالهَوامِّ ، فَبهَا يَتَعاطَفُونَ ، وبها يَتَراحَمُونَ ، وَبها تَعْطِفُ الوَحْشُ عَلى وَلَدهَا ، وَأَخَّرَ اللَّهُ تَعالى تِسْعاً وتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بها عِبَادهُ يَوْمَ القِيَامَةِ »

أنزعت تلك الرحمة من قلوبنا أم ماذا؟

قال تعالى : { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}

كنت جالسة أمام التلفاز منذ أشهر أقلّب في قنواته فإذا بقناة تعرض برنامجاً عن حياة الحيوانات وكان الملفت للنظر في هذه الحلقة قصة الثيران ملخصها : قطيع من الثيران يمشي في البرية فإذا بمجموعة من الأسود تهاجم هذا القطيع , هرب القطيع بأكمله إلا ثور واحد لم يستطع اللحاق بهم لكبر سنه فاستولت عليه الأسود وبدأت تنهش بلحمه ولكن القطيع لمّا رأى ذلك المنظر لم يتحمل وعاد من بعد هروبه كالسيل الجارف منقضّاً على تلك الأسود .

بدأت المعركة بين كر وفر وفي النهاية انتصر القطيع الذي توحد وأنقذ ذلك الثور , رجعت الأسود خائبة ذليلة تنظر من مكان بعيد . أما القطيع فبدأ يحاول أن يوقف ذلك الثور على قدميه لكي ينهض ولكنه لم يستطع حاول مرات عديدة لكن باءت بالفشل فلما يئس القطيع رحل بائساً حزيناً وترك ذلك الثور مكانه يعاني الآلام وحده حتى يلاقي مصرعه ولكن فجأة رجع القطيع إليه لماذا يا ترى ؟؟!

لقد وقف ذلك الثور على قدميه إذاً رجع لكي يضمه إليه من جديد .

فيا سبحان الله لم يتخلَّ هذا القطيع من الحيوانات عن أحد أفراده .

إليكم قصة أخرى :  يوجد في النملة خاصية الضخ إذ أنه إذا وجَدت نملةٌ نملةً أخرى جائعة عطشى تضع فمها في فمها وتقوم بضخ بعض الطعام والشراب في فم الأخرى. أما نحن قدر المستطاع نحاول أن نضيق الخناق على إخواننا , وبعض البشر توجد فيه هذه الخاصية ولكن بالعكس إذ أنه يقوم بالمص لا بالضخ .

وإليكم قصة حقيقية جرت في بيتنا عندما كنّا صغاراً : فرخ عصفور يمشي على الأرض ويتعثر يحاول ويحاول لكن للأسف لا يستطيع , شاهده أخي فذهب والتقطه فلما رأته أمي حزنت عليه ووضعته في النافذة الخارجية لكي تشاهده أمه وتأتي لتأخذه , بالفعل حصل ذلك، أتت إليه أمه مسرعة حاولت أن تأخذه عدة مرات ولكن فشلت فلما يئست ذهبت, ظننا أنها لن ترجع ولكن حدث المشهد الرهيب آية من آيات الله عز وجل , آية دالة على قدرته ورحمته , آية لنا نحن بني البشر , أتت بجيش جرار من العصافير أتوا لينقذوا صغيرهم, خيّموا كالمظلة في السماء حوّموا حول النافذة محاولين إخراجه وأخذه فلما رأت أمي ذلك أخرجته ووضعته خارجاً ليأخذوه .

أما بعضنا فيسمع صراخ الأطفال ويرى المشاهد الدامية ويجلس يتفرج بلا حراك .

هذا على مستوى الحيوان الذي لا يملك عقلاً وتفكيراً , إذاً فما واجب البشر الذين كرمهم الله عز وجل بالعقل الذي هو أحد الوسائل التي توصلهم إلى خالقهم سبحانه وتعالى فالله عز وجل كرّم بني آدم وجعل لهم الجنات العلا والحياة الكريمة إن هم  أطاعوه فأبى البعض إلا أن ينزل أسفل سافلين ويضعهم الله عز وجل في القمة فيأبوا إلا أن يسقطوا في الحضيض . قال تعالى : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}.

فهذا الذي حدث في غزة والله أعلم امتحان نجح فيه من نجح وسقط فيه من سقط ولكن إلى أي هاوية سقط والعياذ بالله ( لأن يسقط الإنسان من السماء إلى الأرض وتنحطم أضلاعه أهون عليه من أن يسقط من عين الله ) .

اللهم اجعلنا من الناجحين الفائزين في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين ولا تجعلنا مع القوم الظالمين الكافرين الساقطين

فحاشاه سبحانه وتعالى أن يتخلى عن عباده .

والعجب العجاب مع هذا الحصار والخناق والنار والتآمر أن أخاً فلسطينياً يقول وهو يبتسم: لا تقلقوا علينا ولا تحزنوا لقد بنينا لنا داراً في الأرض وداراً في السماء فإما أن نعيش هنا أو هناك .

إذاً على ماذا نقلق ؟؟!

علينا أن نقلق على أنفسنا نحن المقصرين في جنب الله عز وجل , هل نحن جند من جنوده أم لا.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فيما معنى الحديث ( عجبت لضاحك ملء فيه وهو لا يدري آلله راضٍ عنه أم ساخط ) .

فهذا الدين هو دين الله وهو الذي يتولى نصره . قال تعالى : { سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}.

اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا وانصر أهلنا في غزة عاجلاً غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

إذا كان الله معك فمن عليك وإذا كان الله عليك فمن معك

يارب ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك

 

 

 

 

 

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2848

 تاريخ النشر: 18/01/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1366

: - عدد زوار اليوم

7398199

: - عدد الزوار الكلي
[ 73 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan