wwww.risalaty.net


التركي يحذر من محاولات الترويج لما يسمى صدام الحضارات


بقلم : إدارة التحرير

 

رسالتي - وكالات

جدة / حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز التركي، من استمرار محاولات الترويج لما يسميه البعض "صدام الحضارات"، ومؤكدا على أن المقصود من وراء ذلك هو تخويف الناس من الإسلام على الرغم من وضوح تعاليمه الداعية إلى السلام والمحبة.
مؤكدا أن الأمة الإسلامية مطالبة بتقديم العلاج الإسلامي لمشكلات العصر في خطاب جماعي عاقل، ومشددا على براءة الإسلام من تهمة الإرهاب، بل ويحاربه بشدة، ويضع عقوبات حاسمة لمرتكبيه، لضمان أمن المجتمع وحماية استقراره.
وقال إن كثيرون في الوقت الحاضر ينادون بدعم "حوار الحضارات" سعيا لتحقيق التقارب ومواجهة أسباب الصدام الحضاري الذي يروج له بعض المفكرين الغربيين،
وحوار الحضارات من الموضوعات ذات الأولوية في اهتمام المؤسسات الإسلامية في هذا الوقت الذي تجتهد فيه مؤسسات معادية للإنسانية في خلط الأوراق، واتهام حضارة الإسلام بما ليس فيها، ولصق تهمة الإرهاب بالأمة المسلمة وبدينها العظيم.
وإن العالم يشهد في الوقت الحاضر العديد من حلقات النقاش الموسعة حول حوار الحضارات، وتتطلع بعض أطراف الحوار إلى الحيلولة دون وقوع صدامات بين الشعوب المختلفة، ومنها من يبطن أهدافا خفية تسعى إلى هدم الإسلام، ولا يزال بعض الباحثين في الغرب يتعاملون مع حضارة الإسلام على أنها ستصطدم لا محالة بالحضارة الغربية، وذلك لإثارة الفزع لدى الدول الأوروبية وشعوب العالم وتنفيرهم من الإسلام.
وإننا ندعو إلى حوار حضاري يتم التوصل من خلاله بين ممثلي الحضارات إلى مفاهيم مشتركة بشأن قضايا العصر وفق أولويات الحاجة البشرية، على أن يشمل موضوع الحوار بين ممثلي الحضارات قضايا حقوق الإنسان وتكريمه وحمايته، وربط العلم بالإيمان لإسعاد البشرية.
كما ينبغي أن تشمل قضايا حوار الحضارات إشاعة السلام في الأرض، وتنمية مكارم الأخلاق في المجتمعات الإنسانية، وإعمار الأرض، وحسن استغلال المال، وإعداد المرأة والأسرة، وبناء المجتمع النظيف، والمحافظة على الصحة العامة للإنسان، وتعايش الإنسان مع البيئة الطبيعية والمحافظة عليها، والتعاون العالمي، ومعالجة تحديات العولمة.
وكل هذه الموضوعات للإسلام فيها رؤيته المتفقة مع الفطرة والمقنعة للعقل والمصلحة للفرد والمجتمع.
وعن الدعوات المعاصرة إلى تطوير الخطاب الإسلامي في مواجهة تحديات العصر، قال التركي، إن الخطاب الإسلامي مهم في حوار الأمة المسلمة مع الأمم الأخرى، وهو يقوم على مضامين تقدم الإسلام للناس معينا لها على حل الأزمات والمشكلات والتحديات التي تواجه البشر والبيئة والأرض التي يعيشون عليها.
وفي هذا العصر الذي يواجه العديد من التحديات لابد أن يعي الطرف الإسلامي أسباب هذه التحديات وآثارها على المسلمين وعلى غيرهم من الأمم، بالإضافة إلى سبل معالجة الإسلام لها.
وينبغي على الأمة المسلمة بأسرها أن تعمل على تعريف الآخرين بالإسلام من خلال عرض مناسب مقبول، وأن تسعى إلى تقديم العلاج الإسلامي لمشكلات العصر في خطاب جماعي عاقل، تشارك في صياغته الجامعات والمجامع والهيئات الإسلامية ومراكز البحث، والمؤسسات الإسلامية.
أما وسيلة الخطاب الإسلامي الذي نريده للأمة في هذا العصر فهي العرض الحسن، وتجنب الجدال الضار، والبعد عن الفحش والسباب في أساليب الخطاب.