قضايا فكرية في السيرة النبوية (3)
بقلم : أبو الحسن عباس
قضية الإيجابية
(3)
( حلف الفضول – حرب الفجار – وضع الحجر الأسود – رعي الغنم – التجارة ) وكل تلك الفعاليات التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه و سلم قبل بعثته، وإنها لدالة على إيجابية لا تتوقف من شخصه الكريم , وفي الوقت نفسه فإن عدم مشاركة النبي صلى الله عليه و سلم لقومه في باطل أو شرك هو عين الإيجابية أيضاً ؛ لأنه بهذا لا يتبع إلا ما يؤمن فكره المستقيم وفطرته النقية، فيجب أن يعلم الجميع أن المسلم لا يسكن إلا استعداداً لحركة ! , ولا يفرغ إلا تأهباً لانشغال ؛ فهو لا يفتأ يعمل ويشارك ويضع يده مع مجتمعه على جميع الأصعدة .
يقول الله عز وجل في سورة الشرح : " فإذا فرغتَ فانصب وإلى ربك فارغب " . والمسلم يعرف أن :
1- الفرد المسلم يشارك فيما يحسنه بلا فوضى في الإسلام بل هي منهجية وتخصصية بل وكفاءات ومؤهلات، فالمتخصص والكُفؤ أولاً، ولا مجال للمحسوبيات أو الوساطات .
2- إن كان مجتمعنا المسلم بقوته الحضارية – يوماً ما – كان يحتمل بعض البطالين فإن المجتمع الآن بطبيعته الرخوة الحالية لا يحتمل إلا الناشطين والعاملين و الفاعلين.
3- لابد أن يحيا النشءُ على الإيجابية من عمرِ الزهور حتى لا يقطفونَ ظلماً وعدواناً حين الظهور .
4- السلبية الآن من الذنوب الكبار؛ لأنها تحرم الأكفاء من مزاولة مهامهم وتحجب المتخصصين من الاضطلاع بواجباتهم .
5- فرق بين الإيجابية والطيش؛ فالأولى قد تعني التوقف في بعض المواقف، أما الطيش فلا يعني إلا الاندفاع في الفارغ والملآن .
ونسأل الله أن يجعلنا من المسلمين العاملين المخلصين الذين أينما وقعوا نفعوا باسم ربهم .
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
9247 |
|
|
تاريخ
النشر: 11/12/2013 |
|
|
|
|
|
|