الأقصى يناديكم.. القدس تناديكم.. غزّة تناديكم ...
بقلم : المُحِبَّة لله (دعاء الأصفياء)
نِدَاااااااء!!! رِسَالَةٌ تَخُصُّنِيْ وَتَخُصُّكُمْ وَتَخُصُّّ العَالَمَ كُلَّه...
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم
تلك الأيّام؟ نعم هي، لا أقصد غيرها، الأيّام الّتي افتتحنا بها عامنا الهجريّ الجديد (1430)، الأيّام الّتي كان من المقرّر خلالها محو شيء اسمه غزّة من ذاكرة العالم، الأيّام الّتي هجم فيها الوحش بكلّ ما يملك من شراسة متأمّلاً نهش لحم غزّتنا، أيّام النّار، أيّام الفوسفور الأبيض، أيّام هدم المساجد، أيّام تدمير المنازل والمدارس، أيّام تجريب الأسلحة الحديثة، الأيّام الّتي ما كانت أعيننا لتحتمل ما شاهدته من أحداث، ولا قلوبنا لتحافظ على دقّات منتظمة؛ لِما سُكب في ذاك الحين من دماء، الأيّام الّتي صحونا فيها من جديد، وامتلأت نفوسنا بالعزيمة والإصرار على الانتقام والأخذ بالثأر، أيّام غزّة، أيّام الفرقان، أيّام الله!
أتذكرون تلك الأيّام جيّداً؟ عودوا بذاكرتكم أشهراً قليلة من الزّمان، واذكروا تفاصيل الأحداث، اذكروا مشاعركم نحوها، أتذكرون حينها كيف هبّ المسلمون؟ لا بل والعالم كلّه! أتذكرون كم تألّمنا وتأمّلنا فعل شيء ولو يسير من أجل غزّة؟ أتذكرون كيف ثارت حملات المقاطعة، وإقناع النّاس بالمقاطعة؟ أتذكرون تذكير المسلمين لبعضهم بتلاوة القرآن على نيّة النّصر لغزّة؟ أتذكرون التّضرّع والدّعاء لله ليحمي غزّة؟ أتذكرون كم نُشر من الإعلانات حرصاً على سلامة غزّة؟ أتذكرون كم كُتب من المقالات خوفاً على غزّة؟ الشّاشات.. الإذاعات.. المواقع الإلكترونيّة.. الجرائد والمجلات.. الدّنيا كلّها... أتذكرون؟؟؟
لقد خفنا كثيراً في تلك الأيّام، أليس كذلك؟ وبعد النّصر الّذي منّ به الله اطمأننّا كثيراً، وحمدنا الله. أتذكرون وقتها ماذا قلنا؟ لقد قلنا: الآن بدأت الحرب، الآن سننتقم لكِ يا غزّة، الآن سنقهر بني صهيون من أجل عيونك يا غزّة، الآن.. والآن.. والآن... وماذا حدث بعد الآن؟ كأنّ الّذي كان ما جرى ولا كان! ألا توافقونني أنّ ركوداً أصابنا؟على مستوى الرسائل الإلكترونيّة، خلال الحرب كانت الرّسائل كلّها دون استثناء مسخّرة لغزّة، والآن.. أين النّصائح؟ أين المشروعات؟ أين الدّعوة إلى المقاطعة؟ أين الدّعوة لنصر غزّة؟ حتّى هنا في موقعنا موقع رسالتي، فقد امتلأت أقسامه أيّام معركة الفرقان بمقالات من أجل غزّة، فلا تكاد تنظر إلى زاوية إلا وتجد فيها اسم غزّة. والآن ماذا حدث؟ لم لا نبقى على ما كنّا عليه؟ لم لا نبقى بتلك الحماسة؟ هل تحرّرت فلسطين؟ هل دخلنا الأقصى وصلّينا في محرابه؟ هل فككنا الحصار عن غزّة؟ غزّة يا إخوتي ما زالت محاصرة، والله ما زالت محاصرة! ليس هذا فحسب، بل إنّ ما خلّفته الحرب مؤلم أشدّ الإيلام، هناك مرضى، هناك أسرى، هناك جرحى لا يستطيعون الخروج للتّداوي؛ لأنّ الخناق اشتدّ عمّا كان عليه من قبل. نفوس الأطفال تأثّرت كثيراً بتلك الحرب المؤلمة، الآن بدأت تظهر الآثار، أطفال غزّة ليس في مخيّلتهم الآن إلا الجثث الّتي احترقت أمامهم خلال الحرب، وتقطّعت أشلاؤها، هذا في النّهار، أمّا في اللّيل؛ فالكوابيس لا تفارقهم. إذاً أصبحت غزّة الآن في شدّة أكبر ممّا كانت عليه، فلماذا عاد الخمول؟
طبعاً لن أخرج نفسي من دائرة اللّوم، فصرخاتي أوجّهها لنفسي، ولكم، وللمسلمين، بل للعالم كلّه. لماذا لا نستمرّ في حركتنا النّشيطة من أجل التّحرير؟ والله إنّ الحركة أقوى من السّكون! ليس في مجال اللّغة فحسب، بل في كلّ مجال. والله كلّما تذكّرت أيّام الفرقان، وكلّما تذكّرت المجهود الّذي بذلناه معاً من أجل غزّة، أتألّم أشدّ الألم لما أصبحنا عليه من ركود الآن، حتّى إنّني أحبّ أن أتذكّر تلك الأيّام على مرارتها، أحبّ أن أذكر اللّحظات الّتي عشناها آنذاك؛ لأذكر معها ائتلاف المسلمين، وما فعلوه من أجل غزّة.
أجيبوني بربكم! ألا يستحقّ الأقصى الّذي ما زال معرّضاً للهدم جهوداً متواصلة لحمايته؟! ألا تستحقّ القدس المكلومة ثورة بل ثورات لوضع البلسم على جرحها؟! ألا تستحقّ المساجد الّتي هدمت قلوباً تغلي وتنتفض أملاً في الانتقام لها؟!
أريد أن أسألكم سؤالاً: أما زلتم تتلون سورة الفتح على نيّة فكّ الحصار عن غزّة، وتحرير فلسطين؟ كيف حالكم مع غزّة الآن؟ أعتقد أنّ الكثيرين غيّروا منهج حياتهم بعد هذه الحرب، ولا أريد أيضاً أن تفهموا من كلامي أنّني أسعى إلى إخماد العلم والتّعليم، والفقه والدّعوة، وكلّ ما هو خير، فهذا هو الأساس، وهو في الأصل الجانب المهمّ في بناء الجيل الذّي ننتظر منه تحرير فلسطين، لكن ما الّذي يمنعنا من البقاء على الحماس الّذي كنّا عليه؟! هل من الضّروريّ أن ننتظر الحرب حتّى نهبّ مرّة أخرى؟ برأيكم، هل الأفضل أن نبقى نائمين، ونجعل من الحرب منبّهاً نصحو على صوته لنسرع في أداء واجباتنا المترتّبة علينا؟
الأقصى يناديكم.. القدس تناديكم.. غزّة تناديكم
أيتام غزّة.. ثكالى غزّة.. جراح غزّة..
فلسطين كلّها تناديكم...
فهل من مجيب؟؟؟
التعليقات:
4 |
|
|
مرات
القراءة:
3429 |
|
|
تاريخ
النشر: 28/04/2009 |
|
|
|
|
|
|