بين الغَيرة والغِيرة ....
بقلم : الشيخ سعد السقا
:"إن الله يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله."
أشرف الناس وأعلاهم همة، أشدهم غيرة ، فالمؤمن الذي يغار في محل الغيرة، قد وافق ربه في صفة من صفاته، ومن وافقه في صفة منها كانت تلك الصفة بزمامه وقربته من رحمته.
قال الإمام ابن القيم: فمحب الله ورسوله يغار لله ورسوله على قدر محبته وإجلاله، وإن خلا قلبه من الغيرة لله ولرسوله فهو من المحبة أخلى، وإن زعم أنه من المحبين. فكذب من ادعى محبة محبوب من الناس. وهو يرى غيره ينتهك حرمة محبوبه... ويستهين بحقه، ويستخف بأمره. وهو لا يغار لذلك . بل قلبه بارد، فكيف يصح لعبد يدعي محبة الله، ولا يغار لمحارمه إذا انتهكت. ولا لحقوقه إذا أضيعت. وأقل الأقسام أن، يغار له من نفسه وشيطانه! فيغار لمحبوبة من تفريطه في حقه، وارتكابه لمعصيته
وهذه الغيرة هي أصل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الحاملة على ذلك ، فأن خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر. فأنه إنما يأتي بذلك غيرة منه لربه، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى علامة محبوبه الجهاد فقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة ".
ما أعظم توجيه هذا الحديث، فكم كانت الغيرة الجاهلية إذا صح هذا التعبير أو الغيرة في غير ريبة كما أطلق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سبباً في شقاء الأسرة.
الغَيَْرةُ بفتح الغين: هي الحمية والأنفة وهي مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين.
وقد تكون الغيرة شديدة بين النساء بعضهن بعضاً. وبواعث الغيرة، كثيرة منها:
1. ضعف الإيمان في القلب وعدم الخوف من الله مما يجعل المرأة تتكلم على أختها المسلمة أو على زوجها حتى تروي غليل غيرتها.
2. مايبثه الشيطان في قلوب النساء من أوهام وخيالات وظنون سيئة مما يجعل المرأة تشك في تصرفات من حولها ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
3. الحقد والحسد وحب السمعة وهذا يظهر من خلال بعض الأقوال أو الأفعال السيئة التي تظهر على سلوك المرأة.
4. الإحساس بالنقص عند المرأة فقد ينقدح في ذهنها أن غيرها من أخواتها أفضل منها بدليل أن عندهن ما لا تملكه فيكون سبباً قوياً ودافعاً لغيرتها وتنقيصها للأخريات. وهذا المذكور آنفاً هو الغيرة المذمومة بين النساء مطلقاً. أما الغيرة المحمودة فلها مفهومها الخاص بها وصورها المعروفة. وكذلك هناك الغيرة بين الزوجين ولها صورها ودوافعها
ومن أسوأ أنواع الغيرة ، ما يسمى بالغيرة المرضية التي تسيء إلى عقل صاحبها وتؤذيه ..
القراء الأعزاء : شاركونا الرأي في مفهوم الغيرة و أنواعها المحمود والمذموم ..
وهل هناك فرق بين الغَيرة والغِيرة ؟
وما علاج الغيرة المذمومة ؟
التعليقات:
8 |
|
|
مرات
القراءة:
3778 |
|
|
تاريخ
النشر: 08/05/2009 |
|
|
|
|
|
|