وإذا كانت النّكتة المقصود بها التّرويح عن النّفس ولم يكن فيها كذب أو استهزاء، إذا كانت هذه لا بأس بها، فهل يسوّغ ذلك لنا تضييع الشّيء الكثير من أوقاتنا على تبادل هذه الطّرف؟
نلاحظ أنّه كلّما طرأ حدث ما في العالم تكتسح الميدانَ موجةٌ من الطّرف الّتي تُلهي النّاس وتنسيهم هذا الحدث. تُرى أهو أمرٌ عارض؟ أم مقصود ليشغل تفكيرنا عن ملابسات ذلك الحدث؟
لقد انتشرت الطّرف إلى حدّ غير معقول، فنجدها تنتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عن طريق التّبادل الشّخصيّ، أو بوساطة الشّابكة والتّبادل الإلكتروني، أو من خلال الطّباعة حيث نجد كتباً مخصّصة لذلك، حتّى الجوالات استُغِلّت لتلك الغاية.
أحد الأمور المزعجة في الرّسائل الإلكترونيّة أن تجد رسالة فيها مجموعة من الطّرف، ليس لأنّها ملهية فقط، بل أيضاً لأنّك أحياناً تضيع وقتك في قراءتها. فتحتُ بريدي مرّة لأجد من بين الرّسائل رسالة تحوي مجموعة من الطّرف، بدأت بقراءتها، وعندما أنهيتها صعقتني عبارة في آخر الرّسالة تقول بالحرف الواحد: "مفاجأة الموسم: شركة روتانا تقدم المطرب المتألق (إبليس) في شريطه الجديد (مش حخش النار لوحدي!)". لم يخطر في بالي سوى مقصد واحد، وهو أنّهم يعملون جاهدين لإضعاف هممنا بتلك العواصف القويّة من الطّرف المضحكة، وبذلك يحقّقون غايتهم في صدّنا عن النّهوض بأمّتنا والوقوف ضدّ أعدائها، ومن ثمّ إدخالنا جهنّم مع إبليس اللّعين عن طريق هذه النّكت (لا أعانهم الله). فهل نرضى برغباتهم ونحقّق مرادهم؟؟ أم نسيطر على أنفسنا ونعلي من هممنا بترك سفاسف الأمور والسّعي وراء معاليها لنبلغ رضى خالقنا؟

هنا أتوقّف لأسأل: ما رأيكم بظاهرة النّكتة؟ وما الهدف البعيد من انتشارها؟ أهي مجرّد تسلية وفكاهة للتّرويح عن النّفس؟ أم هي أمرٌ مُعَدٌّ له من أجلنا خصّيصاً لنبقى في خمول ولهو وضحك، ويسهو تفكيرنا عن النّهوض بديننا وأمّتنا وأنفسنا؟
أخي القارئ! هل للنّكتة إيجابيّات؟ هل تخلو من السّلبيّات؟ وهل هو أمر عاديّ أن تمضي - على سبيل المثال - ربع ساعة مع أصدقائك في تبادل الطّرف؟ إذا وصلتك على بريدك الإلكتروني مجموعة طرف فهل تمرّرها إلى غيرك وتلهيهم بها؟ ما هو رأيك بشكل عام بظاهرة النّكتة؟ هل شعرت يوماً ما أنّها ككثير من الأشياء الأخرى صُمِّمت لتكون سلاحاً ضدّنا؟
شاركونا الرّأي .. ونأمل أن نصل إلى نتيجة مثمرة
جزاكم الله خيرا