قنوات الأطفال .. هدف تربوي أم مكسب مادي ؟؟
بقلم : بنان محمد الحرش
قنوات الأطفال .. هدف تربوي أم مكسب مادي ؟؟
وأخيراً وبعد طول انتظار وجد الطفل العربي مكاناً له أمام هذه الشاشة السحرية، وأصبح يجلس متابعاً لقناته المفضلة وينتقل من محطة إلى أخرى مقلداً بذلك استقلال أمه ومزاج أبيه .
وهجر ما كان ديدنه من اللعب والمرح وحب الحركة والاستكشاف.
طبعاً لم يتنبه الآباء إلى الخطر الذي يداهم أطفالهم بل رحبوا به واستقبلوه أفضل استقبال، على أنه قارب النجاة الذي سينقذ أطفالهم من أمواج المسلسلات العربية والأغاني الشرقية، ونسوا أن وراء هذه القنوات مآرب تجارية مادية ،والطفل ليس إلا سلعة استهلاكية لتحقيق تلك المآرب .
فتفننت القنوات في الترويج لمنتجات الراعين لها من ألعاب، وأمتعة ،ومجلات، وأغذية،كما احتار الطفل بغريزة التملك ماذا يختار ويحصي من هذه المنتجات البراقة، فأصبحت رغباته خارجة عن السيطرة..وصارت تتحكم بنا عوضاً عن أن نتحكم بها..
ناهيك عن الغزو الفكري الذي يوسع مدارك الطفل لأمور يجب أن لا تكون صُلب اهتمامه في هذه المرحلة من عمره كالحب ،والزواج، و السحر والقتل ....
بيد أننا لا ننكر جهد بعض القنوات التي جعلت سبيلها الفائدة قبل التسلية.. والعلم قبل المرح ولكنها لا تعدُ أن تكون" إبرة في كوم قش" ..
أقول هذا الكلام بعد أن أدرك بعض الآباء هذا الخطر.. فمنهم من لاحظ تزايد النزعة الاستهلاكية عند طفله الذي ظن أن السماء تمطر مالاً ،ومنهم من تنبه إلى نمو الجانب العدواني عند ابنه نتيجة ولعه الشديد بمسلسلات المقاتلين الكرتون، ومنهم مازال تائهاً في غيابات الدنيا تاركاً أنياب الفضائيات تنهش في فكر ونفس مهجة روحه وفلذة كبده دون وعي أو مراقبة.
يقول الدكتور عبد الكريم بكار:
(( إن أبناءنا وبناتنا هم الوقود الحي لعمليات التخريب الواسعة التي تتعرض لها مجتمعاتنا اليوم، ونحن الكبار نتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن ذلك، فنحن لم نعمل على تربية الشباب على التسامي على المظهريات والشكليات، بل عمّقناها في نفوسهم، كما أننا لم نستثمر طاقاتهم في نفع البلاد والعباد ))
قارئي الكريم ..
هل تعتقد أن هذه القنوات هي المتكأ الآمن لأطفالنا؟
وهل جربت مراقبة محتوى الأفلام التي يشاهدها طفلك ؟
ما السمات التي أضافتها هذه القنوات لشخصية أبناء اليوم تميزهم عن أبناء الأمس؟
وأخيراً..
هل هم ذالك الجيل المنتظر الذي سيحرر القدس ويعلي كلمة الإسلام؟؟
التعليقات:
8 |
|
|
مرات
القراءة:
4309 |
|
|
تاريخ
النشر: 24/02/2009 |
|
|
|
|
|
|