::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

مع الشّباب -1- ((حوار مع قلمي))

بقلم : المحبّة لله (دعاء الأصفياء)  

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

منذ 

فترة ولّت كنت قد حدَدْتُ من حرّيّة قلمي، وحبسته على نوع معيّن من الجمل والكلمات ليخطّها على الأوراق، وخلال هذه المدّة توالت أحداث عديدة، وعلى أصعدة مختلفة، وكان قلمي قد اعتاد أن يجعل من حبره حظّاً وافراً للكتابة عمّا يشدّه من أحداث، والأمر الطّريف أنّ أكثر الأحداث الّتي جرت أوقدت فيه الحماسة، وبما أنّني أعطيته التّعليمات بقصر عمله على نوع محدّد من العبارات، فقد كانت نفسه تسوّل له في اختراق ما وضعت له من حدود، والانطلاق فيما يحلو له من آفاق، لكنّني كلّما وجدته محاولاً الخروج عن إطار واجبه الّذي حبسته عليه؛ أنّبته وقلت له:

@ مهمّتك الآن مقصورة على أوراق الدّراسة، وأخشى إن سرحت هنا وهناك ألا يبقى فيك حبرٌ يكفي للسّيرتجاه أوراق الامتحان...

وهكذا مرّت هذه الفترة بين تسلّل منه، وتأنيب منّي، إلى أن جاء أخيراً اليوم الّذي سيحصل فيه على حرّيته، ليستأنف بعد أن أنهكه التّعب رحلتَه.

أفرجت عنه، وأطلقت له العنان ليكتب عمّا أثاره من أحداث. وفعلاً أسرع إلى الورقة البيضاء، كصاروخ أطلق إلى الفضاء، لكنّي وجدت منه أمراً عجباً عندما بدأ بكلمات لا صلة لها بالقضايا السّاخنة الّتي تشغل العالم، وكانت قد شغلته هو أيضاً أثناء حبسه، فقد شرع يُسيْل حبره في خطاب للشّباب، وما يخصّهم من شؤون...

@ عجيبٌ أمرك أيّها القلم!

خاطبته بدهشة:

@ لقد أتعبتني وأنت تتسلّل بين حين وآخر، آخذاً بيدي إلى ما يثيرك من حوادث ومستجدّات، فماذا جرى لك اليوم؟ أما زلت متمتّعاً بعقلك؟ أم هو الضّغط الّذي ولّد الانفجار؟؟؟

فأجاب واثقاً من نفسه:

 @أنا أعلم تماماً عمّا أكتب، وهذه المسألة من أهمّ المسائل اليوم.

@ أهمّ المسائل؟؟! وهل تجد اليوم أهمّ من أقصانا الأسير؟ وهل تعدّ تلك المسألة أهمّ من الزّائر الجديد للعصر الفريد (إنفلونزا الخنازير)؟ أترى أمراً أهمّ من أزمة الاقتصاد، وتدهور أحوال المال في شتّى الأمصار والبلاد؟ لطالما شغلتك هذه الموضوعات، فلمَ بدأت بهكذا موضوع؟

غضب القلم غضباً شديداً، ومضى سائراً بمداده ليجيبني عن أسئلتي واندهاشي، وبدا الغضب جلّيّاً عندما كاد حبره يخرج دفعة واحدة من قلبه، وهو يضغط على الورقة بقوّة كاتباً:

@ وهل ما ذكرتِ أهمّ بكثير من شبابنا؟! هؤلاء هم ثروة الأمة وعمادها، وهم مستقبلها الواعد والمنتظر، فكيف تعلّقون عليهم الآمال دون أن يكون اهتمامكم بشؤونهم دائماً ومتواصلاً؟ أمستهينةٌ أنتِ بأهمّيّة ما أكتب عنه؟!

@ معك حقّ أيّها القلم، يجب أن يكون اهتمامنا بالشّباب كبيراًَ، علينا أن نوْلي قضاياهم رعاية فائقة.

هؤلاء الشّباب هم الّذين ننتظر منهم بناء مجد للأمّة، وربّما تحقيق ما لا تستطيع الأنثى تحقيقه، حقّاً إن القضايا السّاخنة، والأحداث المتسارعة قد شغلتنا عن رعاية زهور في ريعان تفتّحها، وجعلتنا نغفل عن سقايتها ولو بقطرات من الأمل؛ كي لا تؤول إلى الذبول. أليس كذلك أيّها الشّاب؟؟؟

ترى.. ما أخبار شبابنا هذه الأيّام؟ ماذا يفعلون؟ وبأيّ الأمور هم مشغولون؟ ما هي حال من أنهى عامه الدّراسيّ مستقبلاً الصّيف بنهاراته الطّويلة؟ أيغتنم وقته بما يفيده من نشاطات؟ أم أنّه يقضيه في المقاهي وأمام الشّاشات؟ أخبروني أيّها الشّباب! هل من اضطرابات تمرّون بها؟ هل من مشاكل تعانونها مع الأهل أو الأصحاب؟ أأنتم سعداء؟ أم أنّكم ترون حياتكم ملأى بالتّعاسة والشّقاء؟ لا بدّ أنّكم تحملون من الهموم الشّيء الكثير، لكنّكم في أكثر الأحيان لا تقدرون على الإفصاح والتّعبير؟؟؟

@ يااااااااه! حقّاً إنّها لقضيّة كبرى! لا أراك إلا مصيباً فيما تكتب، إذاً سأكمل معك يا قلمي المشوار، ولنبدأ مع شباب أمّتنا الحوار.....

 

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2958

 تاريخ النشر: 02/07/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 556

: - عدد زوار اليوم

7450505

: - عدد الزوار الكلي
[ 46 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan