::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

الجهاد الأكبر - جهاد النفس والهوى - (1)

بقلم : الشّيخ محمد خير الطرشان "المشرف العام"  


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللّهم افتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.

وبعدُ أيّها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

^ المعنى الحقيقي للجهاد في الإسلام:

في سياق حديثنا عن معالجة الغفلة التي وقع بها كثيرٌ منا؛ الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، وبعد أن تحدّثنا عن منهج الإمام الغزالي في الإصلاح، ثمّ عن منهج السلطان صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله تعالى - في تنشئة جيلٍ مؤمنٍ، مجاهدٍ في سبيل الله, عنده من حبّ التضحية والفداء الشيء الكثير, لا بدّ أن نتحدث اليوم عن كيفيّة مجاهدة النفس، وسيطرتها على أهوائها، وشهواتها.

كلنا يعلم أيّها الأخوة أن الجهاد نوعان؛ جهاد أصغر، وجهاد أكبر, والله - سبحانه وتعالى - أشار إلى مفهوم المجاهدة في القرآن الكريم في مواضع متعددة، منها قوله سبحانه وتعالى:[]والَّذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لمََعَ المُحْسِنِينَ[]سورة العنكبوت (69). ومنها قوله سبحانه وتعالى: []وجَاهِدُوا في الله حَقَّ جِهَادِهِ...[] سورة الحـج (78). دائماً تنصرف الأنظار والأسماع إلى أنّ المراد بكلمة الجهاد إنّما هو القتال في سبيل الله تعالى، لكن هناك نوع من الجهاد - وهو جهاد عظيم جداً، ويحتاج إلى صبرٍ، ومصابرةٍ، وسيطرةٍ على النّفس، وشهواتها، وأهوائها، ألا وهو جهاد النّفس. لذلك.. العلماء قسّموا الجهاد إلى ثلاثة أقسام: جهاد العدو في الظاهر, مجاهدة الشيطان، ومجاهدة النّفس. وهذه المعاني الثلاثة كلّها تندرج تحت قول الله سبحانه وتعالى: []وجَاهِدُوا في الله حَقَّ جِهَادِهِ...[] سورة الحـج (78). إذاً.. الجهاد في الإسلام معناه أن نبذل الجهد في مدافعة الشرّ، واستجلاب الخير, بذل الجهد في دفع الشرّ، وجلب الخير. والعدو الذي نجاهده قد يكون ظاهراً، وقد يكون خفياً، قد يكون العدو أعلن عداءه على الملأ، وقد يكون هذا العدو في النّفس، من الداخل، يكون عدواً خفياً. فالإنسان مجاهد في الحالتين، سواء كان يجاهد عدوه الظاهر، أو عدوه الخفي.

^ حثّ القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة على الجهاد الأكبر:

النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - وصف جهاد الإنسان للعدو الظاهر بأنّه الجهاد الأصغر؛ نظراّ لأنّ العدو ظاهرٌ، بيّنٌ، واضح المعالم، ولأنّ الإنسان استعدّ للنزال، واستعدّ للقتال، فهو على أُهبة الاستعداد في كلّ أحواله، وفي كلّ أوقاته؛ ليقف في وجه هذا العدو الذي يريد أن يفترسه، أو يريد أن يسيطر على أرضه، أو على ماله، أو على ممتلكاته. أمّا مجاهدة النّفس ومحاربة الهوى؛ فقد أطلق عليها سيّدنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - مصطلح الجهاد الأكبر، وهذا ما ورد في حديث أخرجه الإمام الديلمي، عن سيدنا جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". طبعاً هذا الحديث له أكثر من رواية، منها أيضاً رواية الإمام البيهقي رحمه الله تعالى. إذاً.. هنا النّبي - عليه الصلاة والسلام - وصف مجاهدة النّفس بأنّها الجهاد الأكبر؛ لأنّ العدو خفيّ، ولأنّ وسوسته في النّفس تدوم كثيراً، ولأنّ الإنسان لا يعلم متى تتحرك هذه النفس، ومتى تسيطر على صاحبها، ومتى تَغْلِبُ صاحبها في الشيء الذي توسوس فيه. لذلك ربنا - سبحانه وتعالى - أمرنا بالصبر في هذا النوع من الجهاد، كما أمرنا بالصبر في جهاد العدو وقتاله، فقال الله سبحانه وتعالى: []يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون[] سورة آل عمران (200). أيضاً سيدنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بيّن لنا في مواضع كثيرة، أن المجاهد هو من جاهد نفسه. يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم". أي سيطروا على النفس، وعلى الهوى، وتغلّبوا عليها كما تحرصون أن تتغلبوا على أعدائكم. سيدنا عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنه - عندما فسّر قول الله سبحانه وتعالى: []وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا...[] سورة العنكبوت (69). قال: "الجهاد هنا يراد منه جهاد النفس، أي السيطرة على أهوائها وعلى شهواتها". وكذلك سيدنا عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - كان ممن يعمل على مجاهدة نفسه، وممن يحرص على أن يسيطر عليها، وكان له قول مشهور يقول فيه: "ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فاغزُها". انظروا أيها الأخوة إلى جمال هذا المعنى، وإلى عمقه أيضاً، ابدأ بنفسك فجاهدها، أي إن أول الجهاد ينبغي أن يبدأ بجهاد النفس، بالسيطرة على أهوائها، وشهواتها، بأن تقف عند الحدود التي أمر الله - سبحانه وتعالى – بها، فلا تتعدى إلى أن تسيطر على صاحبها بالملاذِّ، والشهوات، والتمنيات، والآمال، والطموحات التي هي خارجة عن رضا الله سبحانه وتعالى، لذلك وصف سيدنا عبد الله بن عمر - رضي الله عنه، وهو الرجل الزاهد، والرجل الذي ضحك على الدنيا، وسيطر عليها – بقوله: "ابدأ بنفسك فاغزها". هكذا وصف النفس بأنها تحتاج إلى غزو، كما أن العدو ينبغي أن يُغزى؛ لكي يقام شرع الله، ودين الله، ولكي ترفرف راية الله - سبحانه وتعالى - في كل مكان، وكذلك النفس يفترض أن يغزوها صاحبها. ابدأ بنفسك فاغزها، أي سيطر على شهواتها، تخلص من عفوناتها، تخلص من كل ما يؤدي إلى نزوع النفس عن جادة الصواب، فالله - سبحانه وتعالى - عندما أمرنا بأن نصبر، وأن نصابر، إنما هو أمر بالصبر لكل مؤمن أولاً، أن يصبر على هوى نفسه، وميلها، وشهوتها، ورغباتها، وتطلعاتها، ثم بالمصابرة، والمرابطة، والمحافظة، والملازمة على ما شرع الله سبحانه وتعالى، وأن يحذر من ترك الأوامر التي جاءت عن رب العزة سبحانه وتعالى، وعن سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

^ أنواع للجهاد الأكبر نستنبطها من أقوال العلماء والسلف الصالح:

أ- العبادة وتهذيب النّفس:

 يقول أحد العلماء في أهمية جهاد النفس، وأن ثمرته الشخصية القوية، والتضحية، يقول: "إن الإقدام، والشهامة التي نحتاج إليها للكفاح، والفداء وبذل المهج، والأرواح؛ لا تنشأ، ولا تظهر في أكثر الأحيان إلا بعد صفاء الروح، وتهذيب النفس والرياضة، والعبادة". إذاً.. هذا الكلام يؤكد على أن المقاتل والمجاهد لا يمكن أن ينشط في ساحة القتال، وأن يستبسل، وأن يضحي بنفسه، وأن يجود بدمه إلا بعد تصفية روحه، أي مجاهدتها، وتهذيب نفسه، أي السيطرة على أهوائها، والرياضات، والعبادات بشكل عام، الرياضات أيها الأخوة ماذا نعني بها؟ هناك رياضات بدنية يمارسها كثير من المتنسكين، والمتزهّدين، وهم بعيدون كل البعد عن التدين. هناك رياضات بدنية يمارسها الناس بقصد أن يؤدوا أعمالاً، أو أفعالاً ما، تدل على رشاقة أبدانهم، وأجسامهم. هذه الرياضات، نحن ينبغي أن نستنفرها، ونستثمرها في طاعة الله سبحانه وتعالى. فقيام الليل مثلاّ من الرياضات, التهجد في الأسحار من الرياضات، صيام الإثنين والخميس من الرياضات، السيطرة على شهوات النفس، وعاداتها، وطموحاتها، وتأملاتها أيضاً من الرياضات الروحية. ويستطيع المؤمن بهذه الأنواع من الرياضات أن يصل إلى المقامات العليّة، هذه المقامات التي تحقق له سكن النفس، وهدوءَها، وطمأنينة الروح، وصلتها بالله سبحانه وتعالى، وكثرة المشاهدات التي كان يعيش عليها سلفنا الصالح رضي الله عنهم. إذاً.. نلاحظ أيها الأخوة أن التركيز على الجهاد الأكبر بدأ يشتد بعد عهد النبوة، وبعد المرحلة الأولى من صدر الإسلام الأول، والسبب في ذلك أن الظروف المحيطة بالأمة الإسلامية، وما أصابها من نزاعات داخلية - وخاصة في العهدين الأموي والعباسي - أدى ذلك إلى غرق كثير من الناس في ملذات الدنيا، وشهواتها، فكان لهذه العوامل ردة فعل من أهل الله، والمتعبدين، والزاهدين، وكان منهم حثّ على ضرورة المجاهدة بالنفس، والسيطرة على أهوائها، وشهواتها.

