wwww.risalaty.net


تبخرَّ عمري.. فأين عملي ؟!


بقلم : مكارم زرزر

 

سأكتب بأيامك وأرسم عن أحلامك..

بوجودك أكون.. برحيلك أفنى..

عمري المبدد سامحني.. فهذه السنوات مضت متراكمة.. والأشهر غادرت متزاحمة.. والأسابيع رحلت مسرعة.. والأيام ذهبت خاوية..

وأما عن رصيد الأعمال فصفراً لا يزال..

فكيف تزول قدماي يوم القيامة؟! وماذا صنعت وأي شي أنجزت؟!

أكلت وشربت لعبت وضحكت وأبليت نعماً أنعمها المولى عليّ..

أعمارنا تضيع فينا وتغادرنا كما غادرتنا الحضارة وابتعدت عنا.. ولا نزال نحن في مكاننا متجمدين غير قادرين على الحراك..

ونملة أسرع منّا في المسير هذا في حال فكرنا بالسَّير..

الحضارة والعمارة والصناعة والتجارة والأدب والعلوم وحتى الفنون لا زالت تنتظرنا، ولا نزال نسوِّف ونعتقد أن لدينا المزيد والمزيد من الوقت..

لا مزيد ولن نبقى ولن يبقى عمرنا.. وحدها الأعمال تبقى..

فما هي أعمالنا وأين منجزاتنا؟!

علينا بالعمل والعمل ونبذ الكسل وتفجير طاقات كامنة فينا لنصنع حضارة متطورة.. ونشيّد عمارة جديدة نفتخر بها.. وصناعة مفيدة نصدر منها.. وتجارة مزدهرة  نغنى بها.. وعلماً قيماً ننتفع منه وننفع به.. وأدباً يرقّينا فنتصل بذلك الماضي المجيد حاثين الخطى على درب الحبيب محولين أقواله إلى أعمال عليه الصلاة والسلام..

لن ننهض ونحن نستهزئ من الأيام ونكتفي بالقليل من الأعمال..

لن ننهض ونحن نقنع بساعات الوظيفة الروتينية أو أوقات الدارسة المحدودة..

لن ننهض بالاسترخاء والدعة والكسل..

لن ننهض ونحن نستظل في ظل شجرة ضخمة ونقضم تفاحة شهية ونستنشق من شذى الزهور..

لن ننهض ونحن نسلم زمام العالم  لأمم الغرب و الشرق لا فرق..

لماذا لا ندرك أننا خلفاء الله في الأرض لنعمل بها ونعمرها العمر ينقطع والعمل الصالح يبقى ويرفع صاحبه درجات..  

فلنعمل ولتكن أعمالنا مطعمة بالحب مجودة بالإخلاص موجهة للمولى.. لنعمل ونترك الباقي على الله..

فالنتيجة وما كان وما سيكون.. ليس من شأن العبد الفقير ..

ولكن من شأن رب الكون العظيم...