::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> فتاوى واستشارات

 

 

178
:

رقـم الفتوى

إتقان اللّغة العربيّة :

عنوان الفتوى

2008-04-21 :

تاريخ الفتوى

بسم الله الرّحمن الرّحيم .. السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزى الله خيراً الأستاذ محمّد خير على هذا الموقع المتميّز المتنوّع في موضوعاته القيّمة ، وجزيل الشّكر للعاملين فيه . سؤالي متعلّق باللّغة العربيّة . نحبّها ونهتمّ بها كثيراً ، لكن لا نتحدّث بها بطلاقة ، فمذ كنّا صغاراً اعتدنا على التّحدّث باللّهجة العامّيّة ، ممّا أدّى إلى نوع من الصّعوبة في الحديث بطلاقة باللّغة العربيّة الفصحى ، وهذا الأمر يقلقني ، كيف يمكن التّخلّص من هذه المشكلة ، نريد نصيحة من أستاذنا بما لديه من حكمة وخبرة . وأمر آخر : لديّ قناعة أنّ على المدرّس أن يعوّد ألسنة طلابه على الحديث بالعربيّة الفصحى ، وخاصّة الأطفال ، وأن يكون أغلب الحديث طوال الدّرس بالفصحى ، ولكن ثمّة نقطة لم أنتبه لها وقد تكون حسّاسة : سمعت من أحد الدّكاترة في الجامعة أنّه إذا أصرّ المدرّس على الطّلاب ليتكلّموا بالفصحى فسيكرهونها . كيف يمكن للمدرّس أن يجعل طلابه يتحدّثون بالفصحى وفي الوقت نفسه دون أن ينفّرهم منها ؟ :

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على سينا رسول الله ، وبعد : أولاً أشكر الأخت السائلة التي عرضت لموضوع في غاية الأهمية ، لأنه يلامس جزءاً حيوياً في حياتنا ، وله علاقة بقرآننا الحكيم ، الذي امتن الله تعالى علينا بأن جعله عربياً : " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " يوسف / 2 . وإن أهمية الفصاحة والبيان تبدو ظاهرة في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي امتدح السعر والبيان بقوله : " إن من البيان سحراً ، وإن من الشعر حكماً "أخرجه أبو داود من رواية عبد الله بن عباس.ولو تتبعنا سيرة الرسول والصحابة والتابعين والخلفاء الراشدين ومن بعدهم لوجدناها مليئة بالحث على التحلي بالفصاحة والبيان ورواية الشعر وامتلاك ناصية الخطابة و التنفير من اللحن والعي وسوء القول ، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد سمع لحناً : " أرشدوا أخاكم فقد ضلَّ " وقول عمر بن الخطاب لما وجد قوماً يخطؤون في الرمي : " والله لخطؤكم في لسانكم أشد عليَّ من خطئكم في رميكم " وأما وجهة نظر أحد الدكاترة بأن الإصرار على الكلام بالفصحى ينفر منها فأعتقد أنها وجهة نظر لا يقوم عليها دليل ، بل إن السبيل لتفعيل الفصحى في المدارس والجامعات تكمن في إصرار المدرسين عليها محادثة وخطاباً وحواراً ، وقد كان السلف يعنون بهذا الأمر كثيراً ، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل العناية بالعربية وصية يوصي بها عماله ويأمرهم بأخذ الناس بها ، وقد أرسل إلى أبي موسى الأشعري يقول له : "خذ الناس بالعربية فإنها تزيد في العقل وتثبت المروءة" ولا ينكر أن الإعراض عن الفصحى يسبب هجراً لها وبعداً وجفاء وجهلاً بها ، جاء في البيان والتبيين للجاحظ : " وطول الصمت يفسد اللسان "، وقال بكر المزني : " طول الصمت حُبْسة " . ويقول الدكتور محمد حسان الطيان في كتابه " كيف تغدو فصيحاً " : " وخير مكان لمزاولة الفصاحة هو المدرسة والجامعة وحلق العلم وأندية الثقافة ، حتى ترتفع سوية الكلام، والحل يكمن في إعادة النظر في طرق التدريس ولغة التدريس، وعندما تغدو العربية هي الوسيلة الوحيدة للتعبير في قاعة الدرس يتسابق الطلبة إلى التعبير بها ، ويتبارون في تجويدها ، ويتفننون في أساليب الكلام ، مما يخرج ألسنتهم من طول الإسار ، ويذهب عنهم الحبسة والركاكة والعي والفهاهة ، بل إن العدوى ستنتقل إلى المجالس الأخرى والأندية والمحافل ...." نسأل الله تعالى أن يكرمنا بفصاحة اللسان وحسن البيان ، والحمد لله رب العالمين . :

الفتوى

 636

: - عدد زوار اليوم

7447049

: - عدد الزوار الكلي
[ 50 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan