wwww.risalaty.net


غزة .. حصار، ونار ، ودمار ...


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

غزة .. حصار، ونار ، ودمار ...

 

إن الحياة لآلام وآمال ، الآلام يتوسع جرحها في واقع الأمة ، والآمال تبدو طرقها مسدودة ، في زمن الأمركة الواضحة لدى بعض اللاهثين وراء سراب اسمه السلام، من زعماء نفضت الشعوب أيديها منهم ، واتجهت الأنظار إلى قبلة الدعاء ،حيث هي الملاذ الآمن ، وإليها المفر والمفزع .

تاريخ الأمة يحكي بطولات وأمجاداً لا يتنازع عليها اثنان ، ترى ماذا أصاب هذه الأمة حتى طال سباتها ؟

كنا نردد دائماً أننا أمة تنام ولكنها لاتموت .. أما آن للنائم أن يصحو ؟ أما حان الوقت لكي تعود أمجاد الأمة حتى ننعم بعزها ؟

أسئلة كثيرة مشروعة تحاصرنا نحن الآمنين في أوطاننا ، نلهو ونلعب ،ونأكل ونشرب ، ولا ينقصنا شيء من متع الدنيا.

 لكن ... أطفالُ غزة كيف يفكرون ؟ وبماذا يفكرون ؟ وهم لايجدون هدوءاً للتفكير ولا مكاناً آمناً للتعبير .

أبناء غزة المحاصرون تحت الظلام وقد منع عنهم الوقود في زمن الصقيع القاتل ،كيف يدرسون وكيف ينامون ؟ مرضاهم في المشافي محرومون من الهواء الطبيعي والصناعي ( الأوكسجين ) والدواء والغذاء والدفىء .

يستصرخون ولا مجيب ، ينادون ولا معتصم يلبي النداء ، يبكون ولا يجدون من يكفكف لهم دموعهم .

سدت في وجوههم كل المنافذ، ولم يبق أمامهم إلا باب واحد هو باب الله سبحانه وتعالى الذي لا يغلق ولا يحجب عن عباد الله المستضعفين .

أنه الوسيلة الأنجح ،والطريق الأقرب إلى تحقيق الآمال منه سبحانه وحده.

أما الآمال التي يعقدونها علينا فقد تلاشت واضمحلت ، لأننا خذلناهم مرَّاتٍ وكرَّات ،وآثرنا سعادتنا وراحة أنفسنا ، وغرقنا في أوحال السيئات والآثام ،وفي لحظات المسرَّة نلهو مع "حين ميسرة" آخر صرعات الانحراف والشذوذ التي تطالعنا به السينما العربية المصرية ،التي تنفق الأموال الطائلة لتنفيذ المؤامرات الدنيئة على ثقافة الأمة وانتمائها ، وتكون سبباً في تمزيق هويتها وضياع أخلاقها وانحراف شبابها وبناتها،والتي تكفي لإنقاذ مليون ونصف عربي ومسلم محاصر في غزة.

يا لها من لحظات يائسة نرثي فيها أحوال الأمة وشتات أمرها ،لقد ضاعت أمتنا بين تقليد للغرب وانجرار وراء دعاوى كاذبة ، نسمع صداها بين الحين والآخر يتردد في مصانع القرار العالمي ، تحت مسمى " المبادرة " فتارة يأتوننا بمبادرة سلام ، وأخرى بمبادرة تسوية ، وثالثة بمبادرة تقسيم وتجزئة وتذويب وتمزيق وصهر وإذابة ........إلخ هذه المصطلحات القبيحة .

متى تكون الصحوة ؟

وعلى يد من ؟

وهل هناك فرج ؟

اللهم نسألك ذلك بسرِّ صعفاء غزة وشهدائها ومساكينها وأطفالها ونسائها وشيوخها الصامدين في زمن الذل والصَّغار والغرق في أتون الشهوة ..

إنها دعوة لأصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر الصادقة أن يبتهلوا إلى الله تعالى في صلواتهم وسجودهم طالبين الفرج لنا بسر هؤلاء الممتحنين الصابرين.

والله ولي التوفيق