::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

غزة.. وشهداء أسطول الحريــة ...

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان (المشرف العام)  

 

إن الكلمات تقف عاجزة عن التعبير عن الواقع المرير الذي يعيشه إخواننا في غزة وهم يمثلون مفهوم الصمود الحقيقي...

غزة، وماذا ينفع البكاء!! وماذا تجدي قصائد الرثاء!!

غزة يا رمز الصمود والإباء!! تعلمنا منك من أطفالك ونسائك وشيوخك معنى الصبر والصمود والتضحية والفداء..

لك الله يا غزة... باعوك بوعود وهمية، وشعارات زائفة، وشربوا نخب دماء أطفالك كؤوسَ ذُلٍّ تفوح منها رائحة المؤامرة والخيانة...

ماذا بوسعنا أن نفعل؟ والحصار لا يزال مستمراً؟؟

سؤال يتردد كثيراً على ألسنة أبناء العروبة والإسلام وبناتهما المتحرقين على الواقع الأليم والمرير الذي نشاهده ونحن ننعم بالدفء خلف شاشات عملاقة تنتقل بنا من ساحة طرب إلى غناء إلى مجون إلى مسلسلات ماجنة إلى...

ماذا بوسعنا أن نفعل؟ سؤال سأله الكثيرون، وحاول بعضهم خرق الحصار بوسائل متعددة، وكان آخرها (أسطول الحرية)..

ولكن، حتى عندما حاول إخوتنا الأتراك مساعدتك عبر أسطول كامل شارك فيه أناس من كافة جنسيات العالم، اعتدى عليه العدوان الإسرائيلي اعتداءً أثبت للعالم أجمع أن إسرائيل عدوةٌ للعالم كله..

لقد أثبتت إسرائيل باعتدائها على (أسطول الحرية) أنها عدوة للحريـــة على مستوى العالم، لا فلسطين فقط..

اعتدت إسرائيل على أسطول الحرية وقتلت بعض المشاركين فيه حيث ذهبوا شهداء الحريــة.. ومن المعلوم أن الشهيد له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى..

أيها الشهيد! إن الله سبحانه وتعالى أكرمك بما لم يكرم به أحداً من الخلق، وقد خصّك بأنك لا تجد من ألم القتل شيئاً. وهذا ما بيّنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "الشهيد لا يجد مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يُقرَصُها". [رواه النَّسائي]. فهذا المقاتل الذي يُقتل بالسيف، أو الذي يُفجّر بالدبابات، أو الطائرات، أو يُقصَف بالصواريخ، أو الذي تُشتت جثته أشلاءً، أو تُحرق، أو غير ذلك... فإنه لا يجد من ألم الموت شيئاً، إلا كما يجد أحدنا إذا قُرص في جسده من ألم القرصة. إنه ألمٌ يسيرٌ بسيط، وإنها خصوصية خصّها الله سبحانه وتعالى للشهداء، وخاصّة أنه جعلهم أحياء عند ربهم يُرزقون. وذلك كما ورد في كتاب الله تعالى: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) [سورة آل عمران:169-170].

وقد جاء في الحديث عن المقدام بن معد يكرب عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر, ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلّى حلّة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفّع في سبعين إنسانا من أقاربه" [سنن ابن ماجة]. إن الحور العين التي خصّ الله بها الشهداء قد ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: "لو أن امرأة من أهل الجنة اطّلعت إلى أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" [صحيح البخاري]. وفي ذلك تشجيع للمجاهدين في سبيل الله، وإكرامٌ للشهداء؛ لأن الله سبحانه وتعالى أعدّ لهم في الجنة خصالاً عظيمة، ومزايا كثيرة.

أيها الإخوة! إذا كانت تجارات الدنيا منها مصنفة بين الرابح والخاسر، فإن الجهاد في سبيل الله تعالى تجارة رابحة، لا خسارة فيها أبداً، لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فيبقى ذكر المجاهد مخلداً على الألسنة، يذكره الناس فيثنون عليه، وأما في الآخرة فقد أعد الله له أجراً عظيماً. يقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [سورة الصف:10-11]. وإذا جاهدوا في سبيل الله تعالى فماذا أعد لهم؟ قال: ((يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) [سورة الصف:12-13]. فهذه عطاءات كبيرة خصّها ربنا سبحانه وتعالى للمجاهدين في سبيله..

فكيف بإخوتنا الذين ضحوا بأمنهم وصعدوا على متن سفن الحرية لفك الحصار عن غزة، مجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل فك الحصار عن تلك المدينة المقيدة بين فكي العدوان الإسرائيلي، كيف بهم ومنهم من استشهد من جراء العدوان الإسرائيلي على تلك السفن..

اللهم نسألك بسرِّ ضعفاء غزة وشهدائها ومساكينها وأطفالها ونسائها وشيوخها الصامدين في زمن الذل والصَّغار والغرق في أتون الشهوة.. أن تفك الحصار عن أهل غزة، وتعين أهلها، وتنصرهم على العدوان الصهيوني...

 

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 4191

 تاريخ النشر: 03/06/2010

2010-06-12

روعة

جزاك الله خيرا اللهم انصر اهلنا في غزه الابيه

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1151

: - عدد زوار اليوم

7448079

: - عدد الزوار الكلي
[ 40 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan