::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

ريما الحكيم في حوار جريء مع البروفيسور إدريس توفيق

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

تعرف على قصة إسلام الدكتور إدريس توفيق

 

أخبار هامة وأفكار جديدة يعرضها هذا الحوار

لقاء خاص بموقع رسالتي . نت 

د.إدريس توفيق

 

- أولاً نرجو منك أن تخبرنا بقصة إسلامك ؟

 

لقد كنت رومياً كاثوليكياً، وكنت أعمل قساً في الفاتيكان، وكانت كل حياتي في الكنيسة على أن تركتها وتركت كوني قساً لكنني بقيت كاثوليكياً، ثم ذهبت في عطلة إلى ( مصر ) فرأيت المسلمين هناك، وكانت تلك المرة الأولى التي أراهم فيها، لقد رأيتهم في إنكلترا على التلفاز في العراق وفي فلسطين لكنني كنت أظن أنهم سيئون جداً، فهم يقطعون الأيدي، ويفجرون أنفسهم، وهذا ما كان يرينا إياه التلفاز .

أما في مصر، فقد رأيت اختلافاً كبيراً، فالصبي في الطريق يحييني ويقول: ( السلام عليكم )، والمسلم يقول: ( الحمد لله )، ثم عندما كنت في محطة ( رمسيس ) للقطارات صدع الأذان فرأيت المسلمين ينزلون إلى الأرض ويصلون..

رؤية كل هذا جعلتني أفكر أن الإسلام ليس سيئاً، لأن هؤلاء الناس جيدون، ثم رجعت إلى لندن ومارست مهنة تدريس اللغة الإنكليزية، فدرَّستُ فتياناً مشاغبين جداً لديهم أسلحة وسكاكين، وكان بعض التلاميذ من العرب من العراق ولبنان والسعودية، وكنت أدرسهم بعض الشيء عن الأديان ( اليهودية، والمسيحية ، والسيخ، والإسلام .. ) فاضطررت أن أقرأ شيئاً عن الإسلام لأنني لم أكن أعرف عنه الكثير.. فتعرفت عليه من خلال الكتب وأحببته جداً، ثم في رمضان عام 2000م، أتى صبيان إلى صفي وطلبوا مني أن يصلوا صلاة الظهر في صفي، فوافقت على ذلك، وكنت أقرأ في كتبي أثناء صلاتهم، لكنني كنت أراقبهم وأراقب أفعالهم وأكتبها وفي نهاية رمضان كنت قد تعلمت كيفية الصلاة، ثم عرفت الكلمات التي تُقال في الصلاة عن طريق الإنترنت..

وعندما كنت أحدث التلاميذ عن محمد r كنت أبكي، فقررت بعد سنة من ذلك أن أزور مسجداً في لندن، لم أزر مساجد من قبل إلا في مصر للسياحة، فزرت مسجداً كانوا يتحدثون فيه عن رسول الله r كل أسبوع، فكنت أتردد إلى هناك كل أسبوع، ثم التقيت ( يوسف إسلام ) الذي كان مطرباً وكان اسمه ( كات ستيفينـز Cat Stevens  ) فأسلم، فسألته: ماذا يفعل الإنسان ليكون مسلماً، أنا لا أريد أن أكون مسلماً لكن ما يفعل الإنسان ليصبح مسلماً؟، فقال لي : المسلمون يؤمنون برب واحد، فقلت: وأنا دائماً ما آمنت برب واحد، فقال لي : المسلمون يصلون خمس صلوات في اليوم، فقلت: أنا أعرف كيفية الصلاة، فقال لي : إنهم يصومون في رمضان، فقلت له : لقد صمت مع التلاميذ في رمضان أيضاً ..

فنظر إلي وقال: (( أخي .. من تحاول أن تخدع؟؟ )) .. وكان قوله ذاك في اللحظة التي صدع فيها صوت الأذان من المسجد، فتقدم الإخوة للصلاة، وجلست أنا خلفهم أبكي وأبكي، كنت أبكي كالطفل.

وعندما انتهوا من الصلاة، أتيت إلى يوسف وقلت له: ( أخي يوسف، أريد أن أصبح مسلماً!! )، فقال لي : (( قل : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ))...

ثم أتى جميع الإخوة في المسجد ليهنئوني، فقال لي يوسف: (عليك الآن أن تذهب إلى بيتك وتستحم، لأنك الآن كطفل صغير، كأنك ولدت من جديد، أنت الآن مسلم نقي .. )) ..

هذه هي قصة تحولي للإسلام والحمد لله ....

 

- برأيك، ماذا قد يضيف ملتقى تعاف الحضارات إلى ثقافة بعض المراكز الإسلامية في الغرب ؟

 

القليل، فهو لن يضيف الكثير .. من المهم للمسلمين واليهود والمسيحيين أن يتحدثوا مع بعضهم، لكن هذا يبدأ هنا ولا يؤثر على أحد، فأهمية هذا الملتقى أنه يخبر المسلمين أنه عليهم أن يتحدثوا مع الغرب ..

أما الأمريكيون الذين حضروا هذا الملتقى رأوا أن الإسلام جيد وهو جميل وحلو، وهذا الأثر قليل لكنه هام، لأنه لن يغير الأمريكي الذي حضر، لن يغير إسرائيل، لكنه قد يغيرنا نحن المسلمين، والناس الذين حضروا سيفهمون الإسلام ويخبرون أصدقاءهم ..

 

- يصور الإعلام المسلم على أنه إرهابي ومتخلف، كيف سيساعد هذا الملتقى برأيك على تغيير هذه الفكرة؟؟

 

أعتقد أنك تحلقين بآمالك وطموحاتك إلى الأعالي، إنه لن يؤثر بالإعلام .. !!

 

- وماذا علينا أن نفعل لنجعله يؤثر ؟؟

 

يجب أن نقيم الكثير من هذه الملتقيات.. إنه كحصاة ترميها في بركة، يظهر حولها الكثير من الدوائر على سطح البركة ببطء شديد، وكلما ابتعدت الدائرة كان تأثيرها أقل.. إن تأثيرها سيكون قليلاً وبالتأكيد سيؤثر لكن ببطء، فإن أقمنا أكثر من ملتقى، كما لو رمينا عدة حصيات، فالدوائر البعيدة ستتلاقى والتأثير سيكون أفضل ..

 

- ( الإسلاموفوبيا ) برأيك، هل يتواجد هذا المصطلح كما في الماضي، أو أن تأثيره أقل ؟؟

 

إنه الآن أسوأ من الماضي، والأمر يسوء مع مرور الوقت، وذلك لعدة أسباب:

منها أن هناك بعض الناس يتعمدون وبشكل مدروس أن يظهروا الإسلام على أنه سيء، مثل الصهاينة،  وهذا فريق من الناس، وهناك فريق آخر من الناس هم في الأصل لا يهتمون، مثل الذين رسموا الصور الكاريكاتورية للنبي محمد r في الدنمارك، إنهم لا يهتمون ، فقط يرسمون ما يعتقدون به، لأنهم لا يهتمون بالأديان ..

الناس في الغرب لا يعلمون شيئاً عن الإسلام، وهذا الأمر ليس خطأهم، لأنكم أنتم هنا لا تعلمون شيئاً عن المسيحية أو البوذية مثلاً، كذلك الغربيون لا يعرفون الإسلام، فلماذا عليهم أن يعرفوا؟؟ نحن لم نخبرهم، فهذا خطؤنا، علينا أن نخبرهم عن الإسلام، وإخبارهم لا يكون بالكلمات فقط، فالكلمات أمر شديد السهولة، بل علينا إخبارهم بالمثال الجيد للمسلم، لأن الكثيرين من المسلمين في إنكلترا مثلاً يقدمون صورة سيئة للإسلام..

 

- مثل: ( أبو حمزة المصري ) ؟

 

نعم ، لكنه ذهب الآن، لقد أُخرج من إنكلترا ..

 

- لو أردنا أن ندرس الإنكليزية ونسافر إلى لندن لنساعد الناس على فهم الإسلام، ما هي الطريقة الأفضل لذلك برأيك ؟

 

أولاً يجب أن نكون مثالاً للمسلم الجيد، يجب أن ندرس جيداً، ونعرف الكثير عن إسلامنا.. ومن المهم أن نتعرف الطريقة التي يفكرون بها، تقاليدهم وثقافتهم، فإن ذهبت إلى أمريكا مثلاً ليس المهم ما ستقولينه لهم، بل ما سيقولونه لك، فستتعلمين منهم، وستعودين إلى سورية مع فهم كامل لطريقة تفكيرهم، لأنك إن لم تفهمي طريقة تفكيرهم لن تستطيعي إيصال فكرة الإسلام إليهم، وسيكون الأمر كما لو أنك تتحدثين بالعربية وتظلين تتحدثين وهم لا يفهمون، كما خطيب الجمعة يصعد إلى منبره ويتحدث الكثير لكنك لا تفهمين عليه، كما بعض الطلاب هنا، يتحدث الخطيب لهم عن أمور لا تهمهم، مع أنهم يريدون منه أن يخبرهم كيف يتعاملون مع زوجاتهم مثلاُ، الأمور التي تهمهم ..

وبالطريقة نفسها علينا أن نتحدث مع الغرب، فالناس هناك يتأثرون مباشرة بالإيمان، يبكون للإيمان، يبكون من أجل الله، لكنهم لا يعرفونه، لذلك ترينهم يملؤون حياتهم بالموسيقى والشرب.. يظنون أن هذا سيعطيهم السعادة، لكن الله وحده هو من يعطي السعادة، لذلك فإنهم يبحثون عن الله، وبدلاً أن نخبرهم عنه، ترانا نخبرهم أشياء غير مهمة، عن قواعد وقوانين، نقول لهم: هذا حرام وهذا حرام .. مع أن الحرام في الإسلام قليل جداً، نعطيهم صورة أن المسلم عليه ألا يمرح أبداً بل عليه أ، يعبس دائماً، فكل شيء حرام !! لا يجوز أن تبتسم، .. لكن هذا خاطئ.

 

- هنا أيضاً في سورية ترى الشباب المسلم يملأ حياته بالموسيقى والرياضة لأنهم لا يجدون من يحدثهم عن الله، أو من يخبرهم حقيقة دينهم ؟؟

 

نعم، مع أنه يمكننا أن نصل إليهم عن طريق الموسيقى والرياضة فهي أشياء جيدة، يمكننا أن نخبرهم عن الله عبرها، فقد أخبرت أصدقائي في كأس العالم السابق أنه فرصة ممتازة للدعوة إلى الله...

 

- نعم، كما المنتخبات التي كان يلعب فيها مسلمون، كالمنتخب الفرنسي كان فيه ستة من المسلمين كاللاعب ( فرانك ريبيري – بلال ) الذي أسلم بزواجه من تونسية، كنا نشجع الفريق الفرنسي ليفوز لأن فيه الكثير من المسلمين  ..

 

نعم طبعاً، لكن لدي رؤية جديدة، أخبرت المسلمين في بريطانيا عندما تشاهدون كأس العالم مع أصدقائكم أنتم لا تحتاجون إلى إخبار الناس عن الإسلام مباشرة، إنهم لا يريدون أن يعرفوا، لكن يمكنك إن سجل فريقك هدفاً أن تقول: الحمد لله،  وتقول: سيسجلون إن شاء الله .. هذا سيجعل غير المسلمين يفكرون ما معنى هذا، ماذا يعني، وسيسألونك، عندها تقول لهم، بطلبهم ..

فعليك أن تستغل فرصة وجودك بين الناس تخبرهم، لكن لا تلمهم، لأن ليس كل الناس مسلمون، وهم لا يعرفون الإسلام، ولن يعرفوا إلا إن أخبرناهم بطريقة جيدة، فعلينا أن ندرس جيداً عن الإسلام وألا ننسى أن الإسلام جميل جداً ..

 

- لقد أعطيتني بصراحة أملاً كبيراً في أننا نستطيع أن نذهب إلى هناك وندعو الناس إلى الإسلام إن استخدمنا هذه الطرق الجيدة ..

 

بالطبع، لقد أصبحت مسلماً من بعض الصبية في الطريق، صبية مشاغبون يصلون في الصف، هم عرفوني على الإسلام، لا شيخ كبير، ولا سماع أي خطبة، بل إنهم أناس بسيطون سلموا علي في الشارع بقولهم: السلام عليكم ..

كل ما نحتاجه للدعوة آية واحدة من القرآن، وقلب جيد يستمع .. يمكننا بهذا أن ندعو الكثير من الناس ...

وعلينا أن نخبرهم بسعادة الإسلام، لا أن نظل نقول : هذا حرام، وهذا حرام ..

 

- برأيك: ماذا كنا نحتاج لنجعل هذا المؤتمر أفضل ؟

 

أولاً كان هناك أشياء جيدة في المؤتمر، فقد كانت فكرته جيدة، وكان الحضور جيداً وكانوا يستمعون من قلوبهم..

لكن أظن أنه كان هناك الكثير من المتحدثين، والكثير من المحاضرات، ولم يكن هناك فترة استراحة جيدة، فلا يمكنك أن تجلس ساعتين متواصلتين دون أن تمل .. ففي المستقبل أرجو أن يتم التقليل من عدد المتحدثين ..

 

- شكراً جزيلاً لك، نشكر لك السماح لنا بأخذ جزء من وقتك ..

                                                 

                               هذا اللقاء خاص بموقع رسالتي . نت 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2917

 تاريخ النشر: 25/01/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1935

: - عدد زوار اليوم

7406203

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan