::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

من فقه الصيام ( أحكام و حكم )

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 

  
 
 

هناك أمور مهمة تتعلق بالصيام، وأهمها الفقه بأحكام هذا الركن من أركان الدين، فقد ورد عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين". متفق عليه.

وضروريٌّ لكل مسلم أن يتفقّه بأحكام الإسلام وأركانِه عموماً، ونحن الآن نعيش أيام رمضان، وفريضة الصيام ركن أساسي من أركان الدين، وهناك أسئلة ملحّة، وحوادث تطرأ مع الإنسان أثناء صيامه، فيضطر للسؤال عن حكمها الشرعي، وهناك قضايا شاع السؤال عنها بشكل كبير، لذلك أردت أن أخصّص هذه الكلمة لبعض الأحكام المتعلقة بالصيام، وخاصة الأمور المستجدة. كلنا يعلم أن الصيام هو الإمساك عن المفطرات (شهوتي البطن والفرج)، وأن ما دخل إلى الجوف عن طريق أحد السبيلين (الفم والفرج) يسبّب إفطار الصائم، وغير ذلك هناك أحكام كثيرة يستشكل عندها كثير من الناس، لذلك سنعرض لأبرز هذه المسائل، وخاصة المسائل المستجدة والطارئة التي يحتاجها كل الناس.

^ أحكام فقهية متعلقة الصيام:
أ- حكم بلع الريق أو البلغم للصائم:
لا شك أن الإنسان لا يستطيع أن يتخلص من الريق بشكل دائم، لذلك هناك مشقّة في التحرّز من هذا الريق، وليس هناك خلاف بين أهل العلم أن الريق يجوز أن يُبتَلَع، لكن قال بعض الفقهاء بكراهة تجميع الريق في الفم وبلعه، أما اللعاب العادي الذي يجري في فم الإنسان، وتحت لسانه فلا بأس بابتلاعه، وهو ليس من مفسدات الصوم.
هناك مسألة تلحق بقضية الريق وهي البلغم، والبلغم كثيراً ما يحصل مع الإنسان أثناء الصيام، وللعلماء فيه قولان:
1- القول الأول للإمام أبي حنيفة:
الإمام أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - لا يرى بأساً في ابتلاع البلغم، سواء خرج إلى الفم، أو نزل من الدماغ على الفور، لا خلاف في جواز بلعه.
2- القول الثاني للإمام الشافعي:
الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يقول: إذا خرج البلغم إلى ظاهر الفم، ثم أعاد الصائم ابتلاعه أفطر، والأولى مَجُّه والتخلص منه خروجاً من الخلاف، أما إذا نزل البلغم من الرأس إلى الجوف على الفور، ولم يظهر في الفم، ويتحرك تحت اللسان، فلا بأس إذا ابتُلع.
        ب- حكم استخدام السواك ومعجون الأسنان في نهار رمضان:
1- القول الأول:
يجوز للصائم أن يستعمل السواك في نهار رمضان؛ لأن السواك في الأصل سنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب". صحيح ابن حبان. فللسواك فوائد عظيمة، وهو من سنة النبي عليه الصلاة والسلام. وقال فيه أيضاً: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة". صحيح البخاري. فمحبّب أن يستخدمه المسلم عند كل صلاة، أو مع الوضوء؛ حتى ينظف له أسنانه. له فوائد عظيمة؛ منها تقوية اللثة، ومنها قطع الرائحة الكريهة من الفم، ومنها تنظيف الأسنان وبياضها، وفوائد كثيرة ذُكرت في دراسات مستقلة على السواك، وأجريت عليه دراسات في المختبرات العلمية، فثبتت فوائده التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
2- القول الثاني:
بعض الفقهاء قالوا: يُكره استخدام السواك بعد الزوال، أي يُستخدم من الصباح إلى صلاة الظهر فقط، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما ذكر الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة سبحانه وتعالى، والذي يقول فيه: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به". صحيح مسلم. ذكر في نهاية الحديث قوله: "ولَخُلوفُ فيه[1] أطيب عند الله من ريح المسك". صحيح مسلم. طبعاً هذه ليست دعوة إلى أن نحبّذ رائحة الفم الكريهة، لكن شيء طبيعي أن تتغير رائحة فم الصائم؛ لانقطاعه عن الطعام، والشراب، وأنواع المنكهات خلال النهار، لذلك شجّع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصيام، وحبّذ رائحة فم الصائم؛ لأنه في عبادة، لذلك لا تسنّ له إزالة رائحة فمه عن طريق السواك، أو معجون الأسنان؛ لأن خُلوف الفم أطيب عند الله من ريح المسك.
وبالنسبة لمعجون الأسنان، فإذا استخدمه الصائم بعد السحور، بعد أن تسحر وصلى الفجر، ثم ذكر أوراده ونام، ثم استيقظ إلى عمله، وأراد أن يستخدم معجون الأسنان، فإن ذلك جائز شريط أن يحترز من بلع شيء منه، فعليه بعد الانتهاء أن ينظف فمه بشكل كامل، ويزيل آثار نكهة المعجون من فمه.
جـ- حكم استخدام الطِّيْب في نهار رمضان:
يجوز للصائم استعمال الطيب، والبخور، والعطورات، لكن بشرط ألا يستنشق البخور، أو أن تدخل رائحته إلى جوفه، فالبخور يتصاعد منه الدخان، وهذا الدخان اعتاد الناس أن يدخل إلى جوفهم شيء من هذا البخور، لذلك ما يدخل إلى الجوف، أو آثار الدخان المتصاعد يفطّر الصائم، ومن هنا نقول: أحياناً يفطر الصائم بسبب غيره، كأن يستنشق دخان إنسان آخر يدخن في نهار رمضان، وكثير من الفقهاء قالوا بأن استنشاق الدخان يفطّر الصائم، وقد قال الفقهاء: ألا يجد أثره على لسانه.
لذلك الواجب أن يتحرز الإنسان عن كل ما يدخل إلى جوفه، إلا الأشياء التي لا تعد من المغذيات، كمن يدخل إلى جوفه ذبابة مثلاً، أو الغبار، فصومه صحيح؛ لأنه دخل رغماً عنه.
ء- حكم استخدام بخّاخ الربو أو الأنف في نهار رمضان:
بعض مرضى الربو يستخدمون البخاخ بشكل دائم، حيث تكون حالتهم شديدة، ويستخدمونه في النهار عدة مرات، ولا يستطيعون التخلي عنه. والبعض حالته أقل شدة، فيمكن له أن يستخدم البخاخ بعد السحور، وعند الإفطار، والمعروف أن بخاخ الربو عبارة عن رذاذ يضعه الإنسان في فمه فوق لسانه عن طريق الضغط والبخّ. وهناك ثلاثة أقوال في بخاخ الربو:
1- القول الأول:
ذهب بعض العلماء إلى أن بخاخ الربو والأنف ليس من المفطرات؛ لأن البخاخ يتبخر ولا يصل إلى المعدة التي هي مركز الغذاء، إنما أقصى ما يصل إليه هو القصبات الهوائية، فاستخدام بخاخ الربو في حالة اضطرارية ليس مفطراً، وقد قاس العلماء ذلك على المضمضة والاستنشاق.
2- القول الثاني:
هو من المفطرات لأن له الجِرْم، أي إذا وضعه على لسانه شعر به.
3- القول الثالث:
من اضطر إلى استخدام بخاخ الربو هو مريض، والمريض جاز له أن يفطر، فيخرج فدية عن كل يوم بمقدار 100 ليرة سورية تقريباً، وهو الحد الأدنى، ومن زاد فإن الله - تعالى - يثمّر له هذا المال، ويبارك له فيه، ويجعله في حسناته.
إذاً أصبح لدينا ثلاثة أقوال في مسألة بخاخ الربة، وكل إنسان مفتي نفسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استفتِ نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك". مسند أحمد. فمهما حصلت على فتاوى من العلماء والمتخصصين فأنت في هذه الحالة أقدر على معرفة حاجتك واضطرارك، فكن أمام هذه الأقوال حكيم نفسك، وكن من يفتي لنفسه مع تقوى الله سبحانه وتعالى، والتي هي ثمرة الصيام. قال تعالى:[]لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[] سورة البقرة (183). فالصيام يؤدي إلى حصول التقوى عند المؤمنين.
هـ- حكم استخدام جهاز تنظير المعدة في نهار رمضان:
1- القول الأول لجمهور العلماء:
للعلماء في هذه المسألة آراء متعددة، فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن من أدخل شيئاً إلى جوفه أفطر، ولو كان غير مغذٍّ، وذلك لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إنما الفطر مما دخل وليس مما خرج". سنن البيهقي الكبرى.
2- القول الثاني للمالكية:
إن ما دخل إلى المعدة لا يفطر إلا إذا كان طعاماً أو شراباً، كالذباب أو الحصى على سبيل المثال.
3- القول الثالث للإمام أبي حنيفة:
إن المنظار الذي يدخل إلى جوف المعدة لا يفطّر إلا إذا وضعت معه مادة دهنية مغذية تسهل دخوله، فهنا يفطر الصائم لا بدخول المنظار، إنما بوضع تلك المادة عليه. فقد اشترط الإمام أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - أن يستقر الشيء الداخل إلى الجوف، وألا يبقى منه شيء في الخارج، فالمنظار له طرفان؛ طرف يدخل إلى جوف المعدة، وطرف يبقى خارجها، لذلك مجرد الإدخال لا يفطر إلا إذا كان على الإفطار مادة دهنية.
إن كل من يسأل عن هذه المسائل هو حريص على صحة صيامه، وأقول للإخوة الصائمين الذين يضطرون إلى مثل هذه الأمور: حتى لو بقيت صائماً فصمْ يوماً احتياطاً، فسواء من استخدم بخاخ الربو، أو من استخدم المنظار، أو غير ذلك، وظل صائماً بقية النهار نقول له: صم يوماً في الشتاء بدل هذا اليوم، أيام الشتاء قصيرة، وليس فيها حر شديد أو عطش كما الأيام التي نعيشها الآن، نسأل الله - تعالى - أن يجزي الصائمين كل خير، وأنم يعطيهم من الأجر والثواب الكبير ما خصصه بقوله: "فإنه لي، وأنا أجزي به". صحيح مسلم.
و- حكم استخدام قطرة العين في نهار رمضان:
قطرة العين لا منفذ لها إلى الجوف، ولو وجد الصائم طعم القطرة في حلقه، أو كما قال فقهاء الحنفية: ولو وجد الصائم طعم الكحل في عينه. فالاكتحال واستخدام قطرة العين لا يفطران قولاً واحداً.
ز- حكم استخدام قطرة الأنف في نهار رمضان:
1- القول الأول:
قطرة الأنف تفطر الصائم، فهو يجد لها طعماً في حلقه، وإذا وصلت إلى المعدة تفطر الصائم للحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "بالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائماً". سنن أبي داود. لأن كثيراً من العلماء قالوا: الأنف له منفذ إلى الجوف بخلاف العين التي لا منفذ لها إلى الجوف. فاستخدام قطرة الأنف في نهار رمضان يعد من المفطرات.
2- القول الثاني:
بعض المعاصرين من الفقهاء المعتمدين على بعض الدراسات المستجدة قالوا: قطرة الأنف لا تعد من المفطرات؛ لأنها ليست أكلاً، ولا شرباً، ولا بمعناهما، ولأن ما وصل منها إلى الجوف قليل جداً، كالآثار التي تصل عن طريق المضمضة.
هذه وجهة نظر، لكننا نأخذ بها عند الضرورة الماسّة، فإن كان هناك رجل كبير جداً في السن، ولا يستطيع الصيام حتى نقول له: اقضِ يوماً بدل هذا اليوم، واستخدم قطرة الأنف عند الضرورة الماسة نقول له: خذ بقول من رخّص في هذه المسألة. أما الشاب القوي، الذي يتمتع بالحيوية نقول له: لا تستخدمها أبداً في أثناء الصيام؛ لأن فيها خلافاً بين العلماء.
ح- حكم استخدام قطرة الأذن في نهار رمضان:
بعض العلماء قال: إن للأذن منفذاً إلى الجوف. لكن نحن برأي جمهور الفقهاء: إن لم يوجد خَرْق (ثقب) في طبلة الأذن، ولم يصل شيء إلى الحلق فالصيام صحيح. أما من استخدم قطرة الأذن، ووجد في حلقه طعماً لها فقد أفطر، وعليه القضاء. هذا بخلاف غسول الأذن، فغسول الأذن في نهار رمضان يستخدم فيه الماء، وعملية الغسل تحتاج إلى الضغط، وغالباً ما يصل هذا الماء إلى الجوف نتيجة الضغط الشديد، فالأولى الاحتراز عن غسل الأذن في النهار خشية أن يدخل شيء من الماء إلى الجوف.
ط- حكم استخدام غاز الأوكسيجن الذي يساعد المريض على التنفس:
غاز الأوكسيجن لا يفطر الصائم؛ لأنه ليس أكلاً، ولا شرباً، ولا في معناهما، فهو ليس مغذياً، ولا يجد له الصائم له طعماً، لا في فمه، ولا في حلقه، وذلك بخلاف بخاخ الربو الذي يشعر مستخدمه بطعمه؛ لأن هناك رذاذاً دخل إلى جوفه.
ي- حكم استخدام الحقنة الجلدية أو العضلية أو الوريدية في نهار رمضان:
استخدامها جائز أثناء الصيام، وهي ليست من المفطرات قولاً واحداً؛ لأنها ليبست أكلاً، ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل، إلا في حالة واحدة: إذا كانت الحقنة التي تعطى عن طريق الوريد مغذّية، كالسيروم مثلاً؛ حيث يوضع فيها فيتامينات، وهي تكون بديلاً عن الغذاء أحياناً، ويستطيع المريض أن يعيش على السيروم أسابيع. فهذا النوع من الحقن الوريدية التي يوضع فيها مواد مغذية كالسيروم، والفيتامينات، وغير ذلك تعد من المفطرات. أما الحقن التي تعطى تحت الجلد، أو العضل، أو الوريد فهي ليست من المفطرات إن شاء الله تعالى. وقد أخذ مجمع الفقه الإسلامي بهذا القول وأقرّه.
أما ما يتعلق بالدواء الذي يستخدم ظاهر الجلد، كالمراهم، واللصاقات العلاجية التي توضع على الظهر، أو على الصدر، أو على الرأس... فهي ليست من المفطرات قولاً واحداً؛ لأنه ليس فيها دخول إلى الجوف أبداً.
ك- حكم استخدام الحقنة الشرجية في نهار رمضان:
1- القول الأول:
جمهور الفقهاء على أنها تفطر الصائم؛ لأنها تصل إلى الجوف، وتعين الصائم، وتعطيه شيئاً من النشاط والطاقة.
2- القول الثاني:
بعض المتأخرين من العلماء قالوا: لا تفطر؛ لأنه يراد بها أن تستفرغ ما في البدن، لا أن تستقر فيه. ومن قال هذا الكلام نظر إلى حالة الاضطرار، حيث سمحوا بها للصائم الذي يضطر لاستخدامه، أما إن استخدمت لحالة كمالية، فهي من المفطرات قولاً واحداًَ.
أقول: حينما يضطر الصائم لاستخدام العلاج أصبح مريضاً، والمريض جاز له الإفطار، وعليه أن يخرج الفدية، ولا كفارة عليه إن شاء الله تعالى.
ل- حكم أخذ التحاميل الشرجية في نهار رمضان:
للفقهاء في هذه المسألة رأيان:
1- القول الأول:
        كل ما دخل عن طريق السبيلين مفطر حتى لو كان دواء.
2- القول الثاني:
مجمع الفقه الإسلامي الدولي أقر أن التحاميل ليست من المفطرات؛ لأنها تحتوي على مادة دوائية، وليس فيها مواد سائلة، وليست أكلاً، ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل أو الشرب، أي هي ليست مغذية، فمن اضطر إلى استخدام التحاميل الشرجية لا يفطر بقرار مجمع الفقه الإسلامي، وهذا ما قاله سابقاً المالكية، وقد سمَّوا التحاميل بـ "اللَّبوس"، فاللبوس عندهم ليس من المفطرات؛ لأنه مادة دوائية علاجية، وليس مادة مغذية
م- حكم غسيل الكلى في نهار رمضان:
غسيل الكلى مفطر؛ لأنه يزوّد الجسم بالدم النقي، كما أنه يزود المريض بمواد مغذية، وهنا يجتمع مفطران في آن واحد؛ المواد المغذية، وتغذية الجسم بالدم. فالمريض الذي يحتاج إلى غسيل كلية هو في حالة شديدة وخطرة، وهو بحاجة في صيامه لاستشارة الطبيب، وأن يكون على تواصل مع الأطباء والفقهاء.
ن- هل يجوز للمرأة الصائمة أن تذوق الطعام؟
من النساء من يغضب زوجها بسرعة إن كان الطعام مالحاً أو غير ناضج، وهذه الزوحة تخاف من زوجها، فإذا أخذت برأس لسانها شيئاً من هذا الطعام، فذاقته، ثم مجّته، ولم تبقِ له أثراً في فمها فهذا جائز ولا يعد من المفطرات.
س- هل يجوز للطالب الذي يحضّر للامتحان الإفطار في نهار رمضان؟
بعض الطلاب ممن عندهم امتحانات يلجأ إلى فتوى تبيح له الإفطار، وأنا أستغرب من أين يأتي الطلاب بمثل هذه الفتاوى! فلا يجوز للطالب الذي عنده امتحانات في شهر رمضان الإفطار من أجل الامتحانات؛ لأن هذا الأمر ليس من الأعذار الشرعية المبيحة للفطر أبداً، فليتّقِ الله من يصدّر هذه الفتاوى.
نحن حينما نبحث عن رخصة لمريض، أو لامرأة حامل، أو مرضع، أو غير ذلك فهذه ضرورة، والضرورة تقدَّر بقدرها.
^بأي الفتاوى نأخذ عندما تتعدد الأقوال؟
ربما يقول البعض: بأي الأقوال نأخذ؟ أنأخذ بالقول الذي يحكم بالإفطار؟ أم بالقول المخالف؟ والجواب: الإنسان يأخذ بما يراه أصلح وأنفع لدينه، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقضي الصيام، فهو يستخدم الدواء مع صيامه لعدم قدرته على صوم يوم ثانٍ؛ لمرض، أو علة، أو ضعف، أو شيخوخة، فهذه الفتاوى نعطيها لأصحاب هذه الأعذار. أما الشباب، أصحاب الهمة، والفتوّة، والحيوية، فلا يحق لهم أن نبحث لهم عن فتاوى تثبت صحة صيامهم إن وقعوا في هذه الأشياء، بل عليهم أن يأخذوا بأقوال الفقهاء الذين يقولون بضرورة إعادة صيام ذلك اليوم الذي ابتلي فيه بأحد هذه الأمور من باب الاحتياط، وخروجاً من الخلاف بين الفقهاء.
^دعاء:
أسأل الله - تعالى - أن يفرّج عنا وعنكم أجمعين، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعفُ عنا، وتقبل منا أعمالنا برحمتك يا أرجم الراحمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
  


[1] خلوف فيه: أي رائحة فمه.
 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 12202

 تاريخ النشر: 20/07/2013

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1042

: - عدد زوار اليوم

7777709

: - عدد الزوار الكلي
[ 40 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan