لو ترسم بسمة ؟!!!
بقلم : رامي محمود
تقول إحدى الكاتبات:
رأيت اليوم فيديو قصير ولكنه ترك في نفسي أثراً كبيراً..
[ كانت هذه الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير فمرت على سيدة تبكي توقفت أمامها لحظة تتأملها فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها.. فما كان من هذه الطفلة إلا أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها ومعها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة.. وانصرفت عنها حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل.. وبعد خطوات استدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على محياها.
** عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة:
((آسفة... حقك علي!!!))
** وصلت هذه الرسالة إلى زوجها الجالس في المطعم وهو مهموم وحزين!!!
فلما قرأها ابتسم وما كان منه إلا أنه أعطى (الجرسون) 50 جنيهاً مع أن حساب فاتورته 5 جنيهات فقط !!!
** عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن يتوقعه.. فخرج من المطعم، ذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع الحلوى، فاشترى منها بجنيه وترك لها 10 جنيهات صدقة وانصرف عنها سعيداً مبتسماً!!!
** تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً، ولملمت بضاعتها المتواضعة و ذهبت للجزار تشتري منه قطعاً من اللحم، ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعاماً شهياً وتنتظر عودة حفيدتها (كل ما لديها في الدنيا)..
جهزت الطعام وعلى وجهها الابتسامة التي كانت السبب في أنها ستتناول (لحماً) وبعد لحظات.. انفتح الباب ودخلت البيت الفتاة الصغيرة بائعة المناديل وهي متهللة الوجه وعليه ابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء!!! ]
زرع البسمة.. وتوليد السعادة..
قضية صغيرة.. قد لا نهتم لها في حياتنا العملية المليئة بالتعقيدات والمنغصات التي تعترضنا وتعترض سعادتنا..
زرع البسمة.. مسألة في غاية البساطة.. لكننا ننساها ونتركها بين الأحداث الأهم التي تحدث لنا في خضم حياتنا..
حين نزرع الابتسامة.. نُولِّد السعادة بين الناس..
ولكن ما سبب أننا لم نعد نتعامل بهذه البساطة؟؟ ولماذا نسينا هذه الأمور؟
لماذا لم نعد نزرع الابتسامة؟؟ ولماذا باتت وجوه الناس كلها متشابهة عليها مسحة الحزن والكآبة؟ لماذا نواجه أي مشكلة بالحزن والغضب السريعين دون أن نفكر فيها على أنها قد تحمل لنا الخير في ثناياها.. خصوصاً وأن الله سبحانه وعدنا أن في كل الأمور خير في قوله سبحانه: ((وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم))..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع))..
لماذا غابت هذه الكلمات المنيرة عن حياتنا ونسينا تأثيرها الذي يجعلنا نواجه أي مشكلة بتفاؤل وحسن ظن بالله سبحانه، وابتسامة تزرع السعادة في من حولنا.. بدل أن نملأ حياة المحيطين بنا بالكآبة والحزن على مشاكل قد لا يكون لهم أي يد فيها، وقد لا يملكون الحل لها، لكننا بحزننا وغضبنا نُشعرهم بالحزن فقط..
ما هو السبب في هذا؟ ولماذا لم نعد نزرع الابتسامة؟ وهل الأمر شديد الصعوبة؟
إخوتي القراء.. هلا شاركتمونا بآرائكم في هذه القضية؟؟؟!!!
التعليقات:
5 |
|
|
مرات
القراءة:
3564 |
|
|
تاريخ
النشر: 18/06/2009 |
|
|
|
|
|
|