wwww.risalaty.net


معرض خمسين مخطوطة قرآنية في لندن


بقلم : إدارة التحرير

 

أقيم وسط العاصمة البريطانية لندن معرض نظمته قاعات عرض سام فوج يحوي

خمسين مخطوطة قرآنية تعكس تطور كتابة النص القرآني عبر فترة زمنية تمتد

بين عامي ستمائة وخمسين إلى ألف وتسعمائة وثلاثين ميلادية أي تغطي حوالي

ألف وثلاثمائة عام كما تغطي المجموعة المنتقاة مساحة جغرافية واسعة امتدت

إليها الدولة الإسلامية وأثرت في ثقافة أهلها في أشكال وخطوط كتابة

القرآن.

وتظهر النماذج التي أعدها المعرض كيف تم تخصيص خطوط للكتابة القرآنية

تختلف عن الخطوط المستخدمة لكتابة النصوص الأخرى، ويحوي المعرض نماذج

لمخطوطات كتبت بالخط الكوفي الذي ينسب إلى مدينة الكوفة العراقية ويتميز

بنسقه الهندسي ووحدة المسافات بين حروفه إلا أن المخطوطات الكوفية يصعب

قراءتها حتى على الناطقين بالعربية نظراً لأشكالها المختلفة عن الحروف

المستخدمة في الكتابة العربية في مراحل لاحقة و من بين أهم الخصائص التي

تميز الخط الكوفي أنه خط غير منقوط أي تخلو حروفه من أي نقاط تميزها عن

بعضها البعض.

و تقول تشارلي سكيوير الخبيرة النرويجية في الفنون الإسلامية: إن المعرض

يظهر تطور الكتابة القرآنية تدريجياً مع امتداد الدولة الإسلامية، ومن

أهم مظاهر هذا التطور التحول من الخطوط ذات الأبعاد الهندسية مثل الخط

الكوفي إلى الخطوط الأكثر انسيابية مثل خط النسخ والمحقق مروراً بفترة

انتقالية تعكس التطور التدريجي في المخطوطات التي كتبت بالخط المغاربي أو

الأندلسي وأحياناً أشكالاً أخرى من الخط الكوفي نفسه.

أبرز النصوص التي تلفت النظر في المعرض مصحف يعود إلى القرن الرابع عشر

الميلادي كتب في القاهرة خلال العصر المملوكي.

المصحف كتب بخط المحقق المميز بانسيابيته كما استخدمت في الزخارف بماء

الذهب لا سيما في رؤوس الصور أما أكثر ما يجذب النظر إلى ذلك المصحف هو

وجود هوامش على جوانب الصفحات تحوي ليس فقط تفسيراً للآيات و لكن حتى

معلومات عن قواعد النحو و الصرف العربي.

كما يحوي المعرض مخطوطة تعود إلى القرن التاسع الميلادي كتبت بالخط

الكوفي في شمال افريقيا التي بقت لفترة طويلة أحد أهم مراكز كتابة

القرآن.

ويحوي المعرض أيضاً مخطوطة تعود إلى الدولة المغولية في شبه القارة

الهندية وتعكس المخطوطة ثقافة و فنون المكان و تتداخل في كتابة النص خطوط

انسيابية مختلفة مثل خط الثلث والمحقق والنسخ.

المعرض له بعد تجاري ايضاً فقد جُمِعت تلك المخطوطات من أفراد ومزادات

وتتراوح أسعارها بين خمسمائة جنيه استرليني ومائتي ألف جنيه استرليني ومن

المقرر أن يقوم المعرض ببيع بعض تلك المخطوطات.

ورغم أن كثيراً من أبناء البلاد الإسلامية أظهروا اهتماماً في حضور

المعرض ومن بينهم عدد من المدارس الإسلامية طالبت بتنظيم زيارات لطلابها

إلا أن المعرض يجذب أيضاً المواطنين الغربيين من مختلف الجنسيات الذين لم

يمنعهم عائق اللغة من حضور المعرض.

وتقول مديرة المعرض جيما الين: إن الناس يرغبون دائماً في معرفة المزيد

عن الآخر، مضيفة أنهم رغم عدم فهمهم لمعنى الآيات فإنهم يعرفون القيمة

التاريخية والدينية للقرآن.

ورأى عدد من مرتادي المعرض أنه يسهم في إثارة الاهتمام بالحضارة

الإسلامية وتطورها لا سيما عبر اختلاطها بالثقافات غير العربية

المصدر:

http://www.hqw7.com/Default.aspx?pages=imgs&inc=textimg&page=m4&id=10&pg=&xbimg=file_354561.jpg