ب- السّياحة في الأرض:

 يقول أحد الأئمة - رحمه الله تعالى - في وصف أولئك العابدين، والزاهدين، يقول: "ومنهم السائحون: وهم المجاهدون في سبيل الله تعالى؛ لأن المفاوز المهلكة، البعيدة عن العمران لا يكون فيها ذاكر لله - تعالى - من البشر، ولذلك لزم بعض العارفين السياحة؛ صدقة منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم". إذاً.. عبّر عن هذه السياحة في الأرض بأنها نوع من أنواع الجهاد؛ لأن الأراضي، والصحراء البعيدة لا يذكر فيها اسم الله، وليس فيها عبّاد، ولا زهّاد، ولا نسّاك لذلك فإن السائحين - أي المجاهدين - في سبيل الله - سبحانه وتعالى - الذين يسكنون هذه المفاوز - أي الصحراء - يصلون إلى هذه الأماكن؛ ليذكروا فيها اسم الله تعالى. إذاً.. هو تصحيحٌ لفكرةٍ ربما شاعت في زمنٍ من الأزمنة عن زهّاد المسلمين، وعبّادهم، أنهم ربما كانوا سلبيين، وربما كانوا منقطعين للعبادة فقط، ولم يكن لهم مجال للجهاد، والقتال في سبيل الله. أبداً! إن أكثر المجاهدين في سبيل الله – تعالى - إنما خرجوا من الزوايا، وخرجوا من مدارس تهذيب النفس، وخرجوا من الأماكن التي يتعبد الله - تعالى - فيها, هذه الأماكن التي تكون عادة في الظل، لا يطّلع عليها الناس، ليس لها أضواء، ولا إعلام، ولا غير ذلك, يتخرج منها المجاهدون، والمقاتلون في سبيل الله سبحانه وتعالى. وهو تطبيق حقيقي للقول المشهور، أنهم كانوا رهباناً في الليل، فرساناً في النهار, هذا الكلام جاء في وصف أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - بأنهم كانوا رهباناً في الليل، أي من شدة العبادة هم مترهبون، منقطعون لهذه العبادة, وكانوا فرساناً في النهار؛ لأنهم يقاتلون في سبيل الله تعالى، ويجاهدون، ويحملون السيف، ويغزون في سبيل الله إذا لزم الأمر.

جـ- صفاء السريرة والقرب من الله تعالى:

 أيها الأخوة: لا بد لنا من مجاهدة أنفسنا, لا بد لنا من السيطرة على أهوائها، وشهواتها؛ حتى نتخلص من الغفلة التي نعيش فيها, هذه الغفلة التي نعاني منها في حياتنا اليومية، غفلة عن الله سبحانه وتعالى, فنشعر وكأننا في واد، وكأن النصوص الشرعية في وادٍ آخر. عندما نقرأ قول الله سبحانه وتعالى: []وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا...[] سورة العنكبوت (69). تتوجه الأنظار إلى السلف الصالح، إلى القرون الأولى، إلى عهد الفتوحات، إلى الخلافة الأموية، والعباسية، وما تلاها من بعض العهود الإسلامية التي كان فيها جهاد في سبيل الله تعالى، وغزو، وفتوحات، ونحو ذلك. أما إذا حدثنا أنفسنا عن هذا النوع من الجهاد، فإننا نجد أننا قد ابتعدنا عن هذا المفهوم ابتعاداً كبيراً. لذلك.. أحد الصالحين له قول مشهور في هذا الباب، يحث الإنسان على أن يعمل على مجاهدة نفسه بشكل دائم. يقول: "من زيّن ظاهره بالمجاهدة.. حسّن الله سريرته بالمشاهدة". من زيّن ظاهره بالمجاهدة. أي جاهد نفسه، وسيطر عليها، وتخلص من شهواتها، وتطلعاتها، وخاصة التي تؤدي بها إلى الانصراف عن العبادة، والطاعة, فإن الله - سبحانه وتعالى - يكرمه بحسن السريرة، بنقاء وصفاء الروح, ومن صفت سريرته صفت علانيته، ومن صحّت سريرته، وباطنه صحّ ظاهره، وأصبح ظاهره منعكَساً عن باطنه. لذلك.. عندما نرى كثيراً من الناس أكرمهم الله -  سبحانه وتعالى - بالمنطق الحسن، وبالشكل الحسن, حتى الشكل الحسن أيها الأخوة له علاقة بمجاهدة النفس, وهذا ما قاله بعض الأئمة عندما كان يروي حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وهو ينظر إلى طلابه، فأبصر في وجوههم نوراً، وإشراقاً، فقال لهم: "من كثرت صلاته في الليل حسن وجهه في النهار". من كثرت صلاته في الليل - أي في التهجد، والقيام، والاستغفار، والركوع، والسجود - حسن وجهه في النهار، أي ظهر أثر ذلك النور الليلي على وجهه في النهار. فمن صفت روحه إذاً من الباطن، صفا ظاهره، وحسن ظاهره، وظهر أثر ذلك على وجهه بشكل عام.

ء- مجاهدة الإنسان نفسه في وقت مبكر من حياته:

 والصالحون لهم كلمة يقولونها، ويرددونها بشكل دائم: "من لم تكن له بدايةٌ محرقة لم تكن له نهايةٌ مشرقة". ويُنسب هذا القول إلى الإمام ابن عطاء الله السكندري - رحمه الله تعالى - من لم تكن له بدايةٌ محرقة لم تكن له نهايةٌ مشرقة. يعني الذي يتعب في بدايته، ولنفرض أنه طالب في الجامعة، أو طالب في الثانوية، من أول العام الدراسي يجتهد، ويجدّ، ويحضّر الدروس، ويحرر المسائل، ويقيدها، ويدونها, نجد أنه في أيام الامتحان سيكون من المتفوقين، ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين, أما الذي ينام طوال العام الدراسي، ويستيقظ قبل الامتحانات بأيام قليلة، فلا شك أنه لن تكون نهايته مشرقة, فالذي أحرق نفسه في البداية، أي أتعبها، وأرهقها، وأجهدها، وجاهدها، وسيطر عليها, ترك النوم، وسهر في الجد والاجتهاد, فإنه سيحصّل في النهاية نجاحاً، وتفوقاً، وتبريزاً. إذاً.. من لم تكن له بدايةٌ محرقة لم تكن له نهايةٌ مشرقة. مثل هذا القول يردده بعض الصالحين فيقول: "من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدةٍ، لم يجد من هذه الطريقة شمةً واحدة". أي الذي لا يبدأ حياته بمجاهدة نفسه، فإنه لا يشم الرياحين التي يشمها الصالحون, لا يتذوق المعاني التي يتذوقها الصالحون. لذلك قالوا: "من ذاق عرف، ومن عرف غرف". يروى عن أحد الأئمة قوله: "من لم يكن له في بدايته قَومة، لم يكن له في نهايته جلسة". أي الذي لا يقوم في البداية، لا يجلس في النهاية, الذي لا يجتهد ويجاهد نفسه في مطلع حياته، لا يمكن أن يحصّل التفوق والنجاح في المستقبل. ومن هنا نفسر معنى قولهم أيضاً: الحركة بركة؛ حركات الظواهر توجب بركات السرائر, أي إن حركة مجاهدة النفس من حيث الظاهر تنعكس آثارها على باطن الإنسان، حتى يسيطر على كل تطلعاته، حتى على خواطر قلبه التي لا تكون في ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.

^ ثلاثة أمور تهيّئ الطّريق لمجاهدة النفس :

أيها الأخوة: يروى عن أحد الصالحين أنه قال وهو يتحدث عن أسرار مجاهدة النفس، وعن الأسرار التي يستطيع الإنسان بها أن يسيطر بها على نفسه، وهذا سؤال ربما يطرح نفسه بقوة: كيف أسيطر على نفسي؟ كيف أتخلص من شهواتها؟ كيف أجاهدها؟ إذا كنا نتحدث عن المجاهدة، فكيف نجاهد أنفسنا؟ أقول: أحد الصالحين وضع لنا حلاً جذرياً لهذه المسألة، يقول: "بُنِيَ أمر المجاهدة للنفس على ثلاثة أمور؛ أولها: لا تأكل إلا عند الجوع. وثانيها: لا تنم إلا عند الغلبة. وثالثها: لا تتكلم إلا عند الضرورة". إذاً.. هذه ثلاثة أمور هي بداية الطريق في مجاهدة النفس.

 أولها: ألا يعطي الإنسان نفسه هواها في الطعام:

لأن الطعام وكثرته مفسدة للنفس. إذا أكل الإنسان كثيراً، وشبعت جوارحه، فإن نفسه تتطلع إلى شهوات أخرى, من هذه الشهوات كثرة النوم, من هذه الشهوات كثرة الاسترخاء، وغير ذلك... ومن كثر نومه فرّط في طاعة الله، ولم يتذوق ما يتذوقه عباد الله الصالحون، الذين قالوا عن أنفسهم: "نحن في لذةٍ لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف". ما هي هذه اللذة؟ إنها لذة قيام الليل, ولذة المجاهدة النفس في الأسحار, ولذة مناجاة الله سبحانه وتعالى, إذاً.. لا تأكل إلا عند الجوع، والنبي - صلّى الله عليه وسلّم - ورد عنه في توجيهاته أنه قال: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع". وهذا القول يتماشى تماماً مع توجيهات الأطباء, وهو أن الإنسان إذا أدخل الطعام على الطعام فإنه يفسد معدته, وهذه الأمراض التي تنشأ وتظهر بين الحين والآخر، أمراض الهضم، وسوء الهضم، إنما سببها التخمة أولاً, ثم إدخال الطعام على الطعام, البارد على الساخن, الحار على البارد, وهكذا نجد أن هذا التداخل، والتشكيل، والتلوين في الطعام، إنه يُفسد على الإنسان صحته حياته.

ثانيها: ألا ينام إلا عند الغَلَبة:

أي ألا يكون النوم لمجرد النوم لذاته، وإنما يكون النوم لكي يحافظ الإنسان على صحة جسده,كما قال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: "إن لجسدك عليك حقاً". حق هذا الجسد أن ينام, وقد ورد عن سيدنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنه كان يجزّئ ليله ثلاثة أجزاء؛ جزءاً لنفسه، وجزءاً لربه، وجزءاً لعياله, فأما جزء عياله؛ فينبغي أن يعطيه الإنسان حقه, أن يعيش مع زوجته ومع أولاده, يلاعبهم، ويداعبهم، ويسليهم,  ولا يجوز أن ينتقص من هذا القدر على حساب قدر آخر، أو وقت آخر, وأما حق الله - سبحانه وتعالى - في جزءٍ من الليل، فهذا ما فرّطنا فيه، وما ضيّعناه، وما أدى إلى غفلتنا عن الحق سبحانه وتعالى. أما جزء النفس - وهو الثلث الذي يخصصه الإنسان للنوم - فقد كان النبي - صلّى الله عليه وسلّم - يقسّمه قسمين أيضاً؛ يجعل جزءاً من حق نفسه لعبادة الله, لذلك كانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - تقول له: "يا رسول الله: أوليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟" لمَ تجهد نفسك؟ لم تتعب نفسك كل هذا التعب؟. فكان عليه الصلاة والسلام يقول لها: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟!". - ألا أشكر الله سبحانه وتعالى - على ما وهبني من النعم؟ على ما رزقني من الإكرامات والتجليات؟ على ما منحني من العطاءات الإلهية؟! وكذلك كل مسلم يُفترض أن ينهج هذا المنهج، وأن يقتدي بسيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ثالثها : أن لا يتكلم إلا عند الضرورة :

 لأن كثرة الكلام مهلكة ومضيعة للنفس ، و قد وجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أكثر ما يكب الناس في النار على وجوههم إنما هو حصائد ألسنتهم ...

^ لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يجوز ست عقبات:

أيها الأخوة يروى عن الإمام إبراهيم بن أدهم – رحمه الله تعالى - أنه قال: "لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يجوز ست عقبات". حتى يتجاوز ست عقبات, إذا تجاوز هذا العقبات الست بلغ درجة الصالحين.

أولها: أن يغلق باب النعمة ويفتح باب الشدة:

أولها أن يغلق باب النعمة: والمراد بالنعمة هنا التراخي، والدعة، والسعي إلى المتع الشخصية والذاتية, ويفتح على نفسه باب الشدة، وخشونة العيش، وشظف الحياة، وأن يجرب مجاهدة النفس، والسيطرة على أهوائها, لكي يتغلب على حب نفسه لأهوائها, أغلق باب النعمة، وفتح باب الشدة، وهو كناية عن الزهد في الدنيا، وعن الإعراض عنها وعن السيطرة عليها, فإذا ما سيطر الإنسان على أهوائه، وشهواته، ودنياه، فإنه بذلك قد فتح على نفسه باب العبادة, وقد هيأ نفسه لأول مرحلة من مراحل بلوغ درجة الصلاح, وهذا ما ينبغي أن يسعى إليه كل مسلم في حياته.

ثانيها: أن يغلق باب العز ويفتح باب الذل:

أن يغلق باب العز: أي ألا يشعر باعتزاز على غيره, وأن يشعر بذلٍ بين يدي الله سبحانه وتعالى, أي أن يتذلل, وقد سمعت من أحد مشايخنا عبارة قالها في أرض عرفة لما كنا في موسم الحج: "تذلل وتدلّل". ها هنا موطن التذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى, والذي يتذلل لله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى يدلِلُه,يكرمه بعطاءات ربانية, بإشرا قات روحية, بنعم ظاهرة، وبنعم باطنه, وجل النعم التي يتلقاها الصالحون إنما كانت على أرواحهم, فإذا نظرت إلى أحوالهم من الظاهر، فإنك لا ترى عليهم آثار النعمة، وإذا نظرت إلى أحوالهم من الباطن، وإلى أقوالهم التي يتحدثون بها، فإنك تشعر وتتذوق أنهم كانوا يعيشون أفضل من حياة الملوك, وأنهم كانوا على صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى.

ثالثها: أن يغلق باب الراحة ويفتح باب الجهد:

لا راحة للمؤمن في الدنيا إلا بطاعة الله وبعبادته, فإذا أتعب الإنسان المؤمن نفسه في الدنيا، جنى ثمن ذلك في الآخرة, إذا صفّ قدميه للعبادة في الطاعة بقيام الليل، بالاستغفار، بالأذكار، فإنه يقطف ثمرة ذلك إن شاء الله تعالى, وثمرة جهده الذي بذله في نيل رضا الله سبحانه وتعالى, يقطف ثمرة ذلك أنه يبلغ درجة الصلاح والصالحين.

رابعها: فهو أن يغلق باب النوم ويفتح باب السهر:

وأي سهرٍ المراد هنا؟ ليس السهر في معصية الله، وليس السهر في التسلية، وليس السهر في المقاهي؛ كما نلاحظ أن كثيراً من الناس أصبح عندهم حالة من الاعتياد على هذا السهر, لا بد أن يسهروا في كل ليلةٍ في مقهىً من المقاهي، في مطعمٍ من المطاعم، في مقصفٍ من المقاصف، في ملهىً من الملاهي - والعياذ بالله تعالى - وجُلّ هذا السهر يكون في معصية الله, الآن أيها الأخوة لا نتحدث عن السهر البريء، أو السهر بقصد المسامرة، والجلوس مع الأصحاب والأصدقاء، أو الفائدة، أو صلة الأرحام، أو التزاور، أو التوادد، أو التحابب في الله, هذا السهر مباح، ليس فيه إشكال, إنما السهر المذموم هو الذي يؤدي إلى معصية الله يبحانه وتعالى, فإذا أغلق الإنسان المؤمن على نفسه باب النوم، فإنه فتح باب العبادة, يعني إذا استيقظ في الثلث الأخير من الليل، هذا الوقت لا يصحو فيه إلا أهل الله، ولا يصحو فيه إلا الصالحون، ولا يستيقظ فيه إلا من جاهد نفسه. فينبغي أيها الأخوة أن يدرّب الإنسان نفسه على هذا الخلق, وأن يجرّب - ولو في الأسبوع مرة - أن يكون له صلاة ركعتين، أو أربع ركعات، أو ثماني ركعات قبيل الفجر, فإذا تذوق حلاوتهما، فإنه لن يتركهما مدى عمره؛ لأنه من ذاق عرف كما قلت لكم قبل قليل، ومن عرف اغترف, أي ازداد من هذا النوع من الطاعة الذي يقرب الإنسان من ربه.

خامسها: أن يغلق باب الغنى ويفتح باب الفقر:

والمقصود هنا بباب الفقر الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى: []يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[]. سورة فاطر (15). فإذا أظهر الإنسان افتقاره إلى الله فلا شك أن الله سيغنيه, وأن الله - سبحانه وتعالى - سينظر إليه بنظرة الرضا، ونظرة الكلاءة والرعاية, فعندما يسعى الإنسان أن يكون قلبه غنياً بذكر الله، ممتلئاً بالإيمان, فلا شك أنه سيعيش في حالة من الغنى، والسيطرة على كل هذه الشهوات التي يسعى إليها الإنسان في حياته, فيغلق على نفسه اللهاث وراء الدنيا، والاستكثار من مادتها، والتزود من شهواتها, ويفتح على نفسه باب الفقر والتذلل بين يدي ربه.

سادسها: فهو أن يغلق باب الأمل أي في الحياة في العيش الطويل ويفتح الاستعداد للموت وللرحيل:

فمن استعد للقاء الله - سبحانه وتعالى - فلن يخشى الموت, وهذه ملاحظة نلاحظها الآن في مجتمعنا؛ كثيرٌ من الناس يخافون الموت، وذكر الموت، وسيرة الموت, وإذا ذكر الموت في حضرتهم يتشاءمون، وينزعجون، تدرون ما السبب أيها الأخوة؟ السبب أننا لم نستعد لما بعد الموت! لم نجهز أنفسنا,لم نملأ جعبتنا بما يصلح للعرض على الله سبحانه وتعالى. لذلك أصبحنا نخاف من الموت. وكما قال أحد الزاهدين، وتروى عن سلمة بن دينار (أبي حازم) - رحمه الله تعالى- لما سأله الخليفة هشام بن عبد الملك - رحمه الله تعالى -: "ما بالنا نحب الحياة ونكره الموت؟ قال: لأنكم عمّرتم دنياكم، وخرّبتم آخرتكم". نعم.. نحن نشتغل ببناء الظاهر، ولا نبالي بفساد الباطن، نشتغل بعمارة البيوت، والقصور، وزخرفها، وزينتها, وننسى البيت، والمسكن الذي سننزل فيه بعد الموت, وربما تطول مدة إقامتنا في هذا البيت الذي يحتاج إلى إنارة، ويحتاج إلى تدفئة، ويحتاج إلى تكييف, وهذه الأشياء التي نعيشها في حياتنا إنما ترمز في القبر إلى عملٍ صالحٍ، يكون سبباً لكي يتحول قبر المسلم إلى روضة من رياض الجنة إن شاء الله تعالى. أيها الأخوة: أعيد هذا القول الذي ذكره إبراهيم بن الأدهم (سلطان العارفين) - رحمه الله تعالى - يقول: "لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يتجاوز ست عقبات: أولها أن يغلق باب النعمة، ويفتح باب الشدة. وثانيها أن يغلق باب العز، ويفتح باب الذل. وثالثها أن يغلق باب الراحة، ويفتح باب الجهد. و رابعها أن يغلق باب النوم، ويفتح باب السهر. وخامسها أن يغلق باب الغنى، ويفتح باب الفقر. و سادسها أن يغلق باب الأمل ويفتح باب الاستعداد للموت".

^ إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء:

        إذاً.. أيها الأخوة: لا زلنا نتحدث عن ضرورة مجاهدة النفس؛ حتى نتخلص من الغفلة عن الله. ونقرأ الآن ما ورد على لسان ذي النون المصري - رحمه الله تعالى - وهو يشخّص حالة الفساد كيف دخلت على الخلق، يقول: "إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء":

الأول: ضعف النية في عمل الآخرة:

ليس هناك نية لعملٍ صالحٍ لآخرة الإنسان, وإنما يسعى الإنسان للدنيا، يستغرق وقته وجهده كله في عمل الدنيا، وتضعف نيته عن أعمال الآخرة.

والثاني: صارت أبدانهم رهينة لشهواتهم:

إذا اشتهى أكلة معينة، فإنه يمشي من أجلها مئة كيلو متراً أحيانا, أنا أعرف بعض الأشخاص، يخطر في بالهم طعام طيب ولذيذ, ربما يسافر إلى بيروت من أجل أن يأكل هذا الطعام, ربما يسافر إلى البحر, ربما يسافر مسافات طويلة من أجل لقمةٍ لذيذةٍ, إذاً.. صارت أبدانهم رهينة, أي محبوسة على شهوات نفوسهم.

والثالث: غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل:

دائماً يفكر بحياة طويلة، ولا يفكر أن الأجل يأتي بغتة, كما قال الشاعر في وصف الموت:   

                        المـوت يأتي بغـتة      والقبر صندوق العمل

والرابع: آثروا رضا المخلوقين على رضا الخالق:

وهذه مشكلةٌ خطيرةٌ، أن نُغضب الحق سبحانه لنرضي المخلوق, أن نُغضب الخالق في رضا المخلوق.

والخامس: اتبعوا أهواءهم، ونبذوا سنة نبيهم - صلّى الله عليه وسلّم - وراء ظهورهم:

و اتباع الهوى من أخطر ما يرتكبه الإنسان من المعاصي, إعجاب الإنسان برأيه, واتباعه لهواه, هذا من أخطر الأمراض القلبية التي يقع فيها الإنسان.

والسادس: جعلوا قليل زلاّت السلف حجة لأنفسهم ودفنوا الكثير من مناقبهم:

يعني أحياناً ربما يقول البعض: والله هذه المشكلة وردت عن الأمم السابقة، وهذه القضية قرأناها في التاريخ, فيرى أن ذلك مبرر ومسوغ له كي يقع في أزمةٍ، أو معصيةٍ، أو يصرّ على ذنبٍ من الذنوب، بحجة أنه وقع في ما مضى. إذاً.. لا بد من التخلص من هذه الأمور الستة؛ التي دخل الفساد عليها من الخلق, وأعظمها وأجلّها أن ينظر الإنسان إلى نفسه، فيبصر عيوبها، ويستدرك أخطائها بنوعٍ من المجاهدة، والسيطرة عليها. فقد ورد عن بعض الصالحين قوله: "لا يرى أحدٌ عيب نفسه وهو مستحسِنٌ من نفسه شيئاً, وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال". إذا كان الإنسان دائماً ينظر إلى نفسه على أنه محسنٌ, على أنه كريمٌ, على أنه طائعٌ لله سبحانه وتعالى، فهو إذاً راضٍ عن نفسه, بل على العكس، ينبغي أن يتهم نفسه بالتقصير، وأن يتهمها بالوقوع في الزلة؛ حتى يتجنب هذا الأمر، و يسيطر على شهوة نفسه, لذلك قال أحدهم: "ما أسرع هلاك من لا يعرف عيبه". فإن المعاصي بريد الكفر، أي هي من المقدمات. أسأل الله أن يخلّصنا من ظلمات أنفسنا، وأن يخلّصنا من شهواتها، وأن يكرمنا بالسيطرة عليها؛ حتى ندرك الأسرار والأنوار كما قال أحد الصالحين: "النفس ظلمةّ كلها، وسراجها سرها، ونور سراجها التوفيق". فمن لم يصحبه في سره توفيقٌ من ربه كانت حياته ظلمة كلها.

^ دعاء:  

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينوّر قلوبنا بنور الإيمان، اللّهم ردّنا والمسلمين إلى دينك رداً جميلا, اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً, اللّهم إنّا نسألك السيطرة على أنفسنا، والتغلّب على شهواتها، إنك على كل شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملاحظة : هذه الكلمة هي حلقة من برنامج "نور على نور"

أذيعت بتاريخ 15/2/1430هـ – 10/2/2009 م

 

ولا بد لي من توجيه شكر خاص مع الدعاء والثناء

 لمن قام بتفريغها وكتابتها وتنقيحها

 " جزاهم الله عني وعن القراء خير الجزاء "

 

 

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 7482

 تاريخ النشر: 04/03/2009

2009-03-06

غفران

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها , جزاك الله عنّا كل خير فضيلة الشيخ ونفعنا بعلمك0

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 186

: - عدد زوار اليوم

7399167

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan