wwww.risalaty.net


أي غزة..... صرخة أم عربية


بقلم : أم محمد ح . ع

حماس! أنتِ رفعتِ الراس، وأنتِ للمجد والعلا أساس

بسم الله الرحمن الرحيم

أي غزة.. أي حماس.. أي فلسطين.. وكل المسلمين المقهورين في هذا العالم الهمجي..

أي غزة: أختاه ماذا قد يخط بناني... ولهول ما رأيت وسمعت يكاد يطير جَناني...

صمت القلم عاجزاً عن القول والتعبير، وكاد يسقط من يدي. فاضت العَبَرات سخيّات، محرقات، وعجزت الذاكرة عن الوصف! ولماذا الوصف والقول؟! فالصورة تنْبئ بكل شيء، وكما يقال في اللهجة العامية: "الحكي مو مثل الشوف" هذا مما نرى ونسمع، وربما كان ما يخفى علينا أعظم، بل أدهى وأمَرّ، وبوجه خاص، من المنافقين والخونة، وهذا ما يغيظ ويحز بالنفس، بل هي مصيبة المصائب، لأن هؤلاء هم السيف المسلط على رقابنا، والعثرة الكئود في طريقنا، بل هم الجسر الذي يعبر عليه أعداؤنا، رضوا بأن يكونوا مطية للقردة والخنازير.

إنه ابتلاء، وعلينا أن نرضى بقضاء ربنا سبحانه وتعالى، ليزيدنا في الأجر والثواب والعطاء إن شاء الله، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وفي أنبياء الله كلهم. إذ لم يبعث الله رسولاً أو نبياً، إلا عاداه أهله وأقرب الناس إليه، أخرجوه وهجّروه من دياره. وإذا تساءل البعض عن السبب، قلنا لهم: إن الشر لا يتوافق مع الخير، والخبيث لا يتلاءم مع الطيب، والقذر لا يحب الطاهر. ويميز الله الخبيث من الطيب حيث يقول: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} آل عمران [179].

الحمد لله على كل حال، هذا قدَركم يا من قلتم ربنا الله، هذا قدركِ يا غزة... يا حماس... يا فلسطين... وهذا قدرك يا كل مؤمن وحرّ على وجه هذه الأرض. إنْ تحاربك كل قوى الشر والنفاق، ما ذنبك؟! ذنبك أنك قلت ربي الله.. أليس هذا هو ذنب حماس؟!  أنت قلت ربي الله، وأردت الاستقامة، وبهذا أنت تفضحهم، وتكشف للجميع عيوبهم وفجورهم. سامحك الله! لقد نغصت عليهم متعهم الحيوانية التي غرقوا فيها، وهم لا يدركون تبعاتها، ولا المصير الذي سيؤولون إليه، من ذل وخزي وعار في الدنيا قبل الآخرة بإذن الله. أنت يا من اخترت الآجلة، ورضيتَ بقضاء الله، صابراً مجاهداً في سبيله، محتسباً عنده، لأنك تعلم ما أعد الله للمتقين من عباده، إن كان عاجلاً أم آجلاً، وما تقدمونه اليوم، هو إن شاء الله ثمن لما ينتظركم في الغد، لأنّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية....... وليت أولئك الغافلين الظالمين يعلمون ما ينتظرهم من مصير محتوم، هو أشدّ اسوداداً من وجوههم وأعمالهم. لو أنهم قرؤوا كتاب الله لعلموا. حيث قال:{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} سورة الشعراء [227]. وقال أيضاً: { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} سورة هود[81]. ولكن كيف سيعلمون، وقد ران على قلوبهم، وطُبع على أسماعهم وأبصارهم بضلالهم ومعاصيهم، فهم كالأنعام، بل أضل سبيلا. فيا ليتهم يعلمون ما ينتظر جند الله الذين قاتلوا في سبيله، وذبّوا عن دينه، ليتهم يعلمون ما ينتظرهم من خير ومنزلة عليّة في أعلى جنان الخلد إن شاء الله، في حياة أبدية لا ينفد نعيمها، ومن قبل لم يخسروا الدنيا، فكفاهم ما أحرزوه من عز وذكر ٍطيّب، وأنهم هم المنصورون. يقول الخالق جل وعلا: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} سورة غافر[51].إذاً لا ضير إخوتي... فكما قال سبحانه على لسان السحرة عندما قالوا لفرعون بعد أن آمنوا: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} سورة طـه[72].

كفاكم يا أهل غزّة، وكل المؤمنين المجاهدين أن الله اجتباكم، فهو مولاكم، والكافرون لا مولى لهم، وشهداؤكم في الجنة، وقتلاهم في الجحيم بإذن الله.

{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}