wwww.risalaty.net


صبراً غزة .. فالفرج قادم لا محالة


بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب

 

في زمن النوم الذي بات مهيمناً على الأمة بأسرها،وفي زمن الظلم الذي كاد أن يملأ العالم بأسره،في ظلّ هذه الأحلام الوردية والأنوار الخيالية التي نسجت من الآمال أوهاماً،فبات الجميع يتحدث عنها وكأنها حقيقة!!

في ظلال هذه الأوهام وتحت وطأة الآلام تحاك أخبث ألوان الإجرام ضد أمة الإسلام.

لأننا نعيش في عالمٍ اكتفى فيه الفرد بحياكة آماله وأحلامه الخاصة المقدّمة على مصلحة المجتمع،أصبحنا نعاني من فقرٍ مضن ٍفي المعاني الإنسانية التي كانت بالأمس القريب متجسدة في أجدادنا وآبائنا،من هذا الفقر تِهنا في عالم الخيال ونسينا قادتنا الرجال الذين أثبتوا بحق مدى رجوليتهم في زمن قلّ فيه الرجال،في زمن المادة والشهوات،في زمنٍ يندى له الجبين خجلاً من أفعال بعض الناس المستهترين ؛فما نراه من فرقةٍ وضَعفٍ وذلٍ وهوان إلى جانب جفاف الإيمان قد خطّ وصمة عارٍ في تاريخ أمة الإسلام،فما لأمة الإيمان قد هجرت القرآن وسنّة النبيّ العدنان؟!!

ماذا حلّ بخير أمةٍ أخرجت للأنام حتى تغفل طيلة هذه المدة عن دينها والدفاع عن إخوتها فتكون لهم بعد الله نعم الناصر والمعين؟!!

ماذا حلّ بك يا أمتي..أمة الحبيب المصطفى العدنان الذي قال:{المؤمن أخو  المؤمن}،و{المؤمنون كرجلٍ واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر}؟؟

هل الجراح التي حلّت بك لم تلتئم بعد؟؟

أم هي الأحزان التي أصابتك فجعلتك عاجزة عن الحراك؟؟

أم أنك أعرضت عن هدي ربك فتِهت في أوحال من الأحلام؟؟

أم.....أم ماذا حلّ بك؟؟

أرجوك أمتي هلاّ أخبرتني عن سبب هذا الصمت الذي ألجمته فكاد أن يقتلني؟؟

أرجوك هل هذا المصاب الذي حلّ بنا وبإخواننا لا يستحق منك النطق ولو بكلمة واحدة؟؟

نعم الكلام فلم يسمح لي صمتك بأن أقول إنني أريد منك الفعل،أنني أريد منك أفعالاً كأفعال الرجال الذين أراهم كالقنابل الفتّاكة التي فتكت بأعدائهم فجعلتهم يخافون لا من فعلهم فقط بل من كلامهم!! ووجودهم حتى!!

            شباب ذللوا سبل المعالي            وما عرفوا سوى الإسلام دينا

            تعهّدهم فأنبتهم نباتاً                كريماً طاب في الدنيا غصونا

هناك في تلك البقعة المباركة من الأرض،في فلسطين، في غزة، في بلد المعجزات والكرامات، في بلد تجلّى في أهلها الإيمان الحق الراسخ والصمود والصبر لهذا الطغيان الشامخ!!

لهذا التعجرف والظلم الذي يمارس عليهم في كلّ يوم،لا بل وكل ساعة وثانية..

أرأيت أمتي هؤلاء الرجال،أرأيت هذا الشعب بكل ما فيه من رجال ونساء وشيوخ وأطفال،انظري إليهم مليّاً لتعلمي سبب هذا الحصار الذي فرض عليهم،أمعني النظر لتعلمي أنهم بتمسكهم بإيمانهم وحبهم لوطنهم وأرضهم قد باتوا يهددون عدوهم،وإلا لم كل هذا التضييق والخناق الذي يمارس عليهم؟؟

أهي الأسلحة الذرية التي يمتلكونها؟!!

أم هو المال والثروات التي يكنزونها؟!!

الأمر أكبر من ذلك،إنها قضية إعلاء كلمة الله والتي يحاول الأعداء جاهدين الحيلولة دونها.

القضية هي أن غزة قد مُلئت بالرجال،

صبراً غزة...ولا تركني لمراد الاستعمار واثبتي كما اعتدنا عليك متمسّكة بدين الله راضية بقضائه وقدره محبة لترابك وهوائك صابرة على بلوائك

غزة...اصبري لتعلنيها مدوية في العالم أنّ النور الذي قُطع عنك والطعام الذي حٌظر عليك والدفء الذي حٌرمت منه في ظلّ هذه الليالي القارصة البرودة،لن يزيدك إلا رسوخاً وتمسكاً بمبادئك التي ما برحت تنفكين عنها.

صبراً غزة...فالحصار الذي فرض عليك وعلى شعبك الأبيّ لن يكون إلا بداية الفرج والنصر العاجل والقريب الذي وعده الله لعباده المؤمنين الصادقين كأمثال رجالك

غزة...لقد حوصر النبي r مثلك في مكة،ثم كان الفرج له ولصحابته المخلصين،فاثبتي واصبري فإن الله لن يضيعكم؛فأنتم خير دعاة لرسالة الإسلام،وخير مُعلين لكلمة الحق والعدل في هذه الأوطان

صبراً غزة...فإخوتك قادمون لنصرتك

أليس كذلك أمتي الحبيبة؟؟

لا بدّ وأن تلك النداءات قد وصلتكِ،قد وصلت إلى كل عربيّ،ومحالٌ لمن كان عربياً إذا ما سمع تلك الآهات والهتافات ألاّ يلهف لنصرة إخوته وأشقائه؛لأن العربي قد امتزجت دماؤه بالنخوة والكرامة والعزة فلا يرضى أن يحلّ بإخوانه كل هذا التغطرس والتجبر

فإلى كل عربيّ قد شرب من بحر العروبة والإباء...إلى كل مسلم عربي..إليكم جميعاً غزة توجه النداء،غزة بكل أفرادها تستصرخكم،فكونوا خير ملبين لهذا النداء

أرجوكم فقد آن الآوان لنطوي صفحة الأحلام والأوهام ونعيش في واقعٍ قد انتفت عنه كل حقوق الإنسان،لا..حقوق المسلم العربي الإنسان!!

آن الأوان لنعيد الحق والعدل إلى نصابه، لنعيد أمتنا أمة الإسلام إلى الطريق الذي رسمه لها خالق الأكوان..

آن الأوان للتخلص من هذا الذلّ والهوان الذي لم نره في سالف الأزمان..

آن الأوان لننهض بقرآننا وسنة نبينا صادحين بهما حتى نصل إلى الريادة،ريادة العالم عندها نكون ورثة الله في هذه الأرض..

فصبراً غزة..إن الفرج قريب....إنما هو كسوف سيغيب..