::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> خطب الجمعة

 

 

الكسب الحلال

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 

 
خطبة الجمعة بتاريخ 6/1/2012
في جامع العثمان بدمشق
الحمد لله ثم الحمد لله.. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله وصفيُّه وخليلُه.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على هذا النبيّ الكريم وعلى آله وصحبه الغُرّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد فيا عباد الله: أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى وأحثكم على طاعته والعمل بكتابه، والالتزام بسنة نبيّه سيدنا محمدٍ صلَّى الله عليهِ وسلَّم والالتزام بنهجه إلى يوم الدين..
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلِصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلى ذِكرِ اللهِ وَذَرُوا البَيعَ ذَلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا في الأَرضِ وَابتَغُوا مِن فَضلِ اللهِ وَاذكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ [الجمعة:9-10].
ويقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ البَيعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275].
ويقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أَموَالَكُم بَينَكُم بِالبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُم وَلا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُم رَحِيمًا* وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ عُدوَانًا وَظُلمًا فَسَوفَ نُصلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا﴾. [النساء:29-30]
أيها الإخوة المؤمنون: في هذه الآيات الكريمات إشارةٌ ودلالةٌ واضحة إلى مشروعية البيع والتجارة في ظل الإسلام، وإلى أن الإنسان المسلم له أن ينهج في حياته منهجاً تجارياً، وأن يكسب به المال الحلال، ويعفَّ نفسه عن الحرام، ويمنع أولاده عن السؤال، ويعيش عيشةً هنيئةً كريمة سوية..
أباح الله سبحانه البيع، وفي المقابل حرَّم الربا، لأن البيع إنما يثمر مالاً حلالاً ولأن الربا إنما يأتي بالمال الحرام.. وأباح الله تعالى أكل الطيبات من الرزق وحرَّم أكل المال بالباطل وحرّم كل الأنواع التي يكتسب بها الإنسان مالاً حراماً..
وقد جاء النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم برسالةٍ تدعو لكي يكون المؤمن قوياً لا ضعيفاً، فجعل المؤمن القوي خيراً من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير.
ومن أسباب القوة تحصيل المال عن طريق الكسب المشروع.
ومن أسباب القوة الغِنى: بأن يكون المال بين أيدينا لا في قلوبنا.
لأن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم سأل أبا ذرٍ رضي الله عنه ذات مرة فقال: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَرَى كَثرَةَ المَالِ هُوَ الغِنى؟" فقال: نَعَم يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ: "فَتَرَى قِلَّةَ المَالِ هُوَ الفَقرَ؟" فقال: نَعَم يَا رَسُولَ اللهِ. فقَالَ: "إِنَّمَا الغِنى غِنى القَلبِ، وَالفَقرُ فَقرُ القَلبِ" رَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ.
وللحديث رواية أخرى يقول فيها النبيصَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَيسَ الغِنى عَن كَثرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنى غِنى النَّفسِ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.. فالإسلام مع أن نكون أغنياء لأن الغني يحقق ويقيم ركناً عظيماً من أركان الدين ألا وهو الزكاة.
إذاً النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يحثنا على أن نكون أقوياء وأن نكون أغنياء وأن نكسب كسباً مشروعاً فيتلاقى كل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على هدفٍ واحد: ألا وهو مشروعية البيع الحلال، ومشروعية التجارة المباحة، ومشروعية الكسب الطيب، الذي أباحه الله سبحانه وتعالى. وكذلك يتفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على تحريم أكل المال بالباطل، وعلى تحريم أكل المال إذا كان فيه شبهة حرام، وعلى تحريم أكل المال إذا كان تحصيله عن طرق ملتوية كالرشوة والغش والخداع والربح الفاسق وغير ذلك من أنواع الكسب غير المشروع وخاصةً في زمن الأزمات..
الطامعون.. أهل الطمع وأهل الجشع يغتنمون أيام الأزمات وأيام الشدائد ليرفعوا الأسعار ويغشوا الناس ويمارسوا عليهم الاحتكار.. وكذلك في أيام الشدائد والأزمات هناك مشكلة كبيرة تقع فيما بين الناس ألا وهي أن الناس في زمن الأزمات والشدائد لا يرحم بعضهم بعضاً ولا ينظر بعضهم إلى واقع بعض بنوع من الحرص والمحبة والتراحم.
أجل أيها الإخوة: النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يقول في الحديث الصحيح: "أَطيَبُ الكَسبِ عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيعٍ مَبرُورٍ" رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيرًا مِن أَن يَأكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبيَّ اللهِ دَاوُدَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - كَانَ يَأكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيرُهُ. أي أن يكون له حرفة ويكون ذا مهنة، يعمل بالتجارة أو الزراعة أو الصناعة كما كان عليه حال الأنبياء عليهم السلام فهم أول من شرَّع العمل...
سيدنا آدم كان مزارعاً وهو أول من حرث الأرض وبذر الحبَّ فيها وزرع القمح.. سيدنا داوود كان حداداً.. سيدنا نوح كان نجاراً.. سيدنا إدريس كان خطاطاً.. والنبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يقول: "ما من نبي إلا ورعى الغنم".. قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: "حتى أنا رعيتها على قراريط[1] لأهل مكة". وكان النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يعمل بالتجارة فيتاجر بمال السيدة خديجة وسافر بتجارتها إلى الشام ووصل إلى بصرى.. إذاً عمل الرجل في يده من أطيب انواع الكسب..
وقال عليه السلام وكل بيع مبرور.. ما هو البيع المبرور؟ البيع المبرور هو البيع الذي لا غش فيه. لأن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم حرّم كل أنواع الغش حينما قال: "من غشّ فليس منّا". أي نوع من أنواع الغش وخاصة في البيع والشراء، في التجارة، في البضائع في السلع وأكثره ضرراً ما كان في الأطعمة وما كان في الغذائيات.. فليتقّ الله تعالى أصحاب المطاعم والمشارب وليتقّ الله تعالى أصحاب الأطعمة وخاصة أطعمة البقّال (المعلبات)، أو التي تباع بالأكياس الورقية، أو التي يشتريها الأطفال من الباعة المتجولين... ليتَّقوا الله تعالى في أنواع هذه الأطعمة والأغذية فبضعها فيه غشٌّ كبير، وبعضها يكاد يكون فاسداً ويؤدي إلى مشكلات خطيرة.. فالبيع المبرور ينبغي أن يكون خالياً عن الغش.. البيع المبرور ليس في نوعٍ من أنواعه احتكار.. لأن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يقول: "لا يَحتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ"أي آثم.. يأثم الرجل التاجر الذي يحتكر البضائع.. يخبئها عند الأزمات ثم يعرضها بأسعار مبالغ فيها.. يدّخرها أو يشتريها ويجمعها من الأسواق ومن التجار لتكون عنده، ثم تباع بطريقة يرضى عنها هو وليس فيها رحمة للمشتري وخاصة الفقراء.. وما أكثر ما يظهر الاحتكار في زمن الشدائد.. يغتنم التجار حين يربحون أموالاً بغير حق حين يحتكرون هذه السلع التي يحتاجها الناس..
وأضرب لكم على هذا العمل مثلاً والأمثلة كثيرة: نحن في زمن بدأت فيه الكهرباء تنخفض بشكل كبير، هذه الطاقة التي نحتاجها جميعاً في حياتنا اليومية فأصبحت هناك مولدات لهذه الطاقة التي أصبح سعرها ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عندما كانت الكهرباء تسير بشكل طبيعي. لماذا هذا الاحتكار؟ لماذا هذا التغالي في الأسعار؟ أليس هؤلاء الناس أحوج ما يكونون إلى تدبير أحوالهم والعمل في أعمالهم وعدم الانقطاع عنها؟ يحتاج إلى هذه الكهرباء كل الناس، ولا أقصد البيوت بشكل خاص بل أصحاب المهن والحرف الذي يعتمدون اعتماداً كلياً على وجود الكهرباء.. فليتقّ الله تعالى أصحاب التجارات الذين يبالغون في أسعارها أو يحتكرونها ليزداد ربحهم على حساب حاجة الناس إليها..
البيع المبرور أيها الإخوة ليس فيه جشع أو طمع، ليس فيه تشدد أو قسوة أو استغلال لحال الناس.. أوَ ما سمعتهم قول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم: "قَد أَفلَحَ مَن أَسلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللهُ بما آتَاهُ"..أصبح من المسلمين ورزقه الله الكفاف، والكفاف أن لا يكون لك ولا عليك. وقد ورد عن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً":  أي لا لهم ولا عليهم وهذه أجمل الصور وأحلاها أن تعيش في حياتك لست مديناً لأحد وليس لأحدٍ في عنقك ذمةٌ أو دين.
ثم قال: وَقَنَّعَهُ اللهُ بما آتَاهُأي أن يعيش القناعة فيما رزق الله تعالى.. رزقك الله تعالى رزقاً فاقنع به وارض به ولا تحاول أن تمارس أعمالاً لا ترضي الله تعالى لتزيد في رزقك.. ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.. هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام.. وكذلك يقول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم وهو يتحدث عن التجار: "رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشتَرَى وَإِذَا اقتَضَى" رَوَاهُ البُخَارِيُّ. سمحاً في البيع، يسهل على الناس في البيع ويُيسر عليهم أمورهم.. سمح في الشراء والقضاء .. إذا كان له الحق يتسامح وييسر على الآخرين.. وقد قال  صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ  في فضل التسامح في البيع ومن يتصف بهذا الخلق العظيم: "مَن سَرَّهُ أَن يُنجِيَهُ اللهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَن مُعسِرٍ أَو يَضَعْ عَنهُ" رَوَاهُ مُسلِمٌ. أي إذا كان رجل... .وهو معسر فلنخفف عنه.. لنسهل عليه... لنتقاضى منه الدين بأقساط ميسرة... ولنسقط عنه من الدين ما نرفع عن كاهله عبئا كبيراً.. وقال النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم وهو يحدث أصحابه عن فضل اليسر والسهولة في عملية التجارة: "كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيتَ مُعسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنهُ لَعَلَّ اللهَ أَن يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنهُ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. كان الرجل ينظر إلى يوم القيامة. يقول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم فتجاوز الله عنه لأنه كان يتجاوز عن الناس أي يسهل عملية اقتضاء واستيفاء المال منهم.
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّن كَانَ قَبلَكُم فَلَم يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيرِ شَيءٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوَسِرًا، وَكَانَ يَأمُرُ غِلمَانَهُ أَن يَتَجَاوَزُوا عَنِ المُعسِرِ. قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: نَحنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنهُ، تَجَاوَزُوا عَنهُ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.
يقول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم: "من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله". أيها الإخوة هكذا تسير الأمور في أيام الشدائد والأزمات بنوعٍ من التكافل والتعاون بحيث ينظر كل إنسان على أنه إن وقع في أزمة كيف يعامله أهله، جيرانه، أصحابه، كيف يُعامل في البيع والشراء.. وفي الوقت نفسه يحثنا الإسلام أن نظل في كسبنا الحلال عند المباحات، وأن نحذر من الوقوع في الشبهات، ومن باب أولى أن نقع في الحرام.. فيقول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم وهو يتحدث عن نفسه، وهو النبي الذي رفع الله عنه كل شيء وعصمه عن الوقوع في الذلة يقول: "إني لأنقلب إلى أهلي فأجد الثمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها"على مستوى الثمرة الصغيرة يراها على فراشه عليه السلام فيأخذها وربما كان في حاجة إليها فيقول: لعلها من مال الصدقة. وبيته عليه السلام بيت صدقات وإنفاق في سبيل الله تعالى، فيلقيها خشية أن يأكل مالٍ فيه شبهة.. هكذا كان يتعامل سيدنا رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم والسلف الصالح بالابتعاد عن الشبهات..
· سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: أطعمه غلامه طعاماً فوجد له حلاوة فقال له: إن هذا الطعام من مال اكتسبته في الجاهلية لكهانةٍ تكهنت بها. أي كنت أعمل بالكهانة وأخذت على هذا العمل أجراً.. فما كان من سيدنا أبي بكر رضي الله عنه إلا أن وضع أصبعه في حلقه فاستقاء ما أكل حتى كادت تخرج نفسه.. شبهات.. كانوا يحذرون الوقوع في الشبهات.
· سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سقاه رجلٌ كأساً من لبن فوجده طيباً فقال من أين أتيت به؟ هذا نوع من اللبن طيب. فقال يا أمير المؤمنين مررت على إبل الصدقة –إبل بيت المال- فوجدتها على الماء فأخذت من لبنها وسقيتك منها. فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن استقاء خشية أن يدخل شيء في جسمه أو أن ينتفع بمال بيت المال وهو مال المسلمين ليس ماله..
· سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: عندما أدخلت بضائع وأموال بيت المال إلى بيت المال، وجيء بالعطور من بلاد الهند ونحو ذلك دخل إلى بيت المال وهو يضع طرف كم ثوبه على نفسه. فقال له عامل الصدقة: ألأنَّ رائحته خبيثة؟ قال: ويحك إنه طيب وهل ينتفع بالطيب إلا من رائحته.. امتنع أن ينتفع برائحة الطيب..
· سيدنا علي رضي الله عنه يقول: الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب وشبهتها عتاب. حلالها حساب أي سيُسأل الإنسان عن ماله. وَقَدَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لا تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسأَلَ عَن عُمُرِهِ فِيمَ أَفنَاهُ؟ وَعَن عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَن مَالِهِ مِن أَينَ اكتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنفَقَهُ؟ وَعَن جِسمِهِ فِيمَ أَبلاهُ؟" رَوَاهُ التِّرمِذِيّ.
سيسأله الله تعالى.. لِمَ لَمْ تتورع؟ ِلمَ لَمْ تبعد هذه الشبهة عن نفسك؟
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا من الحلال.. أن يرضينا بالحلال.. أن يقنعنا بالحلال.. أن يبعد عنّا الحرام وشبهة الحرام..
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم التجار وأصحاب المحلات والباعة أن يكونوا في أزمنة الشدائد والمصائب والمحن مِمَّنْ يتراحمون مع الناس، وليس مِمَّنْ يرفعون الأسعار أو يغالون فيها أو يغتنمون بالربح الشديد الفاحش الذي حرمه الفقهاء.. فكل ربح يخرج عن حد التراضي أو يخرج عن الحد المألوف فهو حرام أو يقع تحت شبهة الحرام..
اللهم طهّر أموالنا.. اللهم زكِّ نفوسنا..
اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة حتى نلقاك وأنت راضٍ عنّا..
واجعلنا مِنْ مَنْ يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
أقول هذا القول وأستغفر الله..


[1]القراريط: من أجزاء الدراهم والدنانير

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 4883

 تاريخ النشر: 08/01/2012

2012-01-08

علا عبد الله صبَّاغ

جزاك الله كل خير.. يبدو أن هناك تخاطر بين خطبة هذه الجمعة وبين ما تحدث عنه الشيخ النابلسي على الإذاعة عندما تحدث عن الكسب الحلال في تفسير سورة الرحمن: فقد ذكر ما يلي: عندما أمر الله تعالى في سورة الرحمن: وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴿الرحمن٩﴾.. أمر بأن نقيم العدل ولا ننقص الموزون. فكرة الموزون هي نفسها في البيع والشراء والمعاملات الماليّة... أي يجب أن يكون دخل الإنسان مشروعاً.. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿الفجر١٤﴾ أي أن الميزان دقيق جداً.. والإنسان السعيد يستخدم هذا الميزان في جوانب حياته كافة.. لأن الله تعالى عندما خلق الكون وضع الميزان.. وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿ الرحمن ٧ ﴾ .... مفهوم آخر أحب أن أضيفه في نفس الجانب هذا وهو مفهوم البركة في الرزق فإذا كان الرسول صلَّى الله عليهِ وسلَّم أدّبنا بآداب البيع فقال: ( الحلف منفقة للسلعة ، ممحقة للبركة ) فقد أخبرنا أيضاً عن عدم الكذب في البيع (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما) [صحيح] صحيح البخاري-.. .اللهم إنا نسألك البركة في الرزق والعمر والولد والمال.. امين يارب العالمين.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 31

: - عدد زوار اليوم

7398547

: - عدد الزوار الكلي
[ 65 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan