كمال الإنسان يتجلى في صدق كلامه و حسن منطقه، فالإنسان لا يُوزَن باسمه ولا برسمه، ولكن يوزن بمنطقه وحكمته، فبقدر ما يكون دقيقاً في كلامه ومنطقه فإنه يعبّر بذلك عن درجة كماله، والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بأن الإنسان ما يلفظ من قول في خير أو شر إلا لديه رقيب على كلامه يدوّن له ذلك في سجلّ عمله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشتاء ربيع المؤمن"، وزاد الإمام البيهقي عليها: "طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه". و ورد ذكر الشتاء في القرآن الكريم في موضع وحيد، وسورة وحيدة هي سورة قريش إذ يقول الله فيها:[]لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) قريش .

الهجرة لم تكن فِراراً بالنفس كما يتخيّل كثير من الناس، أو كما يَزْعُم بعض المغرضين والمشكّكين من أعداء الإسلام الذين قالوا: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرَّ من مكة بنفسه. هذا كلام مٌغرِض لا صحّةَ له على الإطلاق، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت وقاوم وتحمّل الشدائد

أمة الإسلام المتطاولة شرقاً وغرباً، تمر بظروف صعبة و استثنائية؛ من المحن والابتلاءات،ومن أبرز هذه الابتلاءات التي تمر بها الأمة؛ ضعف الثقة بالله تعالى أو سوء الظن بالله تعالى عند الأزمات.فإذا كان المسلمون في هذا الزمن الصعب يتعرضون لأزمةٍ مَّا فإنما عليهم أن تزداد ثقتهم و يقينهم بالله سبحانه.

في كل زمن تظهر أسلحةٌ فتاكةٌ على مستوى الأرض والجو والبحر، وتتنافس الدولُ في صناعةِ هذه الأسلحة وتطويرِها ، حتى وصلوا إلى أسلحة الدمار الشامل، ويخشى كلٌّ من الشرق والغرب سلاح الآخر، لكنَّ هناكَ سلاحاً أعظم من هذه الأسلحة، إنه سلاحٌ لا يملكه إلا المؤمنون الصادقون المخبتون المطيعون المتوكلون على الله سبحانه وتعالى. إنه سلاح الدعاء ، إنه سهام الليل التي تصيب ولا تخطِئ

شهر رمضان فرصتنا للإقبال على الله سبحانه وتعالى، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله". القلب فيه تفرّق واهتمامات وانشغالات كثيرة، فحسب ما يشغل الإنسان قلبه يشتغل؛ فمن شغله بذكر الله ينشغل بذكر الله، ومن شغله بالتفكر والتأمل والتدبر ينشغل ....

ما أروع أيام رمضان ولياليه التي نعيشها وأكرمنا الله سبحانه وتعالى فبلغنا إياها، ها نحن نتقلّب في نعمة الله الكبرى، ها نحن نعيش رحمات شهر الصوم، ونشهد تنزّلات المغفرة من السماء، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يغفر لهم في شهر رمضان... نفحات الله سبحانه وتعالى تتنزل على عباده بشكل مستمر ودائم.

القدس مدينة الأنبياء، مدينة الإسراء والمعراج، هي الأرض التي بارك الله تعالى فيها وحولها، واختارها مسرى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمع له أرواح الأنبياء فصلّى فيهم إماماً، فكانت مكانتها - ولا تزال - في ضمير كل مسلم مكانةً عظيمة.

هو الزاهد، الورِع، التقي، النقي، بركة أهل زمانه،كان رجلاً مباركاً، صالحاً ، فاتحاً . قاد جيوشاً عظيمة بما أوتي من علم، وحلم، وتقوى، وعدل، وصلاح، واستقامة، و صدق مع الله سبحانه وتعالى ..كان شافعيَّ المذهب، أشعريَّ العقيدة، متصوفاً، زاهداً في الدنيا .. نشأ صلاح الدين، و ترعرع في بيئة يغلب عليها طابع التصوف ...

اثنان إذا ذكرتَهما ذكرتَ البر والإحسان.. اثنان إذا ذكرتهما أسعفتك بالدموع العينان.. مضت أيامهما... وانقضى شبابهما... وبدا لك مشيبهما... وقفا على عتبة الدنيا وهما ينتظران قلباً رقيقاً... وبراً عظيماً... فطوبى لمن أحسن إليهما ولم يسئ لهما... طوبى لمن أضحكهما ولم يبكهما.. طوبى لمن أسعدهما

العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني

أحسن إظهار 768×1024

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة