::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> ضيف وحوار

 

 

ندوة حوارية حول منتدى (الإسلام والغرب) (2)

بقلم : المدقق العلمي  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأستاذ أحمد سامر: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. يا ربنا لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون لك الحمد، وكلما غفل عن ذكرك الغافلون لك الحمد، لا علم لنا إلا ما علمتنا، فعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وفقهاً، و إخلاصاً، وعملاً بالدين، وافتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، وعُدْ علينا بعوائدك الحسنى يا كريم.

وبعد أيها الأخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نتابع حديثنا عن المنتدى الحواري الذي يقيمه مجمع الفتح الإسلامي، بالتعاون مع جامعة (ألبرتا) في (إدمُنتون - كندا) تحت عنوان: "الإسلام والغرب: تعارف وحوار". وكنا قد استضفنا في الحلقة السابقة الأستاذ "محمد خير الطرشان" حفظه الله، الذي هو ليس ضيفاً على هذا البرنامج، بل هو مؤسس هذا البرنامج، والأستاذ "خضر شحرور" واليوم أرحب بهما في هذه الجلسة الأخرى؛ لنتابع حديثنا عن هذا المنتدى الحواري.

^ الاقتصاد الإسلامي هو الحل الأخلاقي العادل للأزمة الاقتصادية اللاأخلاقية:

الأستاذ أحمد سامر: آخر ما تكلمنا عنه في الحلقة السابقة هو: كيف يمكننا أن نستثمر هذه الطاقات، والفعاليات؛ من أجل أن نوصل سماحة الإسلام، وفكرة الإسلام الصحيحة إلى الغرب. وتكلمنا عن الأزمة الاقتصادية، والآن أحب أن أتوجه بهذا السؤال إلى فضيلة الشيخ "خضر شحرور": لماذا لا نستثمر الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الغرب اليوم، فتكون منبر دعوة إلى بيان تشريعنا الإسلامي العظيم، وديننا الحنيف؟ ألا ترى أن هناك تقصيراً اليوم، بعد أن أعلن الغرب على قنواته الفضائية، وبابا الفاتيكان أنه يجب أن يعودوا إلى الاقتصاد الإسلامي، وينظروا فيه، وأن يجدوا الحلول من خلال هذا الاقتصاد الإسلامي؟ إن سبب دمار الاقتصاد الغربي هو بيع الدَّين، فهو قائم على الوهم، وعلى عدم القبض، وهذه كلها شروط متحققة في البنوك والمصارف الإسلامية. مثل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية اليوم، لو أننا أحسنا استغلالها بإنشاء محاضرة متخصصة في بلاد الغرب لكبار الاقتصاديين، حول الخروج من هذه الأزمة. ما رأيكم بذلك؟ وما هو الحل الإسلامي لهذه الأزمة؟ فضيلةَ الشيخ "خضر"! ماذا تحدثنا عن ذلك إذا تكرمت؟

الأستاذ خضر: هذا الذي تحدثتم به هو الألم الذي نعيشه في حياتنا اليومية. كنا من فترة نسمع من كثير من الناس: ماذا أستطيع أن أقدم للإسلام؟ ماذا أستطيع أن أفعل لهذه الأمة؟ واليوم ما عدنا نسمع مثل هذه الكلمات التي كانت تردد كثيراً من قبل، وهذا يعني أننا ينبغي أن نشعر بمسؤوليتنا التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة، إن الغاية التي خُلق الإنسان من أجلها:[]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[]سورة الذاريات (56). فكل إنسان سيُسأل: ماذا قدم لدينه؟ ماذا قدم لأمته؟ ماذا قدم لوطنه؟ هذه المشكلة التي يعيشها الغرب، كان ينادي الكثير من الكتّاب، والعلماء، تحدث المتحدثون، وخطب الخطباء، وكتب الكتّاب كثيراً حول قضية الربا، وشرحوا كثيراً قوله تعالى:[]يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا...[] سورة البقرة (276). لكن ما كان أحد يسمع، حتى أبناء هذه الأمة افتُتِنوا بتلك النظم الغربية، فاستبدلوا بنظمهم الإسلامية نظماً مستوردة من شرق أو غرب، وصاروا يتتبّعون الفتاوى الساقطة من هنا وهناك، ينظرون إلى أولئك الذين يلوون أعناق النصوص، كل ذلك من أجل أن يسيروا وراء شهواتهم، ورغباتهم. الآن ظهر للعالم كله أن هذا الكون هو مخلوق لله سبحانه وتعالى، ولا يصلح هذا الكون إلا بتعليمات الله، والحقيقة إن الاتحاد الأوروبي شكّل لجنة لدراسة النظام الإسلامي، وهو يفكر بشكل جدي لاستبدال هذا النظام بتلك النظم البالية بعد دراسة مستفيضة، فقد سُئِل أحد كبار الاقتصاديين في أمريكا بعد أن ذهب إلى ماليزيا، وحشدت الحشود: كيف نتخلص من هذه الأزمات التي وقعتم بها؟ أجاب (وهو أمريكي): "إذا أردتم أن تتخلصوا من هذه الويلات الاقتصادية، وهذه المشكلات التي وصلنا إليها، اجعلوا الفائدة صفراً". فقد قال الله سبحانه وتعالى:[]...لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ[] سورة البقرة (279). لكن لم نستثمر هذا، ولم نبيّنه، ولم نوضحه للعالم. العالم الغربي اليوم بحاجة إلى هذه الثقافة، لكنها مفقودة, فكيف تصل هذه الثقافة إليه؟ عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة الموجودة الآن، والتي جعلت العالم قرية صغيرة، (والبعض يقول بيتاً صغيراً). يستطيع الإنسان اليوم أن يخاطب العالم من خلال محركات البحث الموجودة على الإنترنت، وغيرها... فنحن نحتاج إلى هذه النخبة من الاقتصاديين، الإسلاميين، المفكرين؛ ليوضحوا هذه القضية، وليبينوا أبعادها من خلال كتاباتهم، ومن خلال الفضائيات. ذكر الأستاذ "محمد خير" في الجلسة السابقة أننا نعيش عشوائية في معالجتنا للأمور. الحقيقة هذا الموضوع استثمره الصهاينة بشكل صحيح في أمريكا، نحن نقول: إن الإعلام الأمريكي متصهين، ذكر لي بعضهم أن مباريات كبيرة نهائية في أمريكا يجتمع عليها الأمريكيون جميعاً، فيستفيد الصهاينة من خلال الإعلام من هذه الجموع الكثيرة بأن يقطعوا البثّ، ويضعوا إعلاماً لمدة أقل من دقيقة، يُظهرون فيه إنساناً جائعاً، أولاده يتضورون جوعاً، ويريدون أن يأكلوا، فاضطُرَّ ليسرق شيئاً من الطعام؛ حتى يطعمه لأولاده الجائعين، فإذ بالإسلام يأخذ هذا الرجل، فيقطع له يده!

الأستاذ أحمد سامر: لأنه يعده سارقاً برأيهم.

الأستاذ خضر: نعم. فيقولون: هذا هو الإسلام. الغرب يؤمن بالحب والعلاقات بين الجنسين، فيقولون: واحد أحب فتاة، وهي أحبت هذا الشاب، وقد هام بها، وهامت به، فجاء الإسلام، ووضعه في حفرة، ثم بدأ رجم هذا الإنسان، كله في أقل من دقيقة!

الأستاذ أحمد سامر: شوّهوا سمعة الإسلام!

الأستاذ خضر: إذاً.. هم استثمروا هذا. فليتنا نستثمر هذه المشكلات، وهذا الذي وقع فيه العالم، فنسخره لصالح الإسلام والمسلمين؛ لنُظهرَ فيه قضيتنا الرابحة. نحن لا نشك أن الإسلام هو قضية رابحة, الإسلام قضية رابحة، لكن لا يوجد محامٍ جيد، ناجح، يقوم بهذه القضية.

^ استثمار وسائل الاتصال الحديثة في تعريف الغرب بالإسلام:

الأستاذ أحمد سامر: جزاك الله خيراً.

فضيلةَ الشيخ "محمد خير"! هناك فكرة طُرحت منن قبل أحد الشباب، لا أدري إن نُفّذت في الغرب أو لا، وهي بشأن اللوحات الإعلانية الطُّرُقية الموجودة في الغرب، أو اللوحات الطرقية الموجودة في دمشق، وفي العالم كله بشكل كبير، هذه لوحات الكونكورد وغيرها... قال: لماذا لا نضع بهذه الإعلانات تردّدات القنوات الفضائية التي تتكلم عن الإسلام باللغات العالمية؟ مثلاً هناك برامج في قناة النجاح، في قناة الرسالة، في قناة اقرأ... تتحدث عن الإسلام، وسماحة الإسلام باللغة الإنكليزية، والفرنسية، وذلك في أوقات معينة، لكن الغربي لا يعرف هذه الأوقات، ولا يعرف تردد القناة أصلاً حتى يفتح على هذه القناة. فقال هذا الشاب: "لماذا لا نكتب في اللوحات الطرقية الموجودة في طرقات أوروبا وأمريكا (إذا أردت أن تتعرف على الإسلام، فيمكنك مشاهدة هذا البرنامج عبر هذا التردد)؟". المجتمع الغربي لا يمنع من ذلك، وعندهم حرية في التعامل بهذه الأشياء، وهذه فكرة جميلة أيضاً في استثمار الصحوة، وكذلك الأفكار التي تفضلتم بهذا أنتم وفضيلة الشيخ "خضر شحرور" جميلة جداً، لكنها تحتاج إلى تنفيذ على أرض الواقع.

الأستاذ محمد خير: فكرتك هذه، واغتنام فرصة وسائل الاتصال الحديثة (وسائل الإعلام، رسائل الجوال، الإنترنت، الإيميلات...) يجب استثمارها في إيصال الإسلام للغرب، المجتمع الغربي عندما يريد أن يقرأ عن الإسلام، ماذا سيفعل؟ يدخل إلى محركات البحث (google-yahoo-msn) أو أي محرك بحث آخر، يضع كلمة "الإسلام" فكل الصفحات التي تظهر له يمكن أن يقرأ من أولها، فربما كانت هذه المواقع المتخصصة عن الإسلام صُنعت بأيدٍ غير إسلامية، وهذا ما أثبته لي أحد المتخصصين في مواقع الإنترنت، حيث قال: عدد المواقع الإسلامية التي صنعت بأيدٍ غير إسلامية يفوق عدد المواقع الإسلامية من صنع المسلمين أنفسِهم بكثير، لكن فيها تشويه، حتى المواقع التي تتحدث عن الإسلام باللغة العربية، هناك قسم كبير منها، وعدد هائل بأرقام كبيرة يتحدث عن الإسلام مشوّهاً. هي من صنع الصهاينة الذين يحقدون علينا تاريخياً، وليس الآن، فنحن نعلم أن اليهود يعتقدون بأنهم شعب الله المختار، وأن الشعوب العربية والإسلامية شعوب لا تستحق الحياة، فهم يصفوننا عندهم في التلمود بأننا شعب همج، رعاع، ولا نستحق العيش. سأروي لكم خبراً قرأته في السيرة النبوية عن السيدة "صفية بنت حيي بن أخطب" رضي الله عنها، أم المؤمنين، وزوج النبي صلى الله عليه وسلم. تقول: "كنت طفلة مدللة على والدي وأعمامي، وكنت إذا دخلت مجلسهم هشّوا لي، وبشّوا في المجلس، وقدموني على غيري من الأطفال". ولما قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ذهب أبوها وعمها من الغداة إلى العشيّ، وقابلا النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعا منه القرآن. تقول السيدة صفية: "فعادا متثاقلَين، فلما وصلا البيت ألقيتُ نفسي في أحضانهما، فلم يهَشّا لي ولم يبَشّا, فجلست أصغي لحديثهما، فإذا عمي يقول لوالدي: أهو هو؟ قال: نعم. قال: أعرفته بسمته، وصفاته؟ (أي كما ورد ذكره في التوراة) قال: نعم. فقال: ماذا أنت فاعل؟ قال: لأناصبنّه العداء ما حييت". فهذا عداء تاريخي من اليهود للإسلام والعروبة. إذاً.. هؤلاء يفكرون بأي وسيلة يمكن أن تخدم فكرهم، ومعتقدهم المنحرف؛ ليُضلّوا كل من يريد البحث عن الحقيقة، ومهمّتنا نحن أن نساهم، ونساعد في إيجاد الوسائل التي تقدم صورة حقيقية عن الإسلام النقي الصافي، غير المشوه والمزور، والذي يُقَدَّم بأيدٍ عربية وإسلامية، والمزعوم من إخوتنا أصحاب رؤوس الأموال، الذين يجب عليهم أن يُخرجوا من أموالهم لدعم هذه الأفكار الحيوية، التي تقدم دعماً واضحاً للإسلام بكل قضاياه، التي هي خير للشعوب بشكل كبير.

^ حقوق الإنسان في الرسالات السماوية مقارنةً بالقوانين الوضعية:

الأستاذ أحمد سامر: صدقت. جزاك الله خيراً.

فضيلةَ الشيخ "خضر شحرور" حفظكم الله! من محاور هذا المنتدى الحواري (الإسلام والغرب: تعارف وحوار) محور جميل جداً، وهو حقوق الإنسان في الرسالات السماوية. كيف نظر الإسلام إلى حقوق الإنسان؟

الأستاذ خضر: سؤال مهم ورائع جداً! حيث إننا نعيش ظلماً كبيراً. الحقيقة في هذا العصر الذي يعيش العالم فيه نظريات نظرية الحرية، نجد أن الإنسان أكثر ما عُذب من خلال القرون الماضية هو في هذا العصر؛ حيث إننا نجد أن حقوق الإنسان اليوم تعني حقوق الإنسان الأمريكي، حقوق الإنسان الأوروبي، حقوق الإنسان الذي يمتلك بشرة بيضاء، وشعراً أشقر، وعينين زرقاوين، هذا الذي له حقوق في العالم. أما بقية الشعوب فهي مسحوقة، معذبة، مقتّلة، مشرّدة، لا حق لها في هذا العالم. الإسلام في الحقيقة أعطى كل ذي حق حقه، فالإنسان مصانة حريته في ظل الشرائع السماوية؛ لأن الإسلام، والرسالات السماوية تنظر إلى الإنسان كإنسان، تنظر إلى إنسانيته، وهذا شيء خالف فيه الصهاينة، أنا كنت أقول في نفسي: شيء طبيعي أن يتألم الإنسان عندما يجد طفلاً مذبوحاً، أما أن يَذبح طفلاً، ثم لا يرجف قلبه، فهذا شيء غريب!

الأستاذ أحمد سامر: قلبه ميت.

الأستاذ خضر: فأنا بعد بحث طويل، وسؤال تردد كثيراً في ذهني عن هذا الشيء، وجدت أن هؤلاء الصهاينة يحملون فكراً يختلف عما جاءت به الرسالات السماوية، حيث يعتبرون أنفسهم قد خُلقوا من طينة غير الطينة التي خُلق منها بقية المسلمون.

الأستاذ أحمد سامر: صحيح. هذا التلمود المزعوم.

الأستاذ خضر: فنحن نُعتبر عندهم كالقطط، والكلاب، وغير ذلك! إنما شكّلنا الله على هذه الصورة. طبعاً هذا مكتوب في التوراة المزوّرة التي تدّعي أننا خُلقنا على هذه الشاكلة؛ حتى لا يتقزز منا اليهوديون، لذلك عندما يذبحون الأطفال، ويدمرون المساجد، ويقتلون الأبرياء، وقبلهم قتلوا الأنبياء، فهم يجدون أنفسهم أنهم يتقربون إلى الله عندما يقتلون من لا يستحق أن يعيش. هذا الفكر غير موجود في الإسلام، غير موجود في المسيحية، غير موجود في اليهودية الحقة التي لم تُزوَّر، ولم تُبدَّل. الإسلام قال على لسان الرسول الكريم محمد  صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى". مسند أحمد. الناس سواسية كأسنان المشط، وكذلك يقول عليه الصلاة والسلام: "الناس كلهم عيال الله، أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله". مسند الحارث. ويقول أيضاً: "كلكم لآدم، وآدم من تراب". مسند الربيع. هناك كتاب جميل جداً اسمه "حضارة الطين"، موجود في الأسواق، يبين أن الناس كلهم خُلقوا من تراب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أظنه للدكتور "مصطفى العمري" والله أعلم. الكتاب يبين أن الحضارة مبنية على هذه الرسالات التي جاءت من عند الله سبحانه وتعالى، جاءت على هذا المفهوم الذي نتحدث عنه (كلكم لآدم وآدم من تراب). فالإنسان الذي خُلق في الغرب، والإنسان الذي خلق في الشرق،لم يختر المكان، ولم يختر الزمان.

الأستاذ أحمد سامر: جميل جداً!

الأستاذ خضر: ولم يختر والديه. هل اخترت أن أكون في سوريا؟ وهل اختار الأمريكي أن يكون في أمريكا؟ إذاً نحن لم نُخير عندما خُلقنا، ولكننا تعلمنا أننا جميعاً إخوة، وأننا كالجسد الواحد، وأننا ينبغي أن يكون بيننا محبة، وإخاء، وسماحة، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه:[]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...[] سورة الحجرات (13). هذا هو الذي جاءت به الرسالات، وجاءت به الأديان كلها, جاءت لتبين أمراً مهماً، فصحيح أننا لم نختر البلد التي خلقنا فيها، ولم نختر آباءنا، ولم نختر أمهاتنا، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتعارف. الله - سبحانه وتعالى - أراد لهذه البشرية جمعاء أن تلتقي, لوّن لها أشكالها، لون لها ألوانها، لون لها ألسنتها, تتحدث بألسنة متعددة، بألوان متعددة، ولكن المطلوب هو التعارف، هذا التعارف يجعل البعيد قريباً، ويجعل اللُّحمة قوية، وبذلك نتخلص من المشكلات التي يعيشها عالمنا، وخصوصاً أننا تعلمنا في كتاب ربنا - سبحانه وتعالى - قوله الذي يصف رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:[]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[] سورة الأنبياء (107). لم يقل رحمة للمسلمين، إنما قال للعالمين, وهذا يدل أن رسالة الإسلام رسالة عالمية، رسالة جاءت لخير البشرية جمعاء، وكذلك بقية الرسالات السماوية.

الأستاذ أحمد سامر: جزاكم الله خيراً.

ألقيتم الضوء على ناحية مهمة جداً عندما سألتك عن حقوق الإنسان، فقلت: الصهاينة المجرمون أصلاً لا ينظرون إلينا على أننا من الناس حتى يكون لدينا حقوق, بالنسبة لهم، تلمودهم يتكلم بأننا من شعب "الغوييم"، وأنهم هم فقط شعب الله المختار. إذاً عندما نتكلم عن حقوق الإنسان, فإننا نتكلم عن حقوق الإنسان عند كل الناس، إلا عند الصهيونية العالمية، أو الصهيونية المجرمة، فهي لا ترى لغير اليهود أو الصهاينة حقوقاً في هذا.

أستاذ "محمد خير" حفظكم الله! أريد أن أتعمق بهذه الفكرة أكثر، وهي حقوق الإنسان في الإسلام، وفي الرسالات السماوية، مثل هذه المنتديات دائماً تركز على هذه الفكرة؛ ليصلوا إلى معنى الإنسانية، وحقوق هذا الإنسان. أكرِمنا ببعض الإضافات على الفكرة.

الأستاذ محمد خير: أولاً: يؤسفني أن أقول: إن حقوق الإنسان اليوم أصبحت أكذوبة! حقوق الإنسان اليوم بالمصطلح الذي تتداوله وسائل الإعلام أصبح أكذوبة، لا نرى له على أرض الواقع أي تنفيذ، أو تحقيق. أين حقوق الإنسان في فلسطين؟ في غزة؟ في العراق؟ وفي السودان؟

الأستاذ أحمد سامر: في الصومال..

الأستاذ محمد خير: هذا الاضطهاد الذي نشهده من القوى المسيطرة على العالم لهذه القوى المستضعفة، إذا كانت شِرعة حقوق الإنسان تقول: يولد الناس أحراراً، فلماذا يستعبدون البشر؟ ولماذا يضيقون على البشر؟ ولماذا يجعلون العالم طوابق متعددة؟ هم في القمم، وباقي الشعوب في الحضيض. إذا عدنا إلى فكرة حقوق الإنسان؛ في الأصل عندما تم إنشاء منظمة عالمية لوضع شرعة حقوق الإنسان في العالم, ما هي الأسباب التي دعت إلى ذلك؟ إنها مجموعة من الأفكار، والأحلام، كان يفكر بها مجموعة من كتّابهم، ومصلحيهم في الغرب، وشعرائهم، من أمثال برنارتشو، جان جاك روسو، سقراط... هذا الكلام يعود إلى القرن الثالث عشر، كانوا يحلمون أن تكون لهم حقوق، أن تصان نفوسهم، فلا يقتّلون، ولا يذبّحون، ولا يباعون كما تباع الدواب، كانت المرأة في المجتمع الغربي تحلم أن يكون لها حق الملكية، تصوّر فضيلةَ الشيخ أن القانون البريطاني لم يعدل قانون الملكية للمرأة إلا في عام 1953م، بعد هذا التاريخ أصبح للمرأة البريطانية الإنكليزية الحرية...

الأستاذ أحمد سامر: حق في التملّك.

الأستاذ محمد خير: نعم. أصبح لها الحق في التملك، تستطيع أن تملك بيتاً، أو سيارة، أو عقاراً، أو نحو ذلك، بينما المرأة منذ فجر الإسلام أصبح لها كامل الحق أن تتصرف بمالها، تهب منه ما تشاء، تبيع، وتشتري، وتمتلك الحق الذي قرره الله - سبحانه وتعالى - لها في القرآن الكريم. إذاً.. هؤلاء المفكرون والفلاسفة حلموا في المجتمع الغربي أن يعيشوا حياة كريمة، فكانوا يفكرون بوسائل، وطرق لكي ينقذوا إنسانهم من الاستعباد؛ لأن عقلية السيد والعبد في المجتمع الغربي كانت سائدة أكثر مما كانت سائدة في المجتمع العربي، ويخطئ كثير من الناس عندما يتصورون أن العرب قبل الإسلام كانوا أمة همجية، لا تفقه شيئاً، وهذا الكلام دليلنا عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". رواه مالك في الموطأ.

الأستاذ أحمد سامر: إذاً كانت موجودة.

الأستاذ محمد خير: نعم. كان العرب يمتلكون أخلاقاً كريمة؛ كالشهامة، والمروءة، وإكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، وغير ذلك... جاء الإسلام، فهذب هذه الأخلاق، وأضاف إليها أخلاقاً أخرى كريمة؛ كالصدق، والإخلاص، والمحبة، والتعاون، وغير ذلك من القاموس العظيم، قاموس الأخلاق في الإسلام. يخطئ كثيراً من يتصور أن المجتمع العربي قبل الإسلام كان مجتمعاً خالياً من القيم، أو مجتمعاً بلا ضوابط، والدليل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا تحدث عن أصله، ونشأته، فقال: "ولدت من نكاح، ولم أولد من سِفاح". هذا يؤكد أن العلاقة الأسرية قبل الإسلام كان جزء كبير منها منضبطاً، وقائماً على العقود الشرعية، النبي - عليه الصلاة والسلام - لما تزوج السيدة خديجة كيف تزوجها؟ تزوجها بعقد صحيح، وحضور شهود، ومهر. يخطئ كثيراً من يتصور أن المجتمع العربي قبل الإسلام كان مجتمعاً هائجاً، مائجاً، تسود فيه الدماء، والقتل، والسفك، وغير ذلك... نعم. هذا جزء منه كان موجوداً، والدليل حرب (داحس والغبراء) وغيرها... لكن الجزء الأوفى كان حياة منتظمة، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لما تخيره تخيره من القبائل فاختار أشرفها (قريشاً)، ولما تخيره من الأصلاب اختار له عدنان، وهو النسب المتصل إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "فأنا خيار من خيار من خيار". تخيره الله سبحانه وتعالى، فاختاره من أفضل الأنساب، وأوسطها، وأحسنها.

الأستاذ أحمد سامر: إذاً نظرية السيد والعبودية والسيادة موجودة عند الغرب بشكل أكبر بكثير ما كانت موجودة عند العرب، لذلك حلموا بحقوق الإنسان..

الأستاذ محمد خير: وفكّروا في ذلك، ووضعوا لها الضوابط، حتى يتخلصوا من العبودية، والقهر، والتسلط الذي كان سائداً في ذلك المجتمع. عندما قامت الثورة الفرنسية كان من أولوياتها أن تضع بنداً يعطي الإنسان حريته، إذاً كان الإنسان الغربي مستعبداً، حتى التوراة القومية كانت تقوم على أساس التخلص من العبودية؛ عبودية الإنسان للإنسان، بينما الإسلام كان من أصل نشأته الدعوة إلى عبودية الله سبحانه وتعالى، والنبي - عليه الصلاة والسلام - كان يمشي في أسواق مكة، وطرقاتها، وشِعابها، وينادي قومه: "يا قوم! قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا". أي تخلصوا من عبودية العبد إلى عبودية الله الواحد القهار، وكان من أولويات دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - التوحيد، أي: ألا يعبد الفرد المؤمن إلا الله سبحانه وتعالى، وأن ينبذ الشرك، والأصنام، والوثنية، وعبودية الأشخاص.

الأستاذ أحمد سامر: واللهِ جميلٌ هذا الذي عبّرتَ به أن أكبر كذبة اليوم هي حقوق الإنسان. إذاً اليوم تستعبد الدولُ القوميةُ الدولَ الضعيفةَ، تستعبد الإنسان، لكن بطريقة أخرى، غير طريقة السيد والعبد التي كانت معروفة في زمانهم، أصبح هناك طرق جديدة للاستعباد، ولاستعمار الشعوب.

الأستاذ محمد خير: هو منطق القوة، هي الآن تحكم بمنطق القوة، وليس بقوة المنطق. الدول الغربية المستكبرة الآن تقوم على مفهوم الصراع، وليس على سنة التدافع، وهي سنة إلهية، ربانية، كونية، ذكرها الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم، فقال:[]...وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[] سورة الحـج (40). سنة التدافع في القرآن الكريم هي عبارة عن حراك، واستباق مشروع؛ للوصول إلى الحق بالعدالة، لا بمنطق القوة الذي يسود الآن في المجتمع الغربي، ولأنني أدرّس حقوق الإنسان في جزء من مقرراتنا أقول: إن حقوق الإنسان مرت بأطوار أربعة: الطَّور الأول: كان حُلماً، والطور الثاني: كان واقعاً، والطور الثالث: كان تشريعاً، والطور الرابع: - وهو الأكمل على الإطلاق - هو شرعة حقوق الإنسان في الإسلام.

الأستاذ أحمد سامر: الله أكبر!

الأستاذ محمد خير: عندما اجتمعت لجنة منبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واستطاعت أن تضع ضوابط لحقوق الإنسان في الإسلام، تمايزت عن شرعة حقوق الإنسان التي صدّقتها منظمة المؤتمر العالمي في الأمم المتحدة بمجموعة من المبادئ، أهمها أن العبودية لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى. وأضافت إلى شرعة حقوق الإنسان في العالم حرمة الدماء، الدماء محرمة في الإسلام، لذلك النبي - عليه الصلاة والسلام - قال في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا". متفق عليه. فشرعةُ حقوق الإنسان في الإسلام حرّمت الإبادة الجماعية للبشر، حرّمت استخدام أسلحة الدمار الشامل.

الأستاذ أحمد سامر: وهذا ما يجهله الغرب عن الإسلام.

الأستاذ محمد خير: نعم. لو عدنا إلى إحدى الوثائق القديمة جداً في حقوق الإنسان في الإسلام، إضافة إلى ((ولقد كرّمنا بني آدم)) و((خطبة حجة الوداع)) هناك وثيقة في خطبة سيدنا أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - عندما وجّه جيشاً فاتحاً إلى الشام، وخاطب الجيش قائلاً: "أوصيكم، سيروا على بركة الله، وستلقون قوماً، فإذا لقيتموهم فادعوهم إلى الإسلام". ثم وصل إلى القضية المهمة جداً، وهي من أعظم وثائق حقوق الإنسان في التاريخ. قال لهم: "لا تقتلوا شيخاً، ولا امرأة، ولا طفلاً، ولا تعقروا نخلاً، ولا تقتلوا خيلاً إلا لمأكلة، ولا تهدموا كوخاً، ولا تقطعوا شجرة". لو فكر الآن مفكرو العالم، والمصلحون، والسياسيون في هذه الوصية، لوصلوا إلى نتيجة، أن الإسلام سبق العالم كله بشرعة حقوق الإنسان، فرعى الشيخوخة، وحفظ البيئة، وحمى الطفولة، وكرّم المرأة، وصان المقدسات؛ الكنائس، والمساجد، سيدنا عمر - رضي الله تعالى عنه - عندما دخل بيت المقدس فاتحاً مع بطرياركها آنذاك "سفرنيوس"، وحان موعد الصلاة، فأراد البطريارك أن يعرض على سيدنا عمر- رضي الله تعالى عنه - الصلاة في الكنيسة، رفض سيدنا عمر رضي الله عنه، وقال: "أخشى أن يراني أحد من أتباعي، فيظن أن هذا المكان مسجد للمسلمين". ولم يصلِّ داخل الكنيسة؛ احتراماً لمقدسات غير المسلمين. ونحن اليوم من أعظم مقدساتنا المشتركة بين المسلمين والمسيحيين بيت المقدس، وكنيسة القيامة (مهبط السيد المسيح عليه السلام)، ونحن كمسلمين نطالب بعودة كنيسة القيامة إلى أصحابها؛ لأنها شهدت ولادة السيد المسيح، سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، كما نطلب من الإخوة المسيحيين أن يكونوا معنا صفاً واحداً في المطالبة بعودة بيت المقدس إلى أيدي المسلمين، وأن يعود محرراً من الأسر، وخاصة الآن بالذات، في أثناء حرب غزة اشتدت الحفريات تحت بيت المقدس في محاولة لهدمه.

الأستاذ أحمد سامر: صحيح هذا الكلام.

الأستاذ محمد خير: ولن يستطيعوا - بإذن الله تعالى - مهما حاولوا من الوسائل والأساليب، وأعتقد أن بيت المقدس - بإذن الله تعالى - سيكون له عودة مظفّرة إلى المسلمين، ونحن من المتفائلين دائماً - إن شاء الله - بنصرٍ وفتح قريب بإذن الله تعالى.

الأستاذ أحمد سامر: بإذن الله تعالى. جزاك الله خيراً. الحقيقة أثرتَ فينا الشجون، والشؤون عندما تحدثت عن القدس، وقد اختيرت القدس في هذا العام عاصمة للثقافة العربية، والآن القدس تُهوَّد، وكل يوم تأتي تبليغات إلى أهلنا في القدس بتفريغ المنازل، ثلاثون بيتاً، ستون بيتاً... يريدون تهويد القدس، وإخراج المسلمين والمسيحيين من القدس؛ لتبقى عاصمة لإسرائيل، والعالم العربي كله يتفرج! على كل حال أنتَ أثرت فينا هذه الشجون جزاك الله خيراً.

^ كلمة في الختام:

الأستاذ أحمد سامر: نريد أن نختم هذه الندوة الحوارية الجميلة الرائعة، التي كنت أتمنى أن تستمر أكثر مع حضراتكم. بكلمة مختصرة لكل منكما جزاكما الله كل خير، ماذا تتكلمان عن هذا المنتدى الحواري (الإسلام والغرب: تعارف وحوار من أجل سلام عالمي عادل، ومستقبل إنساني آمن)؟ نبدأ بفضيلة الشيخ "خضر شحرور".

الأستاذ خضر: الحقيقة نحن نقول إن هذا الحوار بين الإسلام والغرب هو نوع من أنواع التنوع، ولولا التنوع لم يكن لهذه الدنيا طعم، ولم يكن فيها سرور، لو كانت الأرض كلها بطعم واحد لم تكن لذيذة، ولو كانت الألوان كلها بلون واحد لم تكن جميلة، واللوحة الفسيفسائية الجميلة أخذت جمالها من تلك الألوان المتناغمة، فهذا التنوع مطلوب، شريطة ألا يتحول إلى تطرف، وعدائية، إنما يأخذ شكله الصحيح إذا تحول إلى تعارف، وتآلف، وحوار بنّاء، نافع، يخدم هذه الإنسانية.

الأستاذ أحمد سامر: أستاذ محمد خير الطرشان! ماذا تقول عن هذا المنتدى الحواري الذي يقيمه مجمع الفتح الإسلامي؟

الأستاذ محمد خير: أعتقد أن هذا المنتدى سيكون بادرة خير إن شاء الله تعالى، وتحولاً في العلاقة بين الإسلام والغرب من الاحتراق إلى الاختراق، ومن الصراع إلى الوِفاق. إن شاء الله تعالى فيه مبشرات طيبة، وهذا ما لمسناه في تواصلنا مع الوفد الكندي، الذي هو مجموعة من المفكرين والخبراء، وقد ترك انطباعات رائعة، وبنى، وأسّس صورة صحيحة عن فكر الإسلام والمسلمين.

الأستاذ أحمد سامر: جزاكم الله خيراً. لا يسعني في ختام هذه الندوة الحوارية إلا أن أشكر زميلي الأستاذ "محمد خير الطرشان" الذي هو سميّي في برنامج "نور على نور"، وأن أشكر فضيلة الدكتور "خضر شحرور" حفظه الله على وقته الثمين، وعلى هذه الإضاءات الجميلة التي أكرمنا بها. الشكر لكم إخواننا، الشكر لكنّ أخواتنا، نستودعكم الله، ونترككم في رعايته، ونسأل الله لنا ولكم دوام الصحة والعافية، نلقاكم وأنتم في ألقكم الدائم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

 


 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3166

 تاريخ النشر: 27/05/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 64

: - عدد زوار اليوم

7807934

: - عدد الزوار الكلي
[ 20 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan