كيف تسيطر على اليأس ؟
بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان
يُحكى أن قائداً هُزِمَ في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه الأمل، فترك جنوده في أرض المعركة، وذهب إلى مكان خال في الصحراء، وجلس إلى جوار صخرة كبيرة يتأمل ويراجع ما حدث معه في هذه المعركة.
وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تَجُرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها، فعادت النملة إلى حَمل الحبة مرة أخرى. وفي كل مرة، كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها... وهكذا.
فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها في حمل الحبة مرات ومرات، حتى نجحت أخيراً في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من هذا المنظر الغريب، ثم نهض القائد من مكانه وقد ملأ الأملُ قلبَه، وعادت العزيمة إلى روحه، فجمع رجاله، وأعاد إليهم روحَ التفاؤل والإقدام، وأخذ يجهزهم لخوض معركة جديدة.. وبالفعل انتصر القائد على أعدائه، وكان سلاحه الأول هو الأمل وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة، المخلوق الضعيف الذي ضرب له مثلاً عظيماً في الإصرار والتحدي والمثابرة حتى تحقق لها ما تريد.
هذا المثل يعطينا مؤشراً على أن يأس الإنسان من المحاولات التي يجريها، سواء كانت في الدراسة، أو التجارة، أو الحياة الزوجية الأسرية، أو الحياة العامة الاجتماعية، فعليه أن يصبر ويزرع قلبه بالأمل؛ حتى يتحقق له ما يريد، وأن تكون ثقته بالله سبحانه وتعالى ثقة عظيمة وكبيرة، فالله سبحانه لا يمكن أن يقتل الأمل في قلوبنا، بل إنه سبحانه وتعالى يحيينا على الأمل، ويزرعه في قلوبنا في هذه الحياة بأن نحقق ما نصبو إليه ونتطلع إليه بتوفيق منه سبحانه وتعالى.
التعليقات:
3 |
|
|
مرات
القراءة:
4578 |
|
|
تاريخ
النشر: 12/07/2011 |
|
|
|
|
|
|