::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

الموضات الثقافية

بقلم : د. محمد الفقيه  

 

كان يتحدث بأسًى عميق، وهمٍّ دفين، وتحسِّر بالغ عن سنيّ عمره التي ذهبت هباء وضاعت سدًى، يقول: ((كانت لي قراءاتي وتوجهي ومشروعاتي الفكرية ونمطي الخاص في تعاطي الشأن الثقافي، حتى حلّ علينا في الثمانينيّات الميلادية حدث ثقافي أحدث تأثيراًً في توجيهات عدد من المثقفين، وهو ما يُسمّى بـ (الحداثة)، وكان الطرح جديداً، والمصطلحات غريبة، واللغة مختلفة، كما أخذ يلمع في سماء الثقافة نجوم لم يُعهدوا من قبل، أصبحوا هم روّاد الحداثة، ومنظريها، وحاملي لوائها، واحتلوا مكانة أصبحت مطمحاً لكثير من المثقفين الشباب، وأصبحت كتبهم وآراؤهم ومقالاتهم مثار جدل وأخذ ورد وتسليم ونقد؛ مما زاد في نجوميتهم وحوّلهم - في نظر البعض - إلى رموز، فأوقفت ما لديّ من قراءات ومشروعات إلى أجل غير مسمى، وأخذت أتتبع كتب القوم، وأسعى لاقتنائها مهما كلفني الثمن، كما أصبحت مجلاتهم وصحفهم ومقالاتهم زادي اليومي، وأخذت أتفاعل مع هذه القضية، وأتابع المعارك الدائرة  حولها، وكنت أنظر بإعجاب وانبهار لرموزها، وما زلت في سكرتي حتى انتهت موضة الحداثة، وانطفأت هي ورموزها فأصبحوا كأن لم يكونوا، ومن كانوا ملء السمع والبصر خبا ذكرهم وأصبحوا تاريخاً، بل تحوّل بعضهم عن الفكرة كلياً، وأخذ يبحث عن فكرة أكثر حضوراً، وأقوى جذباً، خاصة ممن لديهم القدرة على التحوّل والتلوّن.

وبعد وقفة قاسية مع النفس ومراجعة لما حققت خلال هذه الفترة التي ليست بالقصيرة، وماذا أضافت لي من علم ومعرفة، تبيّن لي حقيقة كنت أهرب منها مراراً أو أوهم نفسي بعكسها، وهي أني أضعت سنوات عديدة من عمري في وهم، وفي تتبع سراب، ولم أخرج بشيء يُذكر من كل هذا الركام الهائل الذي ملأ الدنيا، وشغل الناس خلال عقد من الزمان، سوى أرتال من الكتب ملأت رفوف مكتبتي، ولا أعرف كيف أتخلص منها، وإن كانت هناك فائدة فهي لمن يؤرخ للحراك الثقافي في تلك الفترة.))

هكذا تأتي الموضات الثقافية واحدة تلو الأخرى, كلما جاءت واحدة ظن متعاطي الثقافة أن الفكر والثقافة يقفان عندها، وما قبلها قد انتهى أمره، وما بعدها فهو امتداد لها، فهي نهاية الأفكار؛ فينغمسون فيها واهبين لها زهرة أعمارهم التي تضيع هباء، وتذهب بدداً لا يستفيدون منها شيئاً يُذكر، ثم تحدث موضة أخرى بعد ما يختفي بريق الموضة الأولى، فينصرفون إليها بكليتهم وكأنهم لم يضيعوا من أعمارهم شيئاً، ولم يستفيدوا من التجربة السابقة.

وقد وقع المثقفون فيما انتقدوا به عموم الناس، وخاصة النساء من الهوس بتتبع الموضات سواء في اللباس أو أدوات الزينة أو غيرها، وكيف أن هذه الموضات تسيطر على العقول، وتعمي الأبصار، وتدفع الناس لاقتنائها تحت التأثير القوي للدعاية والتسويق الذي تحظى به؛ فتقتني بدون أدنى تمييز بين جيدها ورديئها، أو حتى مجرد التفكير في ذلك، بل ربما اعتبر الكلام في ذلك عيباً في الأذواق!!

وكان حال بعض المثقفين لا يقل سوءاً عنهم؛ فقد أخذوا في التنافس في تتبع الموضات الثقافية، ومن طبيعة الموضة الثقافية أنها تكسب بريقاً خاصاً مع وفور دعاية واسعة لها، والعجيب أنها تؤثر بحدة في عقول من يظنون عدم قابليتهم للتأثر – هكذا زعموا – وأن مقاييس البشر الذين لا يستخدمون عقولهم إلاّ نادراً، لا تشملهم، أما عقولهم هم فهي في أقصى درجات توظيفها، كما أنها في طبيعتها وتركيبتها تختلف عن عقول عوامّ الناس.

ولكنهم في حقيقة الأمر لا يختلفون عنهم من حيث القابلية للتأثر، بدليل ما نشاهده من شيوع أنماط ثقافية معينة، وتبني شريحة واسعة من المثقفين لها، ثم تختفي هذه الأنماط برموزها وألقابها وصحفها، بل وأحياناً حتى كتبها، ويحل غيرها محلها، وهكذا.

ولكن ما السبب أو الأسباب في تتابع الموضات الثقافية؟

هناك عدة أسباب:

1. منها: أن التأثر والتأثير جِبِلّة بشرية، وقد قيل: الناس كأسراب القطا مولع بعضها بتقليد بعض؛ فبعض الناس يبهره ما يزين أمامه ويسعى للتقليد ومتابعة الأفكار ورموزها بدون أدنى تمييز.

2. ومنها: افتقاد المشروع الخاص، وهذه آفة تصيب بعض متعاطي الثقافة؛ إذ يكون لديه شغف بالعلم والمعرفة، فيقبل على الثقافة بكل أنواعها، ملتهماً ما هبّ ودبّ من مصادرها وهي بحر لا ساحل له، وهو يظن أنه بإلمامه بجزئيات متناثرة استجمع أمر الثقافة، وأحاط بالمعرفة من أطرافها، وهو في الحقيقة يطفو على السطح دون الغوص في أعماقها، وفي النهاية تجد مثقفاً بثقافة كثيرة الأشكال لا يميزها لون معين، وليس لها هدف محدد، وهذا عيب منهجي قد يُصاب به من لديه اهتمام بالثقافة، وقد يتحوّل مع الوقت إلى داء لا يستطيع له شفاء, فتراه يخبط في الثقافة خبط عشواء، يقرأ ما يصل إلى يده، ويناقش ما يطرح أمامه من أفكار حتى لو كان اطلاعه لها محدوداً أو معدوماً.

ومثل هذا تغريه الأفكار المطروحة للسجال، وتحدث الدعايات التي يبثها أصحاب الأفكار المنتشرة أثراً بالغاً، حتى يظن أنها نهايات الأفكار، وما عداها فهو عتيق أو لا قيمة له، وربما بالغ في استخفافه بكل مهتم بغير هذه الفكرة، واصماً إياه بالجهل أو التخلف، أو عدم مواكبة الواقع، فيتوهّم أن في هذه الأفكار بغيته، خاصة وهو يتخبط في بيداء المعرفة، لا يعرف له قراراً، فيوليها عنايته، وتستحوذ على اهتمامه، فلا ينظر لغيرها، وقد تبقى الموجة الثقافية سنوات حتى تنقشع غيمتها، ويذبل توهّجها، فإذا هو قد أهدر أثمن أوقاته، وأضاع شطراً هاماً من حياته، هذا إن اكتشف هذه المشكلة أساساً، بل ربما انصرف إلى موجة أخرى جديدة بدأت في البزوغ، وأغفل الأولى، وكأن ما أضاع من عمر وجهد لا قيمة له.

3. ومنها: أن البعض تغلب عليه النفعية، بحيث ينظر لجميع الأمور - ومن بينها الثقافة والفكر- من زاوية مصلحية آنية فقط، بغض النظر عن حقيقتها ومآلها؛ فيرى في تتبع الموضات الفكرية تحقيقاً لطموحاته، فيجتهد حينئذ في الامتلاء من كل  موجة جديدة، والظهور بمظهر المتبني لها والمدافع عنها، فإن استطاع أن يكون في الصف الأول، ويعلن أنه صاحب الفكرة والجالب لها ومُنظِّرها الأول، فيقطف الثمرة، ويبقى الآخرون مجرد وقود للفكرة؛ إذ يوهمهم أنه هو والفكرة وجهان لعملة واحدة، لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر، فإن حالت حوائل دون ذلك، وسبق من سبق رضي بأي موقع يحقق له أي قدر من المنفعة، حتى إذا أدبر الزمان عن تلك الموجة، ولم تعد تحقق نفعاً يُذكر، انفضّ مع من معه من النفعيين عنها، وتحوّلوا إلى وجبة أكثر دسامة، إلى ما يحقق لهم أكبر قدر من المنفعة، حتى لو أدى ذلك أن يتحولوا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والعكس كذلك، لا يرى أحدهم عيباً أن ينقد – وبشدة – ما كان يدعو إليه بالأمس، ويعلن براءته منه إذا اقتضى ذلك الأمر.

4. ومنها: عدم استقراء التاريخ عموماً، وتاريخ الأفكار خاصة؛ فانعدام الاستقراء قد يوهم أن الأفكار المطروحة هي نهاية الأفكار، وبالتالي عدم استيعابها يجعل صاحبها خارج دائرة الثقافة، بينما المستقري لتاريخ الأفكار يعلم أن بعض الأفكار قد يكون لها وهجاً في بعض الأزمان وخفوتاً في أزمان أخرى، وأن هنالك عوامل عديدة تساهم في رفع الفكرة أو خفضها، وقد تكون الفكرة المستعرة المتوهجة اليوم منطفئة مظلمة غداً، والمستقري للتاريخ المعاصر القريب جداً يعلم كم من أفكار توهّجت وعلت حتى ظن أتباعها أنها نهايات الأفكار، ثم أصابها الذبول وانطفأت وأصبحت تاريخاً.

ومن النماذج التي لا تخفى "الشيوعية".

من كان يصدق أو يقبل مجرد النقاش أيام انتشار الشيوعية وبريقها الكاذب أنه سيأتي يوم تنتهي فيه؟! بل كان لدى أصحابها يقيناً قاطعاً على أنها ستقضي على كافة العقائد والأفكار، وستنفرد بالسيادة الفكرية على الأرض، وأين هي الآن؟!! إنها أثر بعد عين، لقد حصل لها انهيار على كافة المستويات، سواء السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو غيرها، بل حتى على المستوى الفكري الذي مازال البعض يغالط أو يتوهم أنه مازال  قائماً، ووجود البقايا لا يلزم منه البقاء، وهذا طبيعي في كل فكرة أن يكون لها بقايا، وهذه سنة ماضية مَن عجز عن استيعابها عاش في أوهامه.

5. كما أن فقدان الهوية وعدم وضوحها والتباس أمرها سبب جوهري في تتبع الموضات الثقافية؛ فالثقافة ليست محايدة، وتحمل في طيّاتها هويات المنتجين لها أو المتعاملين معها؛ فإذا لم يكن لدى متعاطي الثقافة هويته الواضحة التي ينطلق من خلالها، ويرصد الأمور من واقعها، ويحاكم الأفكار إلى موازينها تراه في ترحال مستمر، متتبعاً الموضات السائدة، متنقلاً من فكرة إلى أخرى؛ فليس لديه قاعدة ينطلق منها، كما أنه لا إشكال عنده في تعدُّد الانتماءات وتنوُّعاتها بل وتضادّها.

وهذا ما جعل التيارات الفكرية تسرح وتمرح بين شباب المسلمين خلال فترات الاستعمار، وما تلاها بسبب الممارسات التي قام بها الاستعمار، في محاولة لمحو الهويات أو إضعافها في أقل الأحوال.

6. ولعل من الأسباب كذلك انتشار ثقافة الجدل الحدية التي لا تعرف حلول الوسط أو المناطق المشتركة؛ فإما أن تكون الفكرة حقاً لا باطل فيه أو باطلاً لاحق فيه، وقد يُحكم ببطلان الفكرة بوجود خطأ  قد يكون يسيراً، وليس له ذلك التأثير على جوهر الفكرة يقع عليه المجادل الآخر، ويلزم خصمه به، فلا يستطيع له ردّاً أو تأويلاً، فيعود ذلك بأثر سيئ على الفكرة التي يحملها؛ إذ يتسرب إليه الشك شيئاً فشيئاً حتى يتخلى عنها نهائياً، ويتحول إلى غيرها، ولذلك قال بعض السلف: "من جادل في دينه أكثر التنقل".

فالبعض يتبنى الفكرة بعقلية جدلية؛ فيحاول أن يحكم منافذها ومثارات الإشكال فيها، بينما خصمه في المقابل لا يتعلم من فكرته إلاّ مثارات الإشكال فيها، ومواطن النفاذ إليها، فمن استطاع أن ينفذ إلى فكرة خصمه، ويثبت خللاً أو تناقضاً - ولو في جزئية يسيرة- كان لهذا تأثير يعود عليه في فكرته كلياً، مع أنه لا يلزم من تغلب الخصم بطلان الفكرة أو تناقضها، بل قد تكون صواباً وتُبتلى بخصم لدود يمتلك قدرة على التلاعب بالألفاظ وانتقاء ما يلحق الهزيمة بالخصم، وتحميل كلامه ما لا يحتمل، وإحكام الحصار حوله، حتى يلزمه بوجود خلل أو تناقض في الفكرة، مع أنه قد لا يوجد، فصاحب العقلية الجدلية كثيراً ما يتأثر بالنقاشات، وقد يتوهم أنه يمتلك قدرة على التأثير، ولكنه بقدر ما يظن أنه يؤثر فهو يتأثر.

7. ومن الأسباب: كثرة الاعتداد بالنفس ورفع الثقة بها إلى أقصى درجاتها؛ فيظن أنه قادر على الإبداع في كل حقل، خاصة عندما يرى تفوّقه على بسطاء في مجالات مختلفة، وقد يكون تغلبه بالجدال والتلاعب بالألفاظ، فيظن في نفسه القدرة على التفوّق على الكبار كل في مجاله، لذلك تجده دائم التنقل؛ فمرة تجده أديباً، وأخرى فيلسوفاً، وثالثة محللاً سياسياً، وبعدها خبيراً إدارياً أو إعلامياً، وربما أضاف إليها فأصبح فقيهاً، وهكذا تتقلب به الأوهام حتى يضيع عمره سدًى، مع أنه لا يلزم أن يكون للإنسان رأي في كل قضية، وما أسهل على النفس واللسان من كلمة "لا أعلم" التي كثيراً ما كان يردّدها أئمة الإسلام، ولا يستعظم الناس رجلاً تكلم في كل شيء.

كما أن بعض الشخصيات قلقة مضطربة متقلبة، لا تثبت على مبدأ، ولا تستقر على رأي، فبينما يكون في غاية الانفعال والحماس لفكرة إذا هو ينكص على عقبيه ويرميها وراء ظهره، ويذم اليوم ما كان يمدحه بالأمس، ويتنقل من فكرة إلى أخرى.

وبعض النفسيات متمردة تحاول أن تعلن عن تمردها بالانتماء لأي فكرة مخالفة؛ حتى يظهر تمرّده ومخالفته دون تمييز: هل هذه الفكرة تحمل صواباً أم خطأً، وخاصة إذا كانت تحمل قدراً من الثورية والمصادمة، فتتناسب مع ثوريّته وتمرّده فيتبناها، حتى إذا تخلت عن ثوريّتها وتوتّرها، واتجهت للمصالحة مع الخصوم، هجرها؛ فالبعض لا يتبنى الفكرة لمجرد قناعته بها، بل لما تحمله من ثورية وتمرّد، وبمجرد تركها لذلك يتخلى عنها، ويبحث عن فكرة أكثر ثورية وعناداً.

وقد يكون لسيطرة جيل سابق وتسنّمه مواقع التأثير، فلا يبقي متنفساً للجيل اللاحق، لذلك ترى بعضهم يحاول اقتناص أي موجة ثقافية لإثبات ذاته من خلالها.

وهذا ليس حصراً للأسباب؛ فقد تكون هناك أسباب أخرى لتتبع الموضات الثقافية.

ولعل تحديد المشروع الشخصي هو أول الخطوات للخروج من سطوة الموضة الفكرية، علماً بأنه لا مانع من الاطلاع على الحراك الثقافي، وخاصة في المجتمع الذي يعيش المثقف بداخله، حتى لا يكون في عزلة عن واقعه، ولا مانع كذلك من المشاركة وطرح الآراء في الأفكار السائدة إذا كان منطلقاً من واقع تخصصه، وما يتوافق مع مشروعه، على ألاّ تستوعبه الفكرة، فتأخذه بعيداً عن مشروعه الخاص.

ومن أخطر ما في الموضات الثقافية أنه قد يتبناها الشاب في بواكير تكوينه المعرفي وتشكل عقليته وثقافته، فتعلق بذهنه، وتصبح جزءاً من شخصيته الثقافية لا يستطيع منها فكاكاً، وتنتهي الفكرة، وهو مازال متمسكاً بها، لا يرى في الدنيا غيرها.

كما أنها كثيراً ما تستنزف جهوداً وأقلاماً بين مؤيد ومعارض، ثم ينتهي كل هذا كأن لم يكن.

والموضات الثقافية غالباً ما تأتي بتأثير أحداث مغايرة، وكثيراً ما تحمل نفسية ما بعد الحدث، حيث يفسح الحدث لها طريقاً للظهور بعد تحطيم أو تحجيم ما يخالفها، ولذلك تعقب النكسات ثقافة تحمل نفسية استلابية منهارة مستسلمة، تسعى للتصالح مع الخصوم، والاستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل ذلك، كما أنه تعقب الانتصارات ثقافة تحمل روح الحماسة والتعالي، ورفض التصالح حتى فيما يستساغ فيه التصالح.

 

المصدر: موقع الإسلام اليوم

 


 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3371

 تاريخ النشر: 03/11/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 156

: - عدد زوار اليوم

7752378

: - عدد الزوار الكلي
[ 22 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan