(كاتي بيري ) تغني لفتاة ، هل سنستمر في سماعها ؟؟
بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم
(كاتي بيري ) تغني لفتاة ، هل سنستمر في سماعها ؟؟
( لقد قبَّلتُ فتاة .. فقط لأجرب الأمر ... آمل ألا يمانع صديقي !! )
هذا ما تقوله المغنية ( كاتي بيري ) !!!!!
كلماتٌ غريبة !! .. نعم !! ..
تستغربون وجودها هنا في موقعنا .. والحق معكم والله ..
لكنني أحببت أن أنقل لكم حالة الصدمة التي انتابتني عندما سمعت هذه الكلمات، ولن تشعروا بالصدمة بالشكل الذي أريده إلا إن واجهتموها ..
نعم .. هذه كلمات الأغنية التي تتصدر قائمة الأغاني في أمريكا، الأغنية رقم # 1 في أمريكا وبريطانيا، واقرؤوا إن شئتم لوائح ( Bill Boards ) في الإنترنت التي تضع الأغاني المتصدرة في العالم ..
كلمات هذه الأغنية تزداد وقاحة وبشاعة باستمرارها، وقد نقلت لكم عبارتها الأولى فقط، فما رأيكم ؟؟
هذه هي كلمات الأغاني التي يسمعها أولادكم، وهناك عبارات أشد فظاعة، لكن مشكلة أطفالنا وأولادنا أنهم في معظم الأحيان يفتقرون لفهم اللغة الأجنبية التي تُغنى بها الأغنية، لكنهم يسمعونها تعبيراً عن حالة ( القطيع ) التي ينتسبون إليها ..
فثقافة ( القطيع ) قد طغت على عقولنا وبات من الطبيعي أن تكون جزءاً من هذا القطيع الذي يتبع الراعي الأول ( أمريكا ) ، ولكي تكون فرداً مهماً فيه عليك أن تسمع الأغاني الواردة وتلبس الجينز وتأكل على النمط الغربي المعتاد ( ساندويشة على السريع لوحدك وبسرعة ) ....
هذه هي الثقافة التي تحكمت في عقول الأولاد في مجتمعنا، أنهم باتباعهم لكل ما يرد من هناك، سيعيشون برقي الحياة هناك ..
والأغاني واحدة من أهم المظاهر التي تعبر عن رقي الحضارة الغربية ( بنظرهم ) وما دمتَ تسمع الأغاني الغربية فهذا يعني أنك متحضر وتستطيع أن تواكب العصر الذي تعيش فيه..
إن هذه الفكرة المتجذرة في عقول الجيل الجديد .. خطيرة جداً ..
يرفض البعض منا هذه الأغاني بحجة أنها حرام ( ولا أختلف معهم في هذا الموضوع لكن هناك أمر أخطر ) .. ويرفضها البعض بحجة أنها لا تناسبه وعقليته القديمة ...
ولكننا لم نسمع من يرفض لجيلنا أن يسمعها بسبب ما تبثه في لا وعينا من أفكار خبيثة وعادات مجتمع غريبٍ عنا لا يناسبنا أبداً، فبتنا نسمع البنات يغنين الأغاني الأجنبية ويحفظنها عن ظهر قلب دون أن يفهمن بشاعة الكلمات التي يغنينها، وقد سمعت مرة فتاة في عمر الورود تغني أغنية تعد من أسوأ الأغاني في أمريكا، لكنها تغنيها لأنها حفظتها بعد أن اعتادت على سماعها ....
فكيف سنقف في وجه هذه القضية ؟؟
قد يعتبر البعض منكم كلامي هذراً في هذر، لأنها قضية عالمية، والأغاني كما يقول البعض عامل هام من عوامل تبادل الثقافات، وهذا أمر طبيعي في عالم العولمة الذي نعيش تحت سمائه الواحدة التي تظلل البشر جميعاً ..
لكن المشكلة أكبر من هذا، فالخطأ ليس في أغنية فقط، بل يتعدى الأمر إلى أن اللباس الذي يلبسه شباننا بات يعبر عن الثقافة الغربية، وقد رأيت مرة إحدى الفتيات تلبس (تي شيرت ) كُتب عليها :
( My Boy Friend Has A Good Taste )
ولا بد أنكم فهمتم معنى هذه العبارة، فأين النخوة في عقولنا، وهل يقبل الأب الذي ربى ابنته على العفة أن يقرأ كلمات كهذه على لباسها؟ أم أنه لم يفهم المكتوب؟؟؟
هذه هي القضية المهمة ، أننا نستورد من الغرب ثقافة غريبة عنا، دون أن نحاول فهم الكلمات التي ترد معها، فتدخل إلينا كلمات لا تليق بنا سواء عبر الأغاني أو اللباس، ولا ننتبه إلى أنها صارت كلماتٍ ملفوظة على ألسنة الأطفال..
فهل نقبل هذا ؟؟
وهل سنقف في وجه هذا الطوفان من الكلمات الغريبة التي اجتاحت عقول شبابنا، والبعيدة بشكل كامل عن معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا ؟؟
وهل سنخرج قليلاً من دائرة القطيع الذي نمشي معه، لننظر من الخارج إلى قلب الدائرة التي كُنا فيها ، ولنعلم حقيقة الحياة التي نعيشها، ونمط المستقبل الذي ينتظر أطفالنا؟؟
أرجو ممن شعر بالاستياء من بعض الكلمات التي وردت في مقالتي أن يعذرني ..
لكنني اضطررت لوضعها كي أنقل لكم مدى الفظاعة التي وصلنا إليها ...
كي أنقل لكم مدى البشاعة التي امتزجت مع كلامنا ولباسنا...
لذلك أرجو من كل من قرأ مقالتي هذه أن يضع رأيه فيها ..
أرجو أن تشاركوني بأفكاركم وآرائكم، وأرجو أن تضعوا تعليقاتكم عليها علَّنا معاً نستطيع أن نستخرج حلاً لهذه المشكلة التي باتت موجودة في حياتنا بشكل واقعي وكامل، وإنكارنا لوجودها لا يعني اختفاءها ..
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
3430 |
|
|
تاريخ
النشر: 16/08/2008 |
|
|
|
|
|
|