::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

أربعة عشر عاماً على وفاة العلامة (محمد الغزالي)

بقلم : علاء آل رشي  

(في ذكرى وفاة الحكيم العلامة محمد الغزالي 9-3-1996م)

أفكار تلثم الأنوار...

(تأملات في فقه محبة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه و سلم  بين استصحاب اللفظ واستذكار المعنى عند الشيخ محمد الغزالي )

مهداة إلى روح العلامة المرحوم عباس محمود العقاد

تبجحك بكثرة الأذكار مع فساد الأخلاق من رعونة نفسك و كذبك في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى .          حكمة صوفية.

العلم بالله يجيء من تتبُّع آياته في الأنفس والآفاق, ومن الصلاة له في المراصد والمعامل الحافلة بالتجارب والملاحظات.

محمد الغزالي [1]

 الحب حرقة وموقف، وليس إدعاء وتكلفاً.

 

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أي يا أيها الذين آمنوا ادعوا له بالرحمة، وأظهروا شرفه بكل ما تصل إليه قدرتكم، من حسن متابعته، والانقياد لأمره، في كل ما يأمر به، والصلاة والسلام عليه بألسنتكم.

روى البخاري بسنده عن كعب بن عجرة قال: «قيل يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفنا، فكيف الصلاة؟ قال: قولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».

روى عبد اللّه بن أبى طلحة عن أبيه «أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه، فقلنا إنا لنرى البشرى في وجهك، فقال: جاءني جبريل فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: أما يرضيك أن لا يصلى عليك أحد من أمتك إلا صلّيت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلّمت عليه عشراً»

((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)) [سورة الأحزاب:57]

المعنى الجملي: بعد أن أمر سبحانه باحترام نبيّه في بيته وفي الملإ - نهى عن إيذاء اللّه ، بمخالفة أوامره ، وارتكاب زواجره ، وإيذاء رسوله بإلصاق عيب أو نقص به.[2]

- 1 -

في هدوء العقل وأنين الروح وتثاؤب الضمير، جاء النور وأشرق الحق ووضعت الحكمة يدها على جبهة الإنسان الملتهبة وقالت:

سر واقتف ولا تلتفت إلى الوراء، أمامك الخلاص وغير هذا السبيل ظلام ونتائجه محزنة، تحرر من محبس المادة إلى فضاء المعرفة والروح، فمحمدك صلى الله عليه وآله وسلم  على شفتيه ابتسامة الأزهار وفي صوته أسرار الحياة.

"عليك باتقاء الله، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ للمستسقي من دلوك في إنائه، أو تكلم أخاك ووجهك منبسط. وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله. وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه منك فلا تعيره بشيء تعلمه عنه. دعه يكون وباله عليه، وأجره لك. ولا تسبن شيئاً[3]"

قبل الشروق المحمدي كان الجميل قد ثوى تحت أجنحة النوم، والمعابد مرتفعة نحو الجهل  فامتدادها غير سوي كأيدي المشعوذين السراق، زينتها الخرافة وسكنها الكبر والاستحواذ على الضعاف .

اقتتل الحب والبغض وأسرت ملائكة السعادة، واندحرت الحرية ودفنت الإبراهيمية السمحة ولم يبق منها إلا معالم يسيرة فالدين مقهور والوهم قائم مقامه حراً طليقاً، الكبار يمرحون والصغار يموتون والمرأة قيثارة لم يعزف الرجل على أوتارها بإجادة فكانت نشازاً له وكرهاً منه.

جلجل الحق فاختفت وحشة المكان وتحولت الصحراء إلى برية جميلة، فرّ الثعالب وهرب الكهنة الذين كانوا يرفعون العيون إلى السماء وقلوبهم مطمورة في قبور ووهاد الجهل.

الإنسان ذو الحس المرهَف تشقيه أزمات الضمير والفكر, وتجعل الحياة في عينه أضيق من سم الخياط, وما يعزِّيه متاع الدنيا كلها لو أتيح له, كذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم حتى فجأة الوحي[4].

لمت الهزيمة أذيالها وانسحبت، وطلع النور من وراء الأفق وانقلب الجو فالضمير صحا والسكينة سكنت النفوس فالعشب أخضر وغصن السلام وارف إذ العقل ناب عن العضل في الكلام، والجداول عاودت المسير، والعيون نشفت دموعها ابتهاجاً فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أوصد الأبواب في وجه الغفلة والحيرة.

هاهو الإنسان يحمل أُنس الخير والحب والجمال فأديم السماء تزين ووجه الأرض بـ (اقرأ).

ومحمد صلى الله عليه وآله و سلم يدعو للإنسان: "اللهم اشف قلبه، واشف سقمه[5]"

2 -

·       أنت، بكل تأكيد، حرّ في أن ترفض فمفتاح الباب (لا).

·       صالح ربك وعش هانئاً.

·       كن فأس خير، وقاوم خفافيش الظلام!

على جناحي الرحمة والحرية سافر  محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى كل البشرية وتربع على عروش القلوب وقناعات العقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) و(لا إكراه في الدين).

إن نبي الرحمة مرسل من رب رحمن رحيم غير ظلام لأحد وقد عبّد طريق الهداية بأشواق الفطرة فـ(كل مولود يولد على الفطرة)  المتأبية للشر.

 ألزم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  الإنسانية بالاختيار الحر المبني على الرفض فبداية الدخول:

 إثبات ((أشهد))  ونفي ورفض ((إلا إله)) وإقرار ((إلا الله)) ثم موافقة ((محمد رسول الله)).

من خلف القباب أتى الجواب وقال البواب أهلاً وسهلاً بنسمات الأحباب, من خلف القباب أتى الإذن ساطعاً, أقدم ترى الأمر واقعاً ليس ثمة منازع, هكذا إن كنت مني شاهداً بالخصوصية[6].      

الخصوصية: أن تشهد بأن الله تدل آياته عليه وأنك لست صغيراً فأنت من روح الله وفيك انطوى السر الأعظم...

لكن هذه الشهادة منوطة:

·     بحريتك فحريتك كرامتك (ولقد كرمنا بني آدم).

·    وأنت في (أحسن تقويم)  مزود  بعقل يرسم الهدف ويخطط له ويشرف على خطوات التنفيذ وإرادة تنقل ما رسمه العقل من حيز التصور إلى التحقيق...

وبذلك تشهد الخصوصية التي تثبت من خلالها الوحدانية وحدانية الله...

إنك لن تكون مؤمناً حقاً ما لم تكن حراً ترفض بإرادة مسئولة وتؤمن بوعي عميق (لا يزدهر دين في مجتمع مقهور منحط).

 الإيمان دخول فيما يقتضيه (من كرامة ومسؤولية وحرية وإرادة وتسامح و...)

 وخروج عما ينافيه (من هوان وصغار وضعف وبلادة)

آمن بربك بحب ورغبة هذا هو الطريق أولا فإن ضعفت إرادتك فعش الرهبة والخوف ((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)).

وما العز إلا لمن استعصم بربه فصالح ربك تحلو حياتك. هذه رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم  للبشرية.

اعبد الله اللطيف الرحيم باقتناع ومسؤولية واستمع إلى  محمدك صلى الله عليه وآله وسلم  وهو يحدثك عن الله سبحانه وتعالى فيتلو عليك ((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)).

إن ربك الذي تذكره الذكر الكثير وتسبحه بكرة وأصيلا - هو الذي يرحمك ويثنى عليك في الملإ من عباده، وتستغفر لك ملائكته.

لكن لم يصل الله على عباده؟!

يأتي الجواب: ((لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)).

إن رحمة الله  وهدايته ودعاء الملائكة لك - ليخرجك من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان.

((وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)).

إن الله هو الرحيم بك في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فإنه هداك إلى الحق الذي جهله غيرك، وبصرك الطريق الذي حاد عنه سواك من الدعاة إلى الكفر، وأما في الآخرة فإنه آمنك من الفزع الأكبر وأمر الملائكة أن يلقوك بالبشارة والفوز بالجنة والنجاة من النار، وهذا ما أشار إليه بقوله:

((تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)) أي تحييهم الملائكة بذلك إذا دخلوا الجنة، كما قال تعالى: ((وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ [7])) .

- 3 -

بين ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووفاته كانت معجزة رسالة الإسلام الإجابة الصحيحة والصحية لاحتياجات الإنسان الدائمة والمتجددة، كانت دعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم  صديقاً حميماً وربيعاً دافئاً للحياة وبيقين هذه الفكرة واجه صحابته  أرواح القنوط، ونازلوا أجنحة الظلام.

أنت أيها المعلم الكبير كنت أعظم نهر يتجدد كل يوم، ولكن ماذا عنا؟ وهل بقي نهرك الهدار يغسل عن جنوبنا وضر الهمود؟ وهل طوفانك الضافي لا زال يملأ الوادي بالحب والحياة؟ أم أننا ننظر إليك كما ميراث الأبناء من الأجداد يسلمونك للأحفاد محض مجد تسمية، ليس لها وثبة المكلوم في وجه الحياة. 

أيها الصادق كم من وقفـةٍ         قمت فيها ناسخاً حكم السماء

وشجاعاً كنت في تغييرهـا          يا لنــا أتبـاع شؤم جبناء!!

كفاحك أيها المعلم في وجه الجمود كان رسالة للحياة، جئت تمنح الإنسان الحرية في وجه الكهنوت، وجئت تصفع في وجه الفريسيين والكتبة والمرائين الذين يقطبون وجوههم ناطقين باسم الرب، يتزلفون إلى العامة بالتحريم وإلى السلطان بالتحليل.

غارك العالي كان مرقاة تأملك،كنت تشرق بأطياف فؤادك فتغمر فضاء مكة بالحب والوصال، لم يكن مشروعك قد وجد النور بعد، ولكن قلبك كان يرسم لهم ملامح الدرب الذي نسجه الوحي الأمين:

يا نزيل الغار كم بالغـــار من         حسـرة حرى وآمــال حزينة

سارع الله كمــــا تهوى بها          وأتـى حلمك فيها بالمدينـــة

غياثك أيها المعلم لا زال نداه ري العقل وفاكهة الروح، لن ننساك أيها المعلم وأنت ترسم رسالة الإشراق على هدي من ضياء العقل ونوره:

 أيها الصادق كم حـاربتها           في ضمير الدهر أشكال الخرافة

ذات يوم أنت رويت الورى          من لهذا الشعب يكفيه جفافـه

أين أوار زندك؟ كانت تلتهب فيه رسالة الحياة، فينبعث من دفقه في شرايينك طوفان الثورة فيهوي على هامة الأوهام، ويسلخ عن الأرض بؤس العجز والخور:

يا مجيد العزم هل تذكرها            تلكم الأوهام إذ كانت عماداً

فأسك الجبار أهوى فوقها            فاستحالت بعد أوهاماً رماداً

الآن أيها المعلم دعني أسألك السؤال الكبير، ما رسالتك في الحياة؟ أحقاً جئت كما يقولون تختم النبوة وتحجب أبواب السماء عن عباد الرحمن؟ لا أصدق أيها المعلم!! لدي إحساس بأنك أطلقت من بعدك نعمة الإشراق التي كانت تختص بها الأنبياء فمنحتها لكل قاصد يرتاد الوصال على جناح الولاية...

 مرتجى داود في مزمـوره           أمل عاش عليه الحنفــاء

وبه موسى دعا  في طوره          رب فاجعل كل شعبي أنبياء

كانوا يرتجون لشعوبهم نورها وإشراقها، ويفتحون أبواب السماء مجاديح، ليصلوهم بحقيقة ما يجري في الملأ الأعلى، ولكن لماذا إذن تضن علينا بوارق الإشراق؟

ما النبوات التي كانت لكم         غير أشواق وأذواق ونـور

أشرقت شوقاً على أسماعكم       فجرت أنغامها فوق السطور

إنها إذن رسالة مقدسة تلتمس عناء الإنسان ثم تشرق عليه من عل بنفحات الملأ الأعلى، فتصل شوق الأرض بلهيب السماء، فلماذا تنطوي تلك الفصول من الإشراق؟ وما قيمة جسد لا تسري فيه تجليات الروح، وما مجد أمة أغلقت مواهب السماء وارتكست إلى وجع الأرض؟ ثم لماذا تضن الرسالة بعدئذ ولا زال العالم يتخبط في حيرته؟ ومن الذي أعلن انتهاء عناء الإنسان في الأرض حتى تنصرف عنه عناية السماء؟

فلماذا ختمت أنوارها            رغم ما يشهده العالم هذا

ولماذا طويت أسرارها            ولمـاذا ولمـاذا ولمـاذا

كان يفترض أنه يعلم مكان هذه الأسئلة في ضمائر محبيه، تتصارع فيها نوازع الروح والقلب، ولكن لم يبلغ أن تجرأ لسان على التقاطه من صفحة الفؤاد!!

سكت ساعة، ثم قال لي بعدما استرسلت عيناه في الكون الكبير:

يا عزيزي لا تلمني إنني              خدمة للعقل أنهيت النبوة

لم أشأ أرضى لكم أوهامكم           فخذوا أقداركم مني بقوة

أي قرار هول يعلنه صاحب الوحي الأخير! انتهت النبوة، وبدأ عصر الإنسان، انتهى الوحي وبدأ عصر العقل، السماء أصبحت تثق بالأرض، وعلى الإنسان أن يتدبر أمره منذ اليوم.

ما لكم ولرسالتي؟ لقد ألهبت بها أرض الحجاز، ورويت ترابها دماً وقرنفلاً، وأخصبت منهم أرضهم وأفئدتهم، أنا قد مضيت، وتمت كلمتي صدقاً وحقاً، ولكن أين رسالتك أنت؟ وأين لهيبك أنت؟

مجدكم في الأرض لا ترسمه         أنفس تسكن في جوف المقابر

فخذوا أقداركم وانتبهوا          واصعدوا أنتم على تلك المنابر

 من العجز أن تأتي وفاضك خالياً وقد طفت في تلك الربوع جميعها، لقد رسمت لك بقصة كفاحي ثورة الإنسان وحكمة البرهان، وأسلمتك لأقدارك في سنن الآفاق والأنفس، ولكن أي تابع عاجز أنت إن كنت تنتظر مني أن أسرج لك مصباحك بزيتي، وقد علمتك زراعة الزيتون، أو أن أرويك من جرتي وأنا قد أسلمتك بيدي إلى العين العذاب.

إن مصباحي الذي أوقدته          نورك الباقي على مر العصور

إنما زيتك من يسـرجـه            ليـس زيتي وأنا ابن القبور

كيف أرسم غدي أيها المعلم؟ لم رحلت ولما ترسم لي ملامح الدرب الذي علي أن أسلكه بعد؟ قل لي أين كنـزت تلك الأسرار التي ترسم لي دربي؟ قال لي وهو يشير إلى غور الأفق:

أنا ماضيك الذي تذخره                   بيد قل لي أينه مستقبلك

ثورتي البيضاء في أرض الحجاز            بيد قل لي أين منها ثورتك

 وحين رآني مستغرقاً في شراك المدنية التي ملأت العالم بعبثها ولم تترك مكاناً للتأمل والبصيرة، راح يشرح لي من خلال عنائي:

أنا كالمرآة في سـيارتك             إن تراني تبصر الماضي وراءك

بيد لا يكفيك ماض آفل               إنما دربك أبصره أمامك!!

أتراها كانت ساعة حقيقة، أم خيط دخان؟ أيمكن لكلماته التي ملأت العالم بالنور أن تملأ قلبي، فتكون درس الحياة الذي أتعلم منه ولا أنساه!

أيها المعلم الكبير .. أنت هو الحكمة الخالدة وأنت هو درس الحياة!!  

 

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم تسليماً كثيراً.

صلاة الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فسرت بثنائه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه فسرت بدعائهم له فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري في صحيحه في مطلع باب "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" وقال البخاري رحمه الله، في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية قال ابن عباس رضي الله عنهما: يصلون يُبَرِّكون أي يدعون له بالبركة.

وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة كما نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه الفتح عن جماعة وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال: وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ، وقال الحافظ: وقال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه فمعنى قولنا اللهم صلى على محمد عظم محمداً والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى:" صَلُّوا عَلَيْهِ " ادعوا ربكم بالصلاة عليه. انتهى.

وقال العلامة ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في معرض الكلام على صلاة الله وملائكته على رسوله صلى الله عليه وسلم: وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى الرحمة والاستغفار، قال: بل الصلاة المأمور بها فيها - يعني آية الأحزاب - هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة تكريمه وتقريبه فهي تتضمن الخبر والطلب وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاةً عليه لوجهين:

أحدهما أنه يتضمن ثناء المصلى عليه والإشادة بذكر شرفه وفضله والإرادة والمحبة لذلك من الله فقد تضمنت الخبر والطلب.

والثاني أن ذلك سمى صلاة منا لسؤالنا من الله أن يصلي عليه، فصلاة الله ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه، وصلاتنا نحن عليه سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به . انتهى .

وأما معنى التسليم على النبي صلى الله لعيه وسلم فقد قال فيه المجد الفيروزآبادي في كتابه: الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر. ومعناه: السلام الذي هو اسم من أسماء الله تعالى عليك، وتأويله: لا خلوت من الخيرات والبركات وسلمت من المكاره والآفات إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأمور توقعا لاجتماع معاني الخير والبركة فيها وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنها ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة أي ليكن قضاء الله تعالى عليك السلامة أي سلمت من الملام والنقائص فإذا قلت اللهم سلم على محمد فإنما تريد منه اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكثراً وذكره ارتفاعاً.

أما كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين سألوه عن ذلك, وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم, أذكر منها هنا ما كان في الصحيحين أو في أحدهما، روى البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: "ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلى فأهدها إلي فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم قال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

وأخرج أيضا حديث كعب بن عجرة في كتاب التفسير من صحيحه في تفسير سورة الأحزاب ولفظه: " قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

وأخرجه أيضا في كتاب الدعوات من صحيحه وقد أخرج هذا الحديث مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه من طرق متعددة عنه.

وأخرج البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: "يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم" وأخرجه عنه أيضا في تفسير سورة الأحزاب .

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم".

وهذه الكيفية التي علم صلى الله عليه وسلم أصحابه إياها عندما سألوه عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هي أفضل كيفيات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وأكملها الصيغة التي فيها الجمع بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله والصلاة على إبراهيم صلى الله عليه وسلم وآله وممن استدل بتفصيل الكيفية التي أجاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بها الحافظ ابن حجر في فتح الباري فقد قال فيه (11/166): قلت: واستدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل ويترتب على ذلك لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة فطريق البر أن يأتي بذلك . ثم ذكر أن النووي صوب ذلك في الروضة ، وذكر كيفيات أخرى يحصل بها بر الحلف ، ثم قال: والذي يرشد إليه الدليل أن البر يحصل بما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه لقوله من سره أن يكتال بالمكيال الأوفي إذا صلى علينا فليقل: اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم.. الحديث والله أعلم . انتهى.

يقول الإمام ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث: ينبغي له - يعني كاتب الحديث - أن يحافظ على كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ومن أغفل ذلك حرم حظاً عظيماً - إلى أن قال -: وليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك والثاني أن يكتبها منقوصة معنى بأن لا يكتب( وسلم ) وإن وجد ذلك في خط بعض المتقدمين انتهى محل الغرض منه.

وقال النووي في كتاب الأذكار: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما فلا يقل  (صلى الله عليه) فقط ولا (عليه السلام) فقط . انتهى .

وقد نقل هذا عنه ابن كثير في ختام تفسيره آية الأحزاب من كتاب التفسير، ثم قال ابن كثير: وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة وهي قوله:"ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً " فالأولى أن يقال: صلى الله عليه وسلم تسليما. انتهى .

وقال الفيروزبادي في كتابه الصلات والبشر: ولا ينبغي أن ترمز للصلاة كما يفعله بعض الكسالى والجهلة وعوام الطلبة فيكتبون صورة (صلعم) بدلاً من صلى الله عليه وسلم .

" إنني عندما أصلي وأسلّم على محمد, أصل نفسي بأشرف ما في الوجود, وأُثبت خَطْوي على الصراط المستقيم, وأرتضي قيادة تحتضن الحق, وتؤثر الرشد, وأُعلن أن هَوَاي مع ما جاء به".

إن الصلاة والسلام هنا توكيد منهج, وتحمُّل عبء, ومشاركة قلبية وفكرية للإنسان الذي حرّر الإيمان من الخرافة, ونقّى الحق من الشوائب, وربط الفطرة السليمة بالوحي, وصالح بين العقل والدين, وجعل الدنيا مهاداً صالحاً للأخرى[8]".

ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاماً, وأغلاه عندما يكون قدوة وذماماً[9].

إنك لن تحب لله إلا إذا عرفت أولاً الله الذي تحب من أجله!! فالترتيب الطبيعي أن تعرف قبل كل شيء: مَن ربك؟ وما دينك؟ فإذا عرفت ذلك – بعقل نظيف – وزنت بقلب شاكر جميل مَن بلغك عن الله وتحمّل العنت من أجلك, وذلك معنى الأثر "أحبُّوا الله لما يغذوكم به من نعمه, وأحبُّوني بحب الله".

ومعنى الآية: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)) [آل عمران: 31].

ثم إن نبي الإسلام لم ينصب نفسه "باباً" يهب المغفرة للبشرية ويمنح البركات, إنه لم يفعل ذلك يوماً ما, لأنه لم يشتغل بالدجل قط!!

إنه يقول لك: تعال معي, أو اذهب مع غيرك من الناس لنقف جميعاً في ساحة رب العالمين نناجيه: ((اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) [الفاتحة: 6- 7] فإذا رضي عنك هذا النبي, دعا الله لك...

وإذا رضيت أنت عنه ووقر في نفسك جلال عمله وكبير فضله, فادع الله كذلك له!

فإنك تشارك بذلك الملائكة الذين يعرفون قدره ويستزيدون أجره ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)) [الأحزاب: 56].

وليس عمل محمد عليه الصلاة والسلام أن يجرك بحبل إلى الجنة, وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق, ووسيلته إلى ذلك كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ميسر للذكر, محفوظ من الزيغ, وذاك سر الخلود في رسالته[10].

لقد كانت رسالته قادمة مع الصباح تلامس الجبين وتشد القلب ويرفرف السلام فمحمد أسس مجتمعاً شعره السلام عليكم وهذا يعني أن المرأة والطفل والكهل والشاب تسودهم ترنيمة واحدة تنتعش بها الموجودات إنها (السلام).

دعني أصارحك بمعاني الحب لمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم...

إن حبَّ محمد صلى الله عليه وسلم يوم يكون لقباً يضفيه عليه الكسالى الواهنون فهو حب لا وزن له, ولا أثر!

ويوم يكون أحفالاً رسمية وشعبية بيوم ميلاده فهو حب لا وزن له ولا أثر!

و يوم يكون قراءة للكتاب المنزَل عليه في مواكب الموت ومجالس العزاء فهو حب لا وزن له ولا أثر.

و يوم يكون ادعاءً تستر به الشهوات الكامنة الطباع الغلاظ فهو حب لا وزن له ولا أثر.

لأن محمداً هو الرسول الذي رسم للبشر طريق التسامي الحقيقي, ورسم للجماعات طريق التلاقي على الحقائق والفضائل, فدينه عقل يأبى الخرافة وقلب يعلو على الأهواء[11].

ماذا كسب المسلمون عندما حوّلوا الدين من موضوع إلى شكل؟!

و ماذا كسب العرب عندما شقُّوا طريقهم إلى المستقبل, وهم يطوون اسم محمد وتراثه عن نشاطه السياسي والعسكري[12]؟

محمد صلى الله عليه وسلم ليس قصة تُتلى في يوم ميلاده كما يفعل الناس الآن, ولا التنويه به يكون في الصلوات المخترَعة التي قد تُضم إلى ألفاظ الأذان, ولا إكنان حبه يكون بتأليف مدائح له أو صياغة نعوت مستغرَبة يتلوها العاشقون, ويتأوّهون أو لا يتأوّهون!

فرباط المسلم برسوله الكريم أقوى وأعمق من هذه الروابط الملفّقة المكذوبة على الدين, وما جنح المسلمون إلى هذه التعابير – في الإبانة عن تعلُّقهم بنبيهم – إلا يوم أن تركوا اللباب المليء وأعياهم حمله, فاكتفوا بالمظاهر والأشكال.

ولما كانت هذه المظاهر والأشكال محدودة في الإسلام, فقد افتنوا في اختلاق صور أخرى, ولا عليهم فهي لن تكلفهم جهداً ينكصون عنه, إن الجهد الذي يتطلّب العزمات هو الاستمساك باللباب المهجور, والعودة إلى جوهر الدين ذاته, فبدلاً من الاستماع إلى قصة المولد يتلوها صوت رخيم, ينهض المرء إلى تقويم نفسه, وإصلاح شأنه حتى يكون قريباً من سنن محمد صلى الله عليه وسلم في معاشه, ومعاده, وحربه, وسلمه, وعلمه, وعمله, وعاداته, وعباداته..

إن المسلم الذي لا يعيش الرسول في ضميره, ولا تتبعه بصيرته في عمله وتفكيره, لا يغني عنه أبداً أن يحرك لسانه بألف صلاة في اليوم والليلة[13].

اغزل نسيج حبك نجاحا واقتداراً فدرب محمد  متحفز دوماً للعدو إلى هناك حيث المجد والارتقاء والتمدن والتحضر..

 


[1] علل وأدوية, ص193- 194.

[2] تفسير المراغي ، ج 22 ، ص : 35

[3] رواه أبو داود في مكانين من سننه (4075 ، 4084 ) وقال الألباني : صحيح لغيره .

[4] فن الذكر والدعاء, ص68.

[5] قال الألباني : صحيح الإسناد .

[6]  من حكم بعض المربين وأصحاب التزكية والإحسان .

[7] تفسير المراغي ، ج 22 ، ص : 19

[8] الطريق من هنا, ص137- 138.

[9] فقه السيرة, ص8.

[10] فقه السيرة, ص20- 21.

[11] قذائف الحق, ص240.

[12] قذائف الحق, ص240.

[13] فقه السيرة, ص5.


 


 التعليقات: 5

 مرات القراءة: 3739

 تاريخ النشر: 11/03/2010

2010-03-20

خالد الطيبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أخي المشرف على الموقع فضيلة الشيخ محمد خير الطرشان : لتكن على معرفة تامة وثقة أني يمني زائر لهذه البلاد المباركة وقد حثني بعض الأحوة على التعرف على موقعك والله أعلم كم كنت في غبطة وسرور بعد معاينتي لهذا الموقع الذي بحق يمثل الدين خير تمثيل . أرفع إليكم طلبي في تزويدي بعنزان كاتب المقال الاستاذ علاء الدين آل رشي فهو إنسان مبدع ومؤثر وقد أبكى قلبي وسالت دموعي لهذا المقال الذي هو قطعة من بلاغة الروح وفقه السيرة . لو تتفضلون وتضعوا لنا عنوان الكاتب أو بريده كي أراسله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
2010-03-19

يمنى

لقد عاد البغض ليقتتل والحب, وامتدت أياديه السوداء من جديد لأسر ملائكة السعادة، ودحر الحرية ودفن الإبراهيمية السمحة, وقهر الدين وإقامة الوهم مقامه حراً طليقاً. وعاد الكبار يمرحون والصغار يموتون, و المرأة قيثارة أخذ يعزف على أوتارها بإجادة الغادون والرائحون, الشرقيون قبل الغربيون فغدت نشازاً تشمئز منه العيون. وباتت الحياة أضيق من سم الخياط بفعل من ألقى شراك المدنية التي ملأت العالم بعبثها ولم تترك مكاناً للتأمل والبصيرة. اللهم صلّ وسلّم على نبي الرحمة والذي سافر على جناحي الرحمة ومن بعده صحبه الكرام والتابعين العظام ليطوى بسفرهم خير القرون. ولكن يأبى الله إلا أن يتمّ نوره,حيث يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها, رحم الله العلاّمة محمد الغزالي وبارك الله لنا في علمائنا ونفعنا بعلمهم.

 
2010-03-12

تهاني

مباررررررررررررررررررررررررررررك لنا ولكم وللقراء هذا الابداع جزاكم الله خيرا

 
2010-03-12

محمد خــــــــــير

رحمك الله يا شيخ الإسلام في القرن العشرين ، لا زالت آراؤك و كلماتك موضع تعظيم و إكبار من قرائك و أتباعك ... نشكر الكاتب الرائع علاء الدين الذي يتحفنا بين الحين و الآخر بإبداعاته ... و أسأل الكاتب بصدق : كم ذرفت دمعاً و أنت تخط بقلمك هذه الدراسة الرائعة و المؤثرة عن الشيخ الذي لم يجد الزمان بمثله ؟؟ كم خفق قلبك و أنت تبحر في أعماق هذا العَلَم النحرير ؟؟ كم أشرقت روحك و أنت تقلب صفحات المجد و العظمة التي تقلب فيها هذا العالم الجليل ؟؟ يا أستاذ علاء هذا طريقك و عالمك الذي نشأت عليه ، فلا تبتعد عنه ، إنه طريق العلم مع العمل ، و طريق الصدق و التصوف الصادق الذي يجمع بين الظاهر و الباطن ، و الذي يتفاني فيه المحب في إثبات صدقه ... جعلني الله و إياك من أهل الفلاح و النجاح في الدنيا و الآخرة ..

 
2010-03-11

عليان الشهري

علاء أنت دائما مع الفكر ومع الروح موفق يارائع

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 676

: - عدد زوار اليوم

7395435

: - عدد الزوار الكلي
[ 69 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan