::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

صوني حياءك ...

بقلم : ديمة هديب  

إذا قلَّ ماء الحياء قلَّ ماء السماء

كم أحببت الشتاء ..وما زلت أحبه..وكم سررت برؤية حبات المطر تغسل أوراق الشجر وتضفي عليها بريقاً مميزاً..وكم كانت حبات الندى رائعة المنظر وهي تتراكض خلف بعضها وتستقر على أغصان الأشجار وصفحات الورود وكأنها كراسي الملوك لا يجلس عليها إلا أصحاب السمو والرقي .. وكم أعجبني منظر الناس وهم يسعون إلى الدفء ويجتمعون في أحضان البيوت ويفضلونها عن التسكع في الشوارع والجلوس في المقاهي .. وما إن بدأ الجو يصفو والغيوم تنقشع ودرجات الحرارة ترتفع حتى ضاق الناس ذرعاً ببيوتهم وأصبح الخروج من البيت هماً لا بد منه وكأنه فرض لا نستطيع الاستغناء عنه؛ وهذه ليست المشكلة !!"فروحوا القلوب ساعة فساعة فإن القلوب إذا أكرهت عميت " لكن الطامة الكبرى إذا ترافق هذا الخروج بخروج عن كل شيء !! فهو لم ينحصر في الفسحة وطلب العمل لكنه أصبح خروج عن القيم وعن الدين ..

فقلت مسليةً نفسي .. ما أجمل الجو هذه الأيام وأزهار الربيع ساحرة خلابة وجمالها لا يوصف .. وكم تتوق نفسي إلى نزهة مع الأهل والأصدقاء أو فسحة تفكر وتأمل .. لكني لم أستطع أن أنسلخ من الواقع وأن أخفي حرقة قلبي مما هو منتشر في طرقاتنا ومواقف مواصلاتنا وشوارع مدارسنا ؟! فهناك ما لا أستطيع وصفه .. وكأنَّ الحر قد أثر في قيم الناس فتبخرت .. وأثر في عاداتها فتغيرت.. وأثر في ملابسها فاختُصِرت.. فرأيت فتيات بعمر الزهور وهنَّ ذاهبات إلى مدارسهن ..ورأيت أمهات المستقبل قدوات الأجيال فتيات الجامعات وهن منطلقات إلى جامعاتهن .. فرأيت العجب العجاب !! وقطَّع الحزن نياط قلبي وأنا أرى كل واحدة منهن قد تفننت في تقصير الثياب وخلع الحجاب وكشف العورات بين تضييق واختصار وزينة ما أنزل الله بها من سلطان !! ولو أنها ذهبت إلى حفلة زفاف لما احتاجت أي تعديل في مظهرها ولكانت ثيابها تناسب الحفل أكثر بكثير من الجامعة ..

وهنا عندي سؤال ؟! هل الاحتشام في اللباس يحول دون فهم المحاضرات ؟!أو يعيق حركتها؟! أو يصرف عنها الأصدقاء؟!

فإن لم تكن الأولى ولا الثانية ..فهي الثالثة ..وهذه الكارثة!! فنحن مطالبون بالدراسة والعمل والخروج شباباً كنا أو شابات .. لكنا غير مطالبين بإفساد المجتمع .. ولو خرجت الفتاة محتشمة لما تجرأ شاب على الكلام معها ومصادقتها وما نظر إليها على أنها سلعة رخيصة ودمية في يده !!

 فكم من فتاة قعدت بدون زواج لأن الشباب استغنوا بالخليلات عن الحليلات!! فيا أختي الغالية .. حياؤك إيمانك .. وهذه ليست دعوة إلى الحجاب لكنها دعوة إلى الحياء .. فالحياء من الايمان وما كان الحياء في شيء إلا زانه .. ولقد علمت أن الجواهر الغالية و الدرر المكنونة لا تكون عرضة لكل ناظر .. وإنما تبقى مصونة محفوظة لا تعبث بها أيدي السارقين ولا تنالها أعين الغادرين.. وعهدي بك أنك ستسيرين على خطى أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن أجمعين.. فما منعهن عملهن في الدعوة والجهاد في سبيل الله من الاحتشام والتزين بفضائل الأخلاق وهنَّ لنا أسوة .. ونعم القدوة ..

 فلنكن على خطاهن سائرات نصل الى درب النجاح والفلاح..والسلام....   

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2985

 تاريخ النشر: 15/04/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1657

: - عدد زوار اليوم

7405079

: - عدد الزوار الكلي
[ 67 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan