wwww.risalaty.net


الرسالة.. وصلت


بقلم : ملكة قطيمان

 

 هي لحظة توقفت فيها الذاكرة تسترجع مشهداً حدث في الماضي القريب، منذ أكثر من ستين عاماً، كانوا يسيرون على الطريق جماعات متوالية، يحملون بعض حاجياتهم، يودعون فلسطين على أمل العودة بعد أيام.. وربما بعد شهور.. لكن الأيام والشهور امتدت وطالت لتمر 63 سنة على وداع الوطن، وها هو ذا 15/أيار/2011 يرى فيه العالم المشهد نفسه لكن الوجوه الواثقة بالعودة والصدور المدرعة بحب الوطن، اتجهت إلى فلسطين هذه المرة، فجعلت "نتنياهو" وحكومته وعناصر أمنه يعيشون صدمة كبيرة أكبر بكثير من أحلامهم التي عكفوا سنوات يحاولون تحقيقها، فما كان من "نتنياهو" إلا أن يوجه رسالته للعالم واهماً أنه بدخوله الكونغرس الأميركي كطاووس يختال بريشه الملون المزركش سيُفشل ما صنعه الشباب العربي على حدود فلسطين، لاسيما في مجدل شمس ومارون الراس، وفي حقيقة الأمر لم يكن "نتنياهو" إلا نعامة وضعت رأسها في التراب، فكانت لاءاته (4)! أما تصفيق الحضور في الكونغرس فكان 29 مرة وربما أكثر! وما ذلك إلا ليقول هذا المغرور -ومعه جوقة التصفيق النشيطة- للعرب وخاصة الفلسطينيين: إن "إسرائيل" باقية!!
هو يريد أن يبقي رأسه في التراب؛ كيلا يتذكر ما رآه يوم العودة في لحظة انتُزع فيها العلم الإسرائيلي ووضع مكانه العلم الفلسطيني ومعه العلم السوري على سيارة لجنوده المذعورين، لقد أيقن أن فلسطين ومعها الجولان وكل شبر محتل من الأرض العربية على موعد قريب مع الحرية والعودة.
وليعلم "نتنياهو" ومن والاه أن لاءاته لن تقف في وجه شعب أراد تحرير وطنه وتطهيره من الدخلاء؛ فشعب انطلق شبابه وسط حقل ألغام وحطم الأسلاك الشائكة بيديه لن تخيفه أسلحة العالم مجتمعة.. وسينهي بيديه الفرصة التي نسجت خيوطَها ثلّةٌ واهمة أرادت إقامة دولة، وهو الشباب نفسه الذي سيمنع التاريخ من أن يمنح فرصة جديدة للشعب اليهودي..
فيا شباب العُرب وأمل الأمة.. استبشروا؛ فالرسالة وصلت